ندوة بريف حلب لتسليط الضوء على معاناة المغيبين قسراً في سجون النظام

2 أيار (مايو - ماي)، 2016
5 minutes

الأثاربي: المصدر

تحت عنوان “الاعتقال التعسفي والتغييب القسري” أقام التجمع الوطني لمستقبل سورية يوم أمس الأول الجمعة (29 نيسان/أبريل) في بلدة “الأبزمو” بريف حلب ندوة حضرها عدد من المحامين الأحرار والفعاليات الثورية والشخصيات المجتمعية، وسجناء سابقين غيبهم النظام في سجونه ومعتقلاته.

وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على معاناة المغيبين قسرياً في سجون النظام ومعتقلاته، وكذلك من أجل إيصال رسالة للعالم بأن النظام لا يزال يضلل الرأي العام الدولي في آلية تعامله في ملف المعتقلين، حيث طالب المؤتمرون بالضغط على النظام لإطلاق سراحهم.

وكانت هناك الشهادات حية لبعض المعتقلين الذين أفرج عنهم، وكان من أبرز المطالب إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين عند النظام، ووقف الاعتقال التعسفي بما يعرف بـ “بالتجويل” عند الفصائل العسكرية، إلا بموجب أمر قضائي.

“أحمد عبد الحميد” رئيس المجلس المحلي في بلدة “الأبزمو” وأحد الأعضاء المؤسسين في التجمع الوطني لمستقبل سورية، تحدث لـ “المصدر” قائلا: انطلاقاً من حاجتنا للوحدة الوطنية، ولحمة الشعب السوري، وتخليداً لدماء شهداء الثورة السورية، فقد أصبح لزاماً علينا نحن كوطنيين ثوريين سوريين التوحد ضمن تجمع وطني سوري للنهوض من الواقع المرير الذي فرض علينا، لنكون نواة ثورية تحمل على عاتقها بناء دولة سورية الجديدة، ولنذكر العالم أن لنا أخوة في سجون ومعتقلات النظام، ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للضغط على النظام المجرم لإطلاق سراح المعتقلين خاصة أصحاب الرأي.

وعن تجربته الشخصية في سعيه كوسيط لتحرير العديد من المعتقلين في سجون النظام ومعتقلاته، قال الدكتور “مازن خديجة” في حديث لـ “كنا شركاء” إن ما يجري الآن عند النظام، وإن كان يبدو للوهلة الأولى على أنه فوضى وتنازع صلاحيات بين مراكز القوى وبين الأفرع الأمنية والوزارات، من العدل إلى ما يمسى وزارة المصالحة التي استحدثها النظام لجمع معلومات بطريقة استخباراتية عن المعتقلين وأهليهم، من أجل ابتزازهم عن طريق سماسرة وضباط أمن، وهذا يدلل على أنها سياسة ممنهجة، تدل على تخطيط عميق لكي يدخل المعتقل في دوامة من الفروع، والتنازع بينهما ومحكمة الإرهاب، مشيراً إلى أن المشكلة التي يعانيها المعتقل، بغض النظر عن أساليب التعذيب، هناك شيء عند النظام يسمى شرعنة التغييب والتعذيب.

وتخلل الندوة عرض فلم عن انتهاكات النظام بحق المواطنين الذي اعتقلهم في بداية الثورة، والممارسات القمعية التي اتخذها بحقهم، وكذلك استمع الحضور لشهادات معتقلين كانوا في سجون ومعتقلات النظام، رووا كيف كان جلادي النظام وسجانيه يتفننون في تعذيبهم في فترة الثمانيات، حيث كان في اليوم الواحد يعدم أكثر من 300 سجين من خيرة شباب سورية، لم يتذكرهم أحد أو يطالب بهم في تلك المرحلة.

ورداً على من تحدث عن الجوانب المظلمة في سجون ومعتقلات النظام، أشار البعض إلى أن هناك جوانب مظلمة في سجون بعض الفصائل العسكرية أيضاً، معللين أنه عندما يختفي أحد الأشخاص فيما بات يعرف “بالتشويل” يكون اختفاؤه وبالاً على الأهل، بحيث يبحثون هنا وهناك، وينفقون المال ناهيك عن الوقت وانشغال البال وكثرة السؤال، مع ذلك لا تقر الفصائل بوجود المعتقل بحجة سرية التحقيق، وبعد مدة يفرج عنه ويكون نزيلاً في أحد سجونهم.

ونتيجة لما سبق، طالب بعض المشاركين في الندوة بتشكيل لجنة تهتم بالمعتقلين الموجودين عند الفصائل العسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأن يكون للموقوف محكمة علنية، وألا يؤخذ أي مطلوب إلا بموجب قرار قضائي أو بطلب من جهة رسمية، أو هيئة شرعية أو أي جهة مجتمعية، بحيث يعرف أهل المخطوف أو المطلوب أين مكانه ومن الجهة التي اعتقلته.

وفي نهاية الندوة، وجهت رسالة إلى المجتمع الدولي والعالم مفادها: “انظروا إلى ما يفعله النظام بنا، عشرات الشهداء يومياً، هذا النظام اتبع سياسة الأرض المحروقة تحت شعار (الأسد أو نحرق البلد)، نحن أصحاب الحق وأصحاب الأرض، لن تهزمنا الطائرات الروسية والصواريخ البالستية، وسنبقى نطالب بمعتقلينا الذي غيبتهم سجون النظام المجرم، وسنعمل على إطلاق سراحهم ونيل حريتهم، وسيخرج المحتل من بلادنا مهما طال الزمن، وسنقدم الجناة إلى محاكم عادلة، وإن كان النظام يسوّق عبر إعلامه المضلل على أننا إرهابيون، فليعلم العالم أن من يحرق مدناً كمدينة حلب التاريخية يكون هو صانع الإرهاب الأول”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا