هل تحمي حماس “إسرائيل” من هجمات “ولاية سيناء”؟
2 أيار (مايو - ماي)، 2016
نقلت صحيفة “واشنطن بوست”، عن مسؤولين وسكان محللين، قولهم إن فرع “تنظيم الدولة” في مصر يشن هجمات متزايدة أكثر تطورا وجرأة، مما دفع إسرائيل ومصر وحركة حماس الفلسطينية لتشكيل تحالف المحتمل ضدَها.
وقد نشرت حماس عدة مئات من المقاتلين في الأسبوع الماضي على طول حدود غزة مع شمال سينا ضمن اتفاق مع مصر لمنع دخول مسلحي “داعش” إلى القطاع الساحلي.
وجاء ذلك بعد أيام من إشادة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقرار بناء حاجز جديد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر، محذرا من “تدفق الآلاف من مقاتلي “داعش” من سيناء”.
وقد دفعت المخاوف المتزايدة نحو أكبر تعاون بين جيشي مصر وإسرائيل منذ اتفاق السلام الموقع بينهما عام 1979، وفقا لمسؤولين.
والسؤال المطروح، وفقا لتقرير الصحيفة، هو ما إذا كان بالإمكان ضرب طموحات “المتشددين” أو على الأقل احتواؤها، خصوصا بعد تنامي قوتها.
واستنادا لمسئولين عسكريين إسرائيليين وناشطين مصريين وسكان من سيناء، فإن أجهزة الاستخبارات المصرية كافحت من أجل اختراق ملاجئ المسلحين السرية.
“لديهم إستراتيجيون نوابغ”، نفلا عن مهند صبري، وهو صحفي مصري ومؤلف كتاب عن تمرد الإسلاميين في سيناء، مضيفا: “إذا درست خريطة هجماتهم، فمن الواضح أنهم يعرفون ماذا يفعلون بالضبط، وهذا يظهر أن لديهم قدرا كبيرا من حرية التنقل”.
تعلن الحكومة المدعومة من الجيش المصري أنها كسبت الحرب في سيناء، وتصدر بيانات عن المسلحين والقبض عليهم أو قتلهم في الغارات، ولكن يستحيل التحقق بشكل مستقل من تلك الادعاءات بسبب حظر الصحفيين من السفر إلى سيناء.
ويشعر حلفاء مصر من الغربيين، وعلى نحو متزايد، بالقلق إزاء قدرة الحكومة على وقف توسع أنشطة “تنظيم الدولة”. وفي نهاية الأسبوع الماضي، زار الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، مصر للمرة الثانية خلال شهرين لمناقشة الوضع في سيناء والأمن الإقليمي.
وقالت الصحيفة إنه على بعد بضعة كيلومترات من قاعدة عسكرية إسرائيلية، يستعر قتال عنيف بين المسلحين والجيش المصري.
ويشتبه مسؤولون اسرائيليون ومصريون منذ فترة طويلة بأن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، تسمح لمسلحي “داعش” الدخول إلى القطاع عبر أنفاق التهريب واستخدام الشريط كملاذ آمن. ويقول الإسرائيليون إن حماس تجلب الأسلحة من سيناء إلى غزة، بمساعدة المهربين البدو، وبعضهم مرتبط بـ”تنظيم الدولة”، وتنفي حماس هذه المزاعم، قائلة إنها لا تتعاطف مع “داعش”.
لكن المخاوف كانت كافية لأن يفرض المصريون الضغط على حماس للسيطرة على حدودها ومنع أي حركة تنقل للمقاتلين أو السعاة بين غزة وسيناء. ويعتمد القطاع على مصر، جزئيا، في ضروراته الاقتصادية، كما إن حماس حريصة على إعادة فتح حدود غزة مع مصر.
وقال مسؤول في حماس هذا الأسبوع إن هناك الآن أكثر من 300 مقاتلي حماس منتشرين في ثلاث مناطق على طول البحر ومعبرين حدوديين برَيين مع سيناء. وكما أفاد بيان لوزارة داخلية حماس، فإن “قوات الأمن الوطني منتشرة على طول الحدود مع مصر، وهذا جزء من الخطة الأمنية لفرض السيطرة الكاملة على الحدود واستقرارها، فضلا عن أمن إخواننا المصريين”.
ورغم أن الإسرائيليين يرون أن تهديد “تنظيم الدولة” لا يزال محدودا، فإنهم يشعرون بالقلق بأن الأمر مسألة وقت، فقط، قبل أن يحول المسلحون تركيزهم إلى الكيان العبري.