علويات سوريات يرتدين الحجاب ضمن احتفال مؤيد لبشار الأسد في حماة لإظهار شعبية كبيرة له بين السنة


29a490

الكرنفال الموالي للأسد أقيم دون أي مناسبة رسمية، وإنما هو تجربة أولية ومبدئية لمسيرة مليونيه يعمل النظام على التحضير لها
حسان محمد: القدس العربي

أقامت قوات النظام السوري بحضور وإشراف قيادات من حزب البعث الحاكم في البلاد كرنفالاً مؤيداً وممجداً لبشار الأسد في ساحة العاصي المشهورة في حماة المدينة بمليونيتها أثناء التظاهرات السلمية، فيما تعمد مسؤولو الاحتفال إلباس العشرات من الطائفة العلوية «الحجاب» بغية إظهار أعداد كبيرة من الفتيات المحجبات ضمن الاحتفال في رسالة سياسية أراد النظام السوري إيصالها بإظهار موالين كثيرين له بين الأكثرية السُنية في المحافظة.
عضو مركز حماة الإعلامي روز محمد أفادت بأن قوات النظام تعمدت إلباس السواد الأعظم من طالبات المدارس اللاتي استقدمتهن إلى الكرنفال الموالي للأسد في ساحة العاصي «الحجاب» المعروف لدى الأكثرية السُنية وتسليط الأضواء عليهن بشكل كبير بغية إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن المحافظة خالية من أي طيف معارض للأسد.
وقالت محمد لـ«القدس العربي» خلال اتصال خاص معها: لا أحد ينكر مشاركة سُنة المحافظة في الاحتفال الذي أقامه حزب البعث الحاكم وسط ساحة العاصي بحضور أمين فرع الحزب فيها وضباط عسكريين من اللواء 47، إلا أن المشاركات من الأكثرية السُنية هن طالبات في المدارس الثانوية والجامعات قام النظام باستقدامهن من أماكن دراستهن عبر باصات نقل داخلية للمشاركة.
واستطردت عضو مركز حماة الإعلامي بالقول: الكرنفال الموالي للأسد أقيم دون أي مناسبة رسمية، وإنما هو تجربة أولية ومبدئية لمسيرة مليونيه يعمل النظام على التحضير لها هذه الأيام، مشيرةً إلى إن قوات النظام السوري ومخابراته طوقت ساحة العاصي من جهاتها الأربع ومنعت دخول المدنيين إليها سوى من استقدمتهم هي.
حماة المدنية تحوي في الوقت الراهن بحسب الناشطة الإعلامية ما يقارب 35% من أبنائها فقط، والبقية هم النازحون إليها، بينما البقية فيها هي عائلات الضباط والعناصر التابعين لقوات النظام السوري أو ميليشياته المحلية والأجنبية.
وأكدت روز بأن نسبة المواليات المشاركات بالاحتفال الممجد للأسد والذين تم إلباسهن الحجاب تتجاوز الـ 50% من الإجمالي، والبقية موزعة ما بين فتيات المدينة والنازحات إليها مع عائلاتهن. واستهدف الكرنفال العسكري إيصال رسالة من قبل قوات النظام بأن حماة المدينة تقبع تحت سيطرته، ورسالة ثانية للثورة السورية بضرب رمزية ساحة العاصي التي شهدت كبرى التظاهرات السلمية المناوئة للأسد في أشهر الثورة الأولى.
إلى ذلك وصفت عضو مركز حماة الإعلامي روز محمد الحياة في مدينة حماة المدينة الخاضعة بشكل كامل لسيطرة قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني بـ «المرعبة والمخيفة» وأن الحياة بالغة الخطورة تجاه أي سوري يتنفس مجرد التنفس ضد نظام الأسد، كما أن الخوف مسيطر على أبنائها إذا جاء أي حديث عن الثورة.
وعززت محمد هذا الخوف جراء القبضة الأمنية الشديدة التي يتعرض لها المدنيون من قبل حواجز قوات النظام، ومهاجمته العلنية بشتى الوسائل لسُنتها، ناهيك عن الشتائم التي يعايشونها بسبب ارتداء الحجاب أو اللباس الشرعي، وفي العلن النظام يخوض معركة مع معارضيه على أن أبناء المدينة من الأكثرية يكنون الود للأسد، بحسب قولها.

أخبار سوريا ميكرو سيريا