تنظيم الدولة يستقطب في أوروبا جيشا من ألف إرهابي لدعم خطة الجهاد فيها

3 مايو، 2016

أليرتا ديجيتال – إيوان 24

حسب تقديرات أجهزة مكافحة الإرهاب ومخابرات الإتحاد الأوروبي، أنشأت المنظمة الإرهابية لتنظيم الدولة في أوروبا جيشا يتكون من 1000 جهادي قادمين من الحرب في سوريا، أين تلقوا تدريبا عسكريا وتحصلوا على الخبرة في ميدان المعارك.

وتتمثل مهمة هذا الجيش من الإرهابيين، على المدى المتوسط، في فتح جبهة الجهاد العالمي في أوروبا. وبذلك أصبح الإرهابيون العائدون من التراب السوري يشكلون “تهديدا كبيرا”؛ حيث يرتبط وجودهم في التراب الأوروبي بضرورة صنع أسلحة بيولوجية وقنابل قذرة.

ووفقا لتقرير صادر عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، فإن عودة 30 بالمائة من جملة 4000 مقاتل منتمين إلى الإتحاد الأوروبي والذين تم استقطابهم للقتال في سوريا، دقت ناقوس الخطر في أوروبا. كما أن الخطر يكمن في أن هذه المجموعة لها خبرة في مجال القتال وتتمتع بتدريب عسكري، يخول لها القيام بأعمال إرهابية وتركيز الجهاد العالمي في القارة العجوز.

وحسب مركز لاهاي، فإن عدد الجهاديين الأوروبيين الذين عادوا من سوريا والذين هم في انتظار تعليمات من تنظيم الدولة، على عكس ما يبدو، هو أكثر مما تم الكشف عليه إذا أخذنا بعين الاعتبار أن سوريا تضم أكثر من 30 ألف جهادي.

فرنسا تتصدر قائمة الجهاديين

وتعتبر فرنسا الدولة التي تصدر أكبر عدد من الجهاديين إلى الحرب في سوريا مع 900 مقاتل، والتي عاد إلى ترابها حوالي 250 جهادي. وتليها ألمانيا بمعدل750 جهادي، بلجيكا بمعدل 500 جهادي وأسبانيا بمعدل 140 جهادي عاد منهم حوالي ثلاثين جهاديا.

وبالنسبة إلى إسبانيا، فقد تم الاعتماد على الدعاية خلال العامين الماضيين، لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا والعراق. كما أنه تم الإعلان مسبقا، أن الهدف من استقطابهم، هو العودة إلى التراب الأوروبي لتنفيذ هجمات داخله بعد اكتساب الخبرة في أراضي “الخلافة”.

وفي هذا السياق، فإن المدعي العام للدولة، كونسويلو مادريجال، حذر من أن عددا من المعتقلين مؤخرا بسبب قضايا الإرهاب الجهادي، كانوا على استعداد لارتكاب هجمات في إسبانيا على المدى القريب والمتوسط.

وفي العامين الماضيين زاد عدد حالات المشتبه فيهم بتهمة الإرهاب، التي باشرتها المحكمة العليا بنسبة 50 بالمائة في عام 2014 و 69 بالمائة في عام 2015.

كما كشف تقرير صدر مؤخرا عن “فرونتكس” أن تنظيم الدولة يستخدم أزمة الهجرة في أوروبا للتسلل داخل ترابها. زيادة عن ذلك فإن الوكالة الأوروبية تعترف بأن سهولة اختراق الحدود، يمنعها من معرفة العدد الحقيقي للمهاجرين الذين وصلوا إلى القارة، كما أنها لا تملك وسيلة للعثور عليهم مرة أخرى داخل التراب الأوروبي.

وتؤكد فرونتكس أن الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي أعلنوا عن حوالي1.82 مليون مهاجر غير شرعي دخلوا المجال الأوروبي في عام 2015، وهو عدد أعلى بست مرات مما كان عليه في عام 2014. وتعترف الوكالة بأن العديد من المقاتلين الأوروبيين يتظاهرون بأنهم لاجئون، ويستظهرون بهويات مزيفة لعبور الحدود الأوروبية. كما أن اثنان من الإرهابيين المتورطين في هجمات باريس، قد دخلوا المجال الأوروبي من خلال الجزيرة اليونانية “ليروس” مع هويات سورية مزيفة.

وفي نفس السياق، حذرت الهيئة التنسيقية لتحليل التهديدات في بلجيكيا أيضا من وصول جهاديين إلى أوروبا. وقال مدير الهيئة أنه يملك أدلة تؤكد أن تنظيم الدولة قد أرسل مقاتلين إلى بلجيكا ودول أوروبية أخرى.

زيادة عن ذلك فإن الجيش الجهادي في أوروبا لن يقتصر دوره على تنفيذ هجمات مسلحة أو تفجير القنابل مثل تلك التي استعملت في باريس وبروكسل؛ حيث أكدت أجهزة الاستخبارات الأوروبية أن لديها أدلة على أن تنظيم الدولة هو الآن في طور صنع قنبلة قذرة.

وحسب تحذير منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مؤخرا فإنه من المتوقع أن تكون هذه القنبلة من المتفجرات التقليدية والتي تتأثر بفعل المواد المشعة.

أيضا، تسعى المنظمة الإرهابية إلى تطوير أسلحة بيولوجية محلية الصنع، مثل التي اكتشفت من خلال خلية جهادية في المغرب خلال الشهر الماضي. وحسب أخصائيين بلجيكيين في المجال، أكدوا أن القوارير الزجاجية التي تم حجزها عند تفكيك هذه الخلية الإرهابية، تحتوي على “مواد بيولوجية قادرة على شل وتدمير الجهاز العصبي وتسبب الموت”.

3 مايو، 2016