السلطات الجزائرية تعتقل نشطاء تضامنوا مع حلب

4 أيار (مايو - ماي)، 2016
4 minutes

بينما عكس تبادل الزيارات الرسمية مع دمشق رغبة الجزائر في كسر العزلة عن نظام بشار الأسد،غرد النص عبر تويتر كشفت تداعيات أزمة حلب أنه لا تهاون مع أي احتجاج ضد تجويع وتقتيل السوريين.

فعندما توجه نشطاء جزائريون أمس الأحد إلى مقر السفارة السورية للتنديد بالمجازر المرتكبة في حلب، استقبلتهم القوات الجزائرية واقتادتهم إلى مراكز الشرطة ولم تفرج عنهم إلا في المساء.

ومن خلال الوجود الأمني المكثف حول السفارة، لاحظ الناشطون أن الاحتجاج ضد النظام السوري خط أحمر لا يمكن تجاوزه في الجزائر.

وقد عبّر الناشط السياسي عبد الوكيل بلام عن امتعاضه الشديد من حرمانهم من الحق في التعبير عن رأيهم في ما يجري في سوريا، وتحديدا بمدينة حلب التي تتعرض منذ أكثر من عشرة أيام لقصف متواصل.

ويتضمن الدستور الجزائري نصوصا تعزز الحريات العامة، وتؤكد حق المواطنين في الاحتجاج والتظاهر السلمي.

وأوضح بلام أن هدفهم الأول هو الاحتجاج على الدمار والمجازر المروعة والقصف المستمر بـ البراميل المتفجرة والبارود “الذي يتعرض له إخواننا في مدينة حلب السورية”.

التنديد بالدبلوماسية

وأما الهدف الثاني من الاحتجاج فهو التنديد بالدبلوماسية الجزائرية “وبموقفها الداعم للنظام السوري المجرم ولبشار الأسد”.

ويرى بلام أن توقيف النشطاء يعكس إصرار النظام الجزائري على دعم بشار الأسد.

وشدد على أن خيارات الدبلوماسية الجزائرية وطريقة تعاملها مع ما يحدث في سوريا لا تمثل توجهات الشعب الجزائري الداعم لكل الشعوب الساعية للتحرر.

وسجل الناشط إبراهيم هواري عتيق ثلاث رسائل حاول النشطاء الشباب إيصالها من خلال وقفتهم الاحتجاجية، أولاها التأكيد على أن الحكومة ليست من يمثل الشعب الجزائري فقط، بل يوجد تيار قوي بالمجتمع الجزائري ضد الأسد، وضد التدخل الإيراني الروسي في الأراضي السورية.

والرسالة الثانية هي التأكيد على وجود فئة شبابية واعية لا تؤمن بالممارسات السياسية التقليدية التي تعتمد على البيانات فقط.

ويقول عتيق “نؤكد من خلال وقفتنا أن هناك شبابا يمتلكون الجرأة للتعبير ميدانيا عن مواقفهم وقناعاتهم السياسية والنضالية”.

وأما الرسالة الثالثة فهي إنسانية فـ “الذي يهمنا في سوريا هو الإنسان، ونحن لا نتخندق مع أي طرف ضد آخر في هذه الحرب الدامية”.

وتواجه الدبلوماسية الجزائرية انتقادات واسعة داخليا في طريقة تعاطيها مع الملف السوري.

عار الدولة

وأثارت زيارة الوزير الجزائري عبد القادر مساهل الأسبوع الماضي إلى سوريا انتقادات واسعة، ودفعت ببعض النشطاء إلى الرد عليه بإطلاق حملة على تويتر تحت عنوان أنا جزائري وضد الأسد.

ويشغل مساهل منصب وزير شؤون اتحاد المغرب العربي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

وكانت هذه أول زيارة لمسؤول جزائري منذ بداية الثورة السورية ضد بشار الأسد عام 2011.

وكتب عضو بعثة المراقبين التابعة لـجامعة الدول العربية إلى سوريا سابقا أنور مالك في صفحته الرسمية على تويتر “سيأتي يوم يخجل أحفادنا من عار دولتنا التي اصطفت مع الجلاد ضد الضحية في سوريا، والتاريخ بيننا”.

وجاءت زيارة مساهل بعد استقبال الجزائر لوزير الخارجية السوري وليد المعلم في مارس/آذار الماضي حيث التقى كبار المسؤولين بمن فيهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

واعتبر مراقبون أن الزيارة دعم واضح لنظام بشار الأسد، ومحاولة لفك العزلة الدولية عنه.

لكن القيادي بحزب التجمع الوطني الديمقراطي الداعم للحكومة صديق شهاب، اعتبر في حديث للجزيرة نت، أن موقف الجزائر طبيعي وله جذور تاريخية مرتبطة بما يسمي جبهة الصمود والتصدي، وليس انحيازا لإيران وسوريا.

الجزيرة.