تحت دوافع الولاءات والمكاسب المادية النظام يعتقل العشرات في بانياس
4 مايو، 2016
مع مرور الذكرة السنوية الثالثة لمجزرة حي “رأس النبع” في مدينة بانياس أمس الثلاثاء، والتي راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد من المدنيين بينهم أطفال، ذبحاً وإعداماً بالرصاص على أيدي ميليشيات موالية لنظام الأسد، تشن قوات النظام الأمنية في المدينة حملة اعتقالات منذ أسبوع طالت أكثر من 200 شخص و20 فتاة، بتهمة معارضتهم لنظام الأسد وحياذتهم على أسلحة لمحاربة النظام.
ناشطون من مدينة بانياس، تحدثوا لـ”السورية نت” عن أسباب تلك الحملة، تحت حجج واهية تستخدمها العناصر الأمنية لتحقيق ولاءات أمام رؤسائها، أو لأسباب وخلافات شخصية.
وفي حديث لـ”السورية نت” مع “الريس البحري” أحد المواطنين داخل مدينة بانياس والذي رفض عن كشف إسمه الصريح، قال إن” الأسباب الرئيسية التي تدفع بفرع الأمن السياسي لاعتقال مواطنين من الطائفة السنية داخل المدينة، يعود لأسباب بعيدة وقريبة في وقت واحد”، حيث بدأت داخل الأجهزة الأمنية خلال الأشهر الأخيرة خلافات، حصل على إثرها تغيرات في بعض الرمز الأمنية في بانياس، وهذا ما أغضب بعض الموالين للنظام وأصحاب النفوذ داخل المدينة”.
وأضاف البحري، أن “الشخصيات الجديدة التي استلمت مراكز قيادية في فرع الأمن السياسي التابع للنظام، بدأت بأعمال لإثبات حضورها وولائها للقيادات الأعلى منها، وهذا ما انعكس على أهالي بانياس، بحملات اعتقال طالت العشرات من أحياء السنة داخل المدينة وأهمها حي رأس النبع”.
وأردف أن “جميع دوائر الأفرع الأمنية تعلم أن بانياس هادئة، ولايوجد فيها أي نشاط عسكري أو سياسي أوثوري داخلها” ومع ذلك فإن “بانياس تحولت خلال الأيام القليلة الماضية إلى ساحات منافسة بين القيادات الجدد داخل الأمن السياسي والرافضين لهم من ميليشيات اللجان الشعبية الرافضة لوجودهم، وذلك على حساب أهالي المدينة من مضايقات واعتقالات وسواها من الأعمال الاستفزازية”.
وتابع البحري في حديثه، أنه “إضافة إلى تحقيق الولاءات وفرض النفوذ، يسعى شبيحة النظام والقيادات الأمنية إلى تحقيق مكاسب مادية وخاصة أولئك، الذين يتبعون سياسة الابتزاز المالي و(سماسرة الإفراج الممول)، حيث يتم التواصل مع أهالي المعتقل بدفع مبالغ مالية تتجاوز أحيانا مليون ليرة مقابل الإفراج عنه، وهذا يتفاوت حسب قدرة العائلة ومستواها المادي”.وإضافة للابتزاز المادي يضيف البحري، أنه هناك أسباب أخرى أيضاً بينها، ترهيب الأهالي، وتوجيه رسائل من قبل الميليشيات بإننا موجودين وأنتم تحت المراقبة إذ أصبح الأخ يخاف من أخيه، لكثرة المجندين لصالح الأجهزة الأمنية، مهمتم مراقبة تحركات الأهالي وجمع المعلومات وتقديمها للأفرع التابعين لها”.
واختتم البحري حديثه، أن “أعداد المعتقلين من أحياء (رأس النبع، وطى البيضا، الباصية، و رأس الريفة) باعتبارها أحياء سنية، خلال أسبوع تجاوزت أكثر من 200 معتقل ومعتقلة حتى اللحظة بينهم نساء وأطفال لاتتجاوز أعمارهم 14 عاماً، الأمر الذي يرجح زيادة أعدادة المعتقلين في ظل استمرار حملات الاعتقال وتجاهل معظم المؤسسات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان لما يجري في سورية عموماً وبانياس خصوصاً”.