داخل عائلات التنظيم: مبروك.. لقد قُتل ابنك بصفوف داعش!


علم محمد للتو بأن ابن عمه قد انضم لداعش، وحينها قال لنا: “أسوأ السيناريوهات التي توقعتها تبين بأنه حقيقة”.

كان ابن عمه، وهو مواطن كندي يبلغ من العمر 27 عامًا، مصنفًا في عداد المفقودين منذ صيف عام 2014، وذلك عندما أخبر عائلته بأنه ذاهب في إجازة لتركيا، وأرسل لوالدته صورة مع الآثار هناك عبر البريد الإلكتروني، ومن ثم اختفى بدون أي خبر.

محمد، 25 عامًا، والذي يعيش في تورنتو، كان متشككًا في توجهات ابن عمه منذ البداية؛ فالأخير اعتاد في الماضي على سحبه من التجمعات العائلية للاستماع إلى موسيقى الهيب هوب وشرب البيرة، كما كان هو الذي اصطحبه لأول مرة إلى نادي التعري، ولكن محمد شهد تحوّل ابن عمه التدريجي نحو الإسلام المتطرف، وفي اللحظة التي علم بها بأن ابن عمه أضحى في عداد المفقودين من تركيا، توقع بأنه أصبح ضمن صفوف الجهاديين الذين ينحدرون من جميع أنحاء العالم ليعبروا الحدود التركية إلى ثقب سوريا الأسود.

لم تقدم الشرطة الكندية أي أجوبة حول مصير المفقود، وعندما سافر والد ابن عمه من كندا إلى الحدود التركية في ذاك الخريف بحثًا عن أدلة عن نجله، لم يستطع أن يجد شيئًا؛ لذا، تُركت الأسرة، مثلها كمثل العائلات الأخرى التي انضم أعضاؤها إلى رجال أو نساء داعش، للقلق والترقب.

شهد العامان الماضيان تنامي القلق من انضمام المزيد من المقاتلين الأجانب إلى صفوف داعش، لاسيّما مع مباشرة المجموعة الإرهابية بتنفيذ هجماتها في الخارج، في تركيا، تونس، بلجيكا، وفرنسا، بمساعدة الجهاديين الذين عادوا إلى ديارهم.

يقدّر المسؤولون الأمريكيون بأن داعش استقطبت حوالي 38,000 مجندًا أجنبيًا خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكنهم يوضحون بأن معدل تدفق المقاتلين إلى العراق وسوريا انخفض بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، بالتوازي مع زيادة معدلات الهجرة من هناك.

غالبًا ما تعاني أسر المنضمين إلى داعش بصمت على هامش المجتمع، حيث تقفز العائلات إلى الهاتف بمجرد رنينه أملًا بالوصول إلى أي معلومة حول أحبائهم، ويستعدون للأسوأ عندما سماعهم للأخبار العاجلة، ولكن صحيفة باز فيد استطاعت أن تفتح لهذه العائلات نافذة صغيرة من الأمل، عندما سرّبت وثائق من داعش في مارس الماضي، حيث استحصلت الصحيفة على الاستمارات التي ملأها مجندو داعش الأجانب عندما انضموا إلى الجماعة في سوريا، وتتضمن هذه الوثائق تفاصيل عن المجندين، كأسمائهم، الأعمال التي مارسوها سابقًا، وزمرة دمهم، وشكلت هذه الكشوفات آخر أثر للكثير من المجندين الأجانب قبل أن يختفوا ضمن الصراع السوري.

تتضمن الاستمارات التي يملؤها مجندو داعش الأجانب أيضًا خانات يدونون ضمنها عناوين الاتصال مع الأشخاص المقربين لهم في ديارهم، حيث قام المجندون بإدراج أسماء أصدقائهم، أشقائهم، أمهاتهم، وآبائهم ضمن هذه الخانة.

لم تكشف صحيفة الباز فيد عن تفاصيل المستندات التي استحصلت عليها احترامًا لخصوصية عائلات المجندين، ولكنها تواصلت مع العشرات من هذه العائلات، ووافق الكثير منهم على التحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، كونهم يخشون من تداعيات الأمر، سواء على يد داعش أو على يد السلطات المحلية، فضلًا عن العار الاجتماعي الذي يرغبون بتجنبه.

كانت حالة محمد فريدة من نوعها، حيث تواصل مع الباز فيد من تلقاء نفسه الشهر الماضي بحثًا عن الأجوبة؛ فبعد قراءته للتقرير الذي نشرته الصحيفة عن الوثائق المسربة، اتصل محمد مع محرري المقال طالبًا منهم البحث ضمن المستندات عن اسم ابن عمه.

بالمحصلة تبين بأن اسمه كان ضمن الأوراق، مما أكد شكوك محمد المخيفة، حيث أظهرت الوثيقة التي ملأها ابن عمه بأنه انضم إلى داعش بعد وقت قصير من آخر اتصال له بوالديه، حيث عبر الحدود التركية إلى جرابلس في سوريا.

أزعجت هذه الأنباء محمد بشكل كبير، وأوضح بأنها ستكون أصعب للتقبل على والدي ابن عمه وأشقائه، وطلب منا أن نخفي اسم الأسرة ، واستعمال اسمه الأوسط، لتجنيب العائلة الآلام التي قد تنجم عن شيوع الخبر، وأضاف قائلًا: “سينكسر قلب أمه”.

ولكن محمد يعزم على إخبار عائلة عمه بما عرفه، على الرغم من المعاناة التي قد تسببها لهم هذه الأخبار، مبررًا ذلك بقوله: “الحقيقة المرّة أسهل من العيش في الظنون”، وبعد أن تزوّد بمعلومات موثوقة حول ابن عمه، باشر محمد بالبحث على الإنترنت لمعرفة المزيد.

تمامًا كعائلة محمد، سعت الكثير من العائلات المذكورة في الوثائق للحصول على معلومات عن ذويهم، وكان تقبّل كل أسرة للمعلومات مختلفًا ومترواحًا بين درجات متفاوتة.

في إحدى الحالات أخبرتنا والدة رجل سعودي، كان يبلغ  من العمر 26 عامًا عندما انضم إلى داعش في عام 2013، عن المعركة الطويلة التي خاضتها مع نجلها لإقناعه بالانسحاب من صفوف التنظيم المتطرف، حيث كان ابنها يتحدث معها عبر الهاتف إلى المملكة العربية السعودية، وأوضحت لنا بصوتها الحزين والمتعب بأنه كان يدرس هندسة الكمبيوتر ويعيش مع زوجته وابنته الصغيرة في منزله بالسعودية، قبل أن يقرر فجأة الذهاب إلى سوريا وحده، حيث أخبر أبويه بأنه ذهب للعمل التطوعي في أحد المستشفيات في سوريا، ولكنه اعترف في وقت لاحق بأنه انضم إلى داعش.

حينها قطع والده أي اتصال معه، ولكن والدته ظلت تحاول إقناعه للعودة إلى وطنه، متحدثة إليه عن طريق الهاتف متى كان ذلك متاحًا؛ فأعضاء داعش يمكنهم التواصل مع أسرهم عن طريق التقاط إشارات الهاتف الخليوية من الشبكة السورية أو العراقية أو التركية، مستخدمين تطبيقات كتطبيق إيمو أو فايبر.

“حاولت ثنيه عدة مرات” قالت الأم، وتابعت: “ولكنني لم أستطع”.

آخر مرة سمعت عنه فيها كانت في أوائل عام 2015، وذلك حين طلب منها أن تبارك له بزواجه الثاني، “منذ ذلك الوقت لم نسمع عنه شيئًا”، قالت الأم.

وفي حالة أخرى، تقبّل الشقيق الأكبر لخبّاز عاطل عن العمل من تونس ذهب إلى سوريا في نوفمبر 2013، فكرة وجود أخ له في صفوف داعش، حيث أخبرنا بأنه لا يزال على اتصال مع شقيقه الأصغر، الذي أخبرهم بأنه يعيش بشكل جيد في صفوف داعش، وتزوج بعدة زوجات.

كان الشاب التونسي، وفقًا لما أفادنا شقيقه الأكبر، يرسل إلى العائلة مبلغ 500 دولار في كل شهر، كما وعدهم بشراء منزل للأسرة إذا بقي على قيد الحياة في العام المقبل.

أوضح لنا الشقيق الأكبر بأن شقيقه لم يكن متدينًا أبدًا، ولكنه انضم إلى داعش لأنها كانت تبدو وكأنها فرصة جيدة لكسب لقمة العيش، “لم يذهب إلى الجامعة في تونس، وحاول الحصول على تأشيرة دخول للانتقال إلى أوروبا، لكن لم يحالفه الحظ، لقد كان يدخن الحشيش ويتعاطى المخدرات” قال لنا الشقيق عبر الهاتف من تونس، وتابع: “رفضنا فكرة انضمامه لداعش في البداية، ولكننا الآن لا نطلب منه العودة، بل نطلب منه أن يعتني بنفسه جيدًا ويرسل لنا صورًا لأطفاله”.

أما في السودان، فقد كانت إحدى الأمهات الطاعنات بالسن، بحاجة ماسة لأي خبر عن ابنها، وعندما سمعت صوت مراسل باز فيد على الهاتف، ظنت في البداية بأنه ابنها، “أنا مشتاقة لك؛ دائمًا أصلي من أجلك، اعتنِ بنفسك. عزيزي، لماذا لم تتصل بي منذ سنتين وأربعة أشهر؟” قالت الأم لمراسل الصحيفة بكلمات حنونة، وتابعت: “أحبك”.

بعد تصحيح المراسل للخطأ الحاصل، روت لنا الأم كيف غادر ابنها إلى سوريا دون أن يقول وداعًا، واكتفى بالاتصال بها من تركيا ليقول بأنه سينضم لداعش، ولم تسمع منه منذ ذلك الحين، “أتمنى لو كان لدي أجنحة لأطير إلى تركيا لأمنعه من الذهاب إلى سوريا”، قالت لنا الأم العجوز.

اتصلت الأم الملتاعة بالمراسل ثلاث مرات في الأيام التي تلت ذلك، وتضرعت لتحصل منه على أي معلومات أخرى عن ابنها، وفي نقطة معينة، أقنعت نفسها بأن الشخص الذي تحدث معها هو أحد أعضاء داعش المتستر تحت غطاء صحفي، “أرجوك أعده إليّ” قالت الأم وهي تبكي، وتابعت: “أنا لا أصدقك، أعتقد أنك كنت معه، وأعتقد أن هناك شيئًا سيئًا حدث له، قل لي إن كان لا يزال على قيد الحياة أم لا”.

كان ابن عم محمد يهدف لترك أسرته بضياع حول مصيره؛ فضمن الاستمارة يقول بأنه جهادي لأول مرة ويسعى ليكون مقاتلًا، كما جاء في استمارته بأنه كان طالبًا قبل وصوله إلى سوريا، وأوضح ضمن الورقة تاريخ ولادته، مسقط رأسه، والاسم الأول لوالدته، وفي قسم الملاحظات، كتب بأنه ترك جواز سفره وهاتفه الخليوي في مكتب الوافدين، إلا أنه ترك خانة العنوان الذي يجب الاتصال معه في وطنه فارغة.

عندما زار محمد اسطنبول مؤخرًا، قرأ ما كتبه ابن عمه في الاستمارة، وتذكر كم كانا مقربان من بعضما البعض، حيث أوضح لنا بأن ابن عمه كان شخصًا ظريفًا وطليقًا في المدرسة الثانوية، يتمتع بشعبية كبيرة بين الفتيات، كما أنه ذاك الشخص الذي يسيطر على حلبة الرقص في حفلات الزفاف، “لقد كان ذاك الشخص الذي عندما يبدأ بالرقص، يلتفت الجميع ليشاهده” قال محمد، وتابع: “لقد كان محبًا للحفلات حتى بدأ بالتطرف”.

يشير محمد بأنه وبعد دخول ابن عمه للدراسة في الجامعة، بدأ بالاهتمام بسياسات الشرق الأوسط، ومن ثم بالدين، وأخيرًا تحوّل إلى التشدد بشكل مطرد، وفي نهاية المطاف أزاله محمد من قائمة الأصدقاء على الفيسبوك ردًا على مشاركاته المتطرفة للغاية، وفي هذه الأثناء كان محمد يتجه بالاتجاه المعاكس بعيدًا عن الدين، ولم يكن على تواصل مع ابن عمه عندما ذهب الأخير إلى تركيا، ولكنه أوضح قائلًا: “لقد كنا متقاربين للغاية في إحدى مراحل حياتنا”.

“بالنسبة لي، انضمامه إلى داعش، يعني بأنه قاتل، ومرتكب للمجازر الجماعية، إنه أقرب شيء للنازية بعصرنا الحالي”، قال محمد وهو يشرب من كوب الويسكي في اسطنبول، وأضاف:”إنه يرغب أن يكون مقاتلًا، كما كتب في الاستمارة، إنه يرغب بقتل الناس، فهو لم يتقدم ليقوم بالتدريس أو شيئًا آخر من هذا القبيل”، وتوقف بعد ذلك هنيهة للتفكير في الغضب الذي يخامره، وأردف: “إذا كان جالسًا هنا أمامي، لن أطلق عليه النار لأقتله، بل ربما سأتعاطف معه مرة أخرى، ولكن بعد انقضاء سنتين على غيابه، وعلى المستوى المفاهيمي، أتمنى بأنه قد لاقى حتفه”.

يطلب تنظيم داعش من مقاتليه تدوين جهات الاتصال الخاصة بهم حتى يتمكن من إخبار ذوي مقاتليه عن وفاتهم، حيث يعتبر التنظيم بأن هذا الخبر سار للغاية.

من السعودية، أخبرنا صديق تاجر سابق من المملكة العربية السعودية كيف ترك الأخير رقمه في استمارة داعش بعد أن وصّف نفسه في خانة العمل كـ”استشهادي” في فبراير 2013، حيث تواصل معه أحد أعضاء التنظيم ليخبره بأن صديقه توفي بعد قيامه بتفجير نفسه.

تذكّر صديق التاجر السابق أحاديثهما الماضية، أثناء استعداد صديقه للهجوم الانتحاري، “طلب مني أن أتواصل مع والديه وأصدقائه، وأن أقول لجميع الناس الذين يعرفونه بأنه سعيد لأنه سيذهب إلى الجنة بعد يومين، وبأنه يتشوق لتلك اللحظة” قال لنا الصديق، وتابع: “أنا لا أريد أن أتحدث عنه، لأنه بين يدي الله الآن، ولكنني أرغب أن أقول فقط بأنه من الخطأ الفادح أن تذهب الناس من مختلف أنحاء العالم للقتال والموت في سوريا”.

وفي حادثة أخرى، انضم أحد الرجال السعوديين الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة إلى داعش في أكتوبر 2013، ووضع والدته وأباه ضمن قائمة الاتصالات، وبعد حوالي عام ونصف العام، أخبرتنا والدته، بأنها تلقت اتصالًا من رجل لا تعرفه، “لقد كان شخصًا غريبًا، ويبدو من صوته بأنه سعيد، لأنه يعتقد بأنه سيخبرنا أخبارًا سعيدة”، قالت الأم.

“لقد قال لي تهانينا، ابنكِ قد فاز، وعندما سألته بماذا فاز؟ قال لي: لقد حصل على الشهادة في سبيل الله” قالت الأم، وأوضحت بأن المتصل قال لها بأن نجلها توفي وهو يحارب “الكفار” في سوريا قرب الحدود مع تركيا، بمكان ليس بعيدًا عن المكان الذي دخل منه إلى سوريا لأول مرة وكتب فيه الاستمارة.

“أنا مكتئبة منذ غادرنا ولدي إلى سوريا” قالت الأم، وتابعت: “لم أذق طعم النوم منذ فترة طويلة”.

في البداية، وبعد أن أصبح ابن عمه في عداد المفقودين، سارعت أسرة محمد للحصول على إجابات، حيث حاول محمد ذاته العثور عليه في الفيسبوك، ولكن ابن عمه كان قد حذف حسابه.

وبعد أن قرأ ما ذكره في وثيقة الانضمام لداعش، أدرك محمد بأن ابن عمه، كالعديد من المقاتلين الآخرين، أعطى لنفسه اسمًا حركيًا، وعندما بحث عنه بذلك الاسم في الفيسبوك، وجد حسابًا بالاسم الحركي، يُظهر لمحات عن حياة ابن عمه في ظل داعش.

في صورة الملف الشخصي، تصور ابن عم محمد بفخر مع مدفع رشاش، بعد أن أطال لحيته على غرار لحى السلفيين، وظهر بالصورة وهو يرتدي النظارات الشمسية ويضغ حزامًا من الرصاص يتدلى من عنقه.

وفي صورة أخرى، نشر ابن عمه صورة فتاة شابة متشحة بالكامل بالسواد، تضع حزامًا ناسفًا على خصرها، وتلوح ببندقية في الهواء.

في أحد المنشورات، تعهد ابن عمه بمعاقبة جميع أعداء داعش قائلًا: “بالذبح جئناكم، أقسم بالله بأننا سنريكم الجحيم، لا حل إلا بالجهاد، نسأل الله أن يساعدنا على حزّ أعناقكم”.

يأتي انضمام العديد من المقاتلين الأجانب إلى داعش من خلفية عدم رضاهم عن حياتهم، وانبهارهم بوعود التنظيم بتأسيس نظام عالمي جديد يطمس القديم، وبالنسبة لبعضهم، تشكّل عائلاتهم صلة بماضيهم يحرصون على قطعها ونسيانها، ومن هذا المنطلق، وبعد اكتشافه لحساب ابن عمه بالاسم الحركي، باشر محمد بالتفكير فيما إذا كان من الأفضل أن تبقى هذه العلاقة مقطوعة.

آخر تحديث لحساب ابن عم محمد كان في مارس 2014، أي قبل أشهر من اختفائه، مما أثار تساؤلات محمد حول احتمالية قيام ابن عمه برحلات سابقة إلى سوريا، وحول رجوع علاقاته مع داعش إلى تاريخ أبعد مما كان يتصوره محمد.

في نهاية المطاف، أوضح أحد عناصر المعارضة السورية المسلحة السابقين، والذي يتمتع بصلات مع بعض أعضاء التنظيم حتى الآن، بأنه معلوماته التي استطاع جمعها تشير إلى أن ابن عم محمد كان على قيد الحياة وبصحة جيدة مع التنظيم حتى أواخر فصل الشتاء الماضي، ولكن محمد لم يكن متأكدًا فيما إذا كان يرغب بمعرفة المزيد عن ابن عمه، حيث قال لنا: “أفكاري متخبطة”.