مع ضعف موجابي .. زيمبابوي تستعد للفوضى

9 أيار (مايو - ماي)، 2016
6 minutes

الرئيس موجابي -البالغ من العمر 92 عاما- تفقد العرض العسكري خلال احتفالات الشهر الماضي، وفعل شيئا غير عادي، عندما توقفت السيارة أمام صورته، وانحنى موجابي قبل لوحته الخاصة، حينها أصيبت زيمبابوي بالذهول، حيث يظهر رئيسهم ضعيفا جدًا، وتساءلوا: لم يعد قادرا حتى على التعرف على شخص أمامه؟

جاء ذلك في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” اﻷمريكية لتسليط الضوء على اﻷزمة التي تنتظر زيمبابوي وسط تصاعد الحديث عن خلافة روبرت موجابي -أقدم زعماء العالم- الذي أصبحت حالته الصحية سيئة جدا، وسط مخاوف من انزلاق البلاد لحافة الفوضى مع اشتعال معركة الخلافة بين زوجته الحالية ونائبه.

الرئيس موجابي – أقدم رئيس في العالم – قال هذا العام إنه سوف يظل يرأس زيمبابوي “حتى يتوفاه الله”، زوجته القوية جريس تعهدت أن يحكم موجابي من على كرسي متحرك حتى يصل عمره لـ100 عام.

وقالت الصحيفة، لكن نهاية الحقبة تلوح في أفق العاصمة، مع تزايد ضعف موجابي الذي أصبح واضحا العام الماضي، الحديث عن وفاته أصبح يهيمن على المحادثات السرية للطبقة الحاكمة، مما يقود إلى بعض المناورات ﻹنهاء اللعبة.

بالنسبة للعديد من زيمبابوي تراجع الرئيس واضح، فالرجل نفسه الذي تحدى الغرب، وسعى لسحق معارضيه بلا أي رحمة منذ عقود، يتعثر ويغفو خلال المناسبات العامة.

موجابي، على ما يبدو، لا يستسلم إلا للسن فقط، ففي مارس الماضي تعرّض لغفوة في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء اليابان. بحسب الصحيفة.

وفي العام الماضي، أعاد قراءة خطاب مدته 25 دقيقة أمام البرلمان، بدون أن يدرك أنّه قرأه بالفعل أمام النواب الشهر السابق.

ما الذي سيأتي بعد موجابي- الذي وصل للسلطة منذ عام 1980- هل يمكن ﻷي شخص التخمين؟، سيحكم حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي قبضته على زيمبابوي؟ أم أنه سوف ينهار بسبب قوة الصراعات الداخلية؟ وعلى أي جانب سوف تدعم قوات اﻷمن؟ بحسب الصحيفة.

كما هو الحال في الأيام الأخيرة للرئيس موبوتو سيسي سيكو في الكونغو الديمقراطية، أو ساحل العاج فيليكس هوفويت بوانيي، حيث قاد هولاء دولهم الإفريقية على مدى عقود، فقد أصبح التوتر والقلق يغطي اﻷجواء خلال  المحادثات التي كانت تتركز حول عبارات مثل “عندما يذهب الرجل العجوز” أو “عندما تأخذ الطبيعة مجراها”.

لأول مرة، الرئيس موجابي يتحدث عن وفاته، في اجتماع عقد مؤخرا مع قدامى المحاربين، قال إن الحديث عن وفاته في نهاية المطاف سوف يؤجج الصراع على الخلافة داخل حزبه.

حالة عدم اليقين السياسي سبب وراء نقص حاد في السيولة التي تعاني منها زيمبابوي خلال الأسابيع الأخيرة، لأنَّ الناس أصبحت تخزن أو تنقلها خارج البلاد. البنوك في زيمبابوي، التي اعتمدت الدولار الأمريكي منذ عام 2009 للمساعدة في السيطرة على اﻷزمة الاقتصادية، تعاني حاليًا من نقص حاد في النقد مما ترك مكينات اﻷموال فارغة.

وقال ممثل البنك الدولي السابق الذي خدم في حكومة زيمبابوي معركة خلافة موجابي اشتدت بعد الحديث عن وفاته مع الإذاعة الوطنية.

لأكثر من ثلاثة عقود، أثبت موغابي أن حاصل على درجة الماجستير في تأليب الفصائل المتناحرة ضد بعضها البعض، والارتفاع فوق الخلافات، بحسب الصحيفة.

ولكن في قلب المعركة داخل حزبه يطرح سؤالا هاما: هل موجابي لائقا بدرجة كافية لاستكمال فترة ولايته والترشح لإعادة انتخابه عام 2018، كما تعهد أن يفعل؟

فصيلان في حزبه هاجم بعضهم البعض؛ حيث يرى الطرف اﻷول ضرورة أن يستريح الرئيس؛ ﻷن صحته لا تمكنه من إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية اللازمة.

والطرف الثاني، يميل قادته إلى أن يبقى موجابي في السيطرة، والاستمرار حتى 2018. زوجته جريس، تقول إنها سوف تجعل زوجها يحكم من على كرسي متحرك إذا لزم اﻷمر.

حتى عام 2014، كانت زوجة موجابي (50 عاما) التي أصبحت الزوجة الثانية للرئيس عام 1996، لفتت الانتباه في الغالب بعملها الخيري، ونمط الحياة الفخم والتسوق، ولكن بعد ذلك أصبحت تشارك في اتخاذ القرارات السياسية، ولديها دور قوي في معركة الخلافة.

وواحد من اﻹجراءات الأولى لزوجة موجابي تنظيم مسيرات تهاجم نائب الرئيس منذ فترة طويلة، جويس موجورو، الذي كان يعتبر خليفة موغابي في نهاية المطاف، واتهمت بالفساد والشعوذة، فضلاً عن ارتداء التنانير القصيرة والتآمر للإطاحة بموجابي.

تم طرد زوجة موجورو بسرعة من الحزب، وأعلنت السيدة موجورو مؤخرا أنها سوف تعمل ضد موجابي في 2018 من خلال رئاستها لحزبها الجديد، “الشعب في زيمبابوي اولا”.

الآن يقول منتقدون لزوجة موجابي إنها تحاول القضاء على نائب الرئيس منانجاجوا، الذي كان حليفها في السابق ارتفعت شعبيته العام الماضي ليصبح المرشح الأوفر حظا لخلافة موجابي.

في لقاء جماهيري، طافت زوجة موجابي الحفل ممسكة بإحدى يديها بالميكروفون، واﻷخرى ترفعها في الهواء على شكل قبضة في إشارة لتخلصها من منافسها “التمساح” دون ذكره.

وفي يناير الماضي، حينما كان موجابي وعائلته في عطلة سنوية خارج البلاد، انتشرت شائعات في العاصمة أنه توفي في الخارج. 

وقبل بضعة أشهر، بعد إلغاء موجابي فجأة زيارة للهند، ورفضت الحكومة الكشف عن مكانه، تتبع الصحفيين مسار الطائرة حتى سنغافورة، حيث حصل موجابي على الرعاية الطبية خلال السنوات الأخيرة.