‘خشية من مذلة السؤال: سوري يعمل في جمع الخردة باسطنبول بعدما كان رجل أعمال في بلده’
11 أيار (مايو - ماي)، 2016
أجبرت الظروف التي تمر بها سورية، نادر إبراهيم (44 عاماً) على جمع الخردة في مدينة اسطنبول، بعدما كان رجل أعمال في بلده سورية، رافضاً الاستسلام للظروف السيئة التي مر بها.
موقع “هافينغتون بوست” باللغة العربية، نشر اليوم الأربعاء تقريراً مترجماً عن صحيفة “حرييت” حول إبراهيم، وقال إنه “يتقن 5 لغات. وكان غنياً في بلاده، قبل أن تُجبره الظروف السياسية على المغادرة، لكنه عوض أن يؤسس مشروعاً في البلاد التي استقبلته، وجد نفسه عاملاً يبحث عن الخردة والأوراق المرمية في شوارع اسطنبول بعد أن سُرق منه كل ما يملكه”.
ولعل المال الذي يحصل عليه إبراهيم مقابل بيعها يقيه مذلّة السؤال. وتختصر حكايته حال وقصص الكثير من أبناء بلده بدأت في العام 2012، حينما قرّر الرجل الرحيل عن حلب هارباً من ويلات الحرب، لكنه لم يخرج خاوي الوفاض، فالسنوات التي عاشها في عاصمة سورية الاقتصادية والتي كان واحداً من أغنيائها، تركت بين يديه ثروةً لا بأس بها.
وبحسب ما رواه للصحيفة التركية فإن إبراهيم كان يملك قبل بداية الحرب في بلاده شركتين؛ الأولى متخصصة في البناء وبيع وشراء العقار، بينما الثانية كانت شركة لبيع السيارات.
ويقول إبراهيم إنه “عقب خروجه من سورية استقر رفقة عائلته لمدة سنة في أحد فنادق المدينة، وهناك تعرّف على أشخاص اكتشفوا امتلاكه لأموال لا بأس بها، فأصبح همهم الوحيد البحث عن طريقة ما للحصول عليها، فبدؤوا في تقديم عددٍ من العروض المغرية لإنشاء مشاريع أملاً في خداعه بطريقة ما”.
وأضاف أنه سقط في فخ أصدقائه الجدد ليذهب معهم نحو مدينة أدرنة على الحدود مع بلغاريا واليونان، على أساس إنشاء مشروع استثماري يدرّ عليهم أرباحاً، لكنه تعرّض للسرقة هناك واختفى شركاؤه في لحظة ما هاربين خارج الحدود بعد أن أخذوا معهم كل أمواله، حسبما يقوله.
عاد إبراهيم أدراجه إلى اسطنبول قبل أن يجوب مدن تشاناقالي وأضنة وأنطاليا وكارامان أملاً في إيجاد فرصة عمل من دون أن يتمكن من ذلك.
ولأن الحياة في مدينة ضخمة كاسطنبول التي عاد إليها بعد مسيرة البحث عن عمل في بلاد الأناضول ليست بالسهلة أبداً، اضطر الشاب السوري أن يُرسل أبناءه وزوجته إلى لبنان حيث لجأ صهره في انتظار أن تتحسّن ظروفه من جديد ويُرجعهم إلى جانبه.
منذ أن ودع ابنيه الاثنين يوسف (8 سنوات) ومريم (5 سنوات) ووزوجته، وهو يلفُّ شوارع اسطنبول الضخمة يجمع الخردة ويُعيد بيعها، لعله يتمكن ذات يوم من أن يجمع مالاً يسمح له بأن يعيدهم إلى جانبه.
ويُتقن نادر 5 لغات إلى جانب لغته الأم العربية، حيث تعلم الفرنسية والإنكليزية في المغرب حينما كان يدرس فيها الاقتصاد، كما تعلّم الإسبانية والإيطالية بسبب تنقلاته الكثيرة إلى إسبانيا وإيطاليا، بينما علمته ظروف الحياة في اسطنبول اللغة التركية بالدرجة التي يستطيع أن يعبّر بها عن آلامه ومعاناته.