كيف ينتشر تنظيم الدولة والجماعات التابعة له في جميع أنحاء العالم؟
11 مايو، 2016
وول ستريت جورنال –
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قيام الخلافة في قلب الشرق الأوسط في يونيو عام 2014. والآن، وبعد مرور نحو 22 شهرًا، يمتلك التنظيم العديد من الجماعات التابعة له في عدة بلدان مثل نيجيريا وروسيا وأفغانستان. طبيعة العلاقات بين داعش والجماعات التابعة له تختلف على نطاق واسع، ويمكن أن تكون غامضة، لا سيما وأنّه من الصعب الحصول على معلومات حول التنظيم. ينشط تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التابعة له في نشر المواد الدعائية على مواقع الإنترنت، بما في ذلك أشرطة الفيديو التي تصوّر عمليات إعدام الرهائن والتدريبات العسكرية وتهديدات البلدان الغربية. هنا نظرة على بعض الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية التي ظهرت في الآونة الأخيرة.
ليبيا
طرابلس، وبرقة، وفزان
العدد: حوالي 5000 مقاتل، وفقًا للمخابرات الليبية ومسؤولين أمريكيين
في ليبيا، ترسّخ تنظيم الدولة الإسلامية وسط الاضطرابات السياسية في البلاد منذ الإطاحة بالدكتاتور معمر القذافي عام 2011. ومنذ أواخر عام 2014، أعلنت ثلاث جماعات إسلامية مسلّحة الولاء لزعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي: طرابلس في الغرب، وبرقة في شرق البلاد، وفزان في الجنوب. يتم التفريق بين الجماعات الثلاث بحسب الموقع، وهناك اعتقاد بأنها مرتبطة بقيادة مركزية واحدة. تمتلك هذه الفصائل مقاتلين في المدن الليبية الكبرى، بما في ذلك العاصمة طرابلس ومصراتة ودرنة وبنغازي، وكثيرًا ما تقاتل قوات الأمن في مناطق متفرقة من البلاد. ومع مرور الوقت، أصبحت جماعة طرابلس المهيمنة بين الجماعات الثلاث، التي تعمل في أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في ليبيا.
كما تتحكم أيضًا في مدينة سرت الساحلية المطلة على البحر المتوسط، مسقط رأس القذافي، وهي المدينة الوحيدة خارج سوريا والعراق التي تسيطر عليها جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وقد استهدفت الولايات المتحدة وقتلت بعض المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي التي تسيطر عليها طرابلس. وفي الوقت نفسه، تعمل باقي الفصائل في المناطق التي توجد فيها احتياطيات كبيرة من النفط مما قد يدعم قوتها الاقتصادية.
اليمن، صنعاء
العدد: يُعتقد أن يكون بالمئات، وفقًا للمحللين
كانت مدينة صنعاء أول فرع رئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية يظهر في اليمن في مارس عام 2015. وبعد فترة قصيرة، أعلن التنظيم مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات المميتة في المساجد في جميع أنحاء العاصمة اليمنية صنعاء، والاستفادة من الفراغ الأمني الناتج عن الحرب بين التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين.
مثل الجماعات الصغيرة الأخرى في اليمن المتحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية، كما يقول المحللون، تمتلئ مدينة صنعاء بشكل رئيسي بالمنشقين عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باليمن، وهو فرع تابع لتنظيم القاعدة يعتبر من أخطر الجماعات الإرهابية في العالم. وقد أغرت بروباجندا ووحشية تنظيم الدولة الإسلامية الكثيرين في اليمن.
مصر، شبه جزيرة سيناء
العدد: يصل إلى بعضة آلاف من المقاتلين، وفقًا للباحثين في شؤون الإرهاب
تعهدت “ولاية سيناء”، الجماعة المستقلة الأكثر نفوذًا في مصر، والمعروفة سابقًا باسم “أنصار بيت المقدس”، بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في نوفمبر عام 2014. وتعمل هذه الجماعة في شبه جزيرة سيناء، وتتكّون من الجهاديين المصريين الذين قاتلوا في أفغانستان والعراق، جنبًا إلى جنب مع البدو الأصليين والمنشقين المصريين عن تنظيم القاعدة.
ازدادت هجمات تلك الجماعة من حيث القوة والتطور: في يوليو عام 2015، نفّذت موجة منسّقة من التفجيرات الانتحارية ضد مواقع للجيش المصري في سيناء، وحاربوا قوات الأمن الحكومية، مما أسفر عن مقتل 21 جنديًا على الأقل. وبعد ثلاثة أشهر، أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط طائرة ركاب روسية وعلى متنها 224 شخصًا في شمال سيناء، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم. وبالرغم من “ولاية سيناء” لا تدّعي السيطرة على الأراضي، إلّا أنها تحظى بدعم من بعض السكّان في سيناء لتوزيعها للسلع الأساسية وسط العمليات العسكرية المصرية التي عزلت المنطقة. وتنفي الحكومة المصرية أن تنظيم الدولة الإسلامية يحظى بأي دعم شعبي في البلاد.
أفغانستان، إقليم نانجارهار وأجزاء من مقاطعة هلمند
العدد: عدة آلاف من المقاتلين، وفقًا للحكومة الأفغانية
في يناير عام 2015، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن تشكيل مقاطعة أو ولاية جديدة في أفغانستان، سُميت على اسم منطقة تاريخية تضم أجزاء من أفغانستان وباكستان؛ وهي “ولاية خراسان” التي تتكون في معظمها من أعضاء ساخطين على حركة طالبان الباكستانية، فضلًا عن المقاتلين السابقين لحركة طالبان الأفغانية، والحركة الإسلامية في أوزبكستان، وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة.
اشتبكت “ولاية خراسان” مع قوات الأمن الأفغانية وحركة طالبان الأفغانية، مع إعداد الجماعة الأخيرة لوحدة قتال خاصة لمكافحة منافسيها من الجماعات الجهادية الناشئة. وقد حاربت كل جماعة الأخرى، وعلى الأخص في إقليم نانجارهار الشرقي، حيث سعت “ولاية خراسان” إلى إقامة معقل لها هناك. وقد استهدفت الولايات المتحدة والجيش الافغاني وقتلوا العديد من قادة ولاية خراسان. وأعلنت الجماعة هذا العام مسؤوليتها عن أول هجوم في أفغانستان، قائلةً إنها نفذّت الهجوم على القنصلية الباكستانية في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل من أعضاء قوات الأمن الأفغانية في 16 يناير الماضي. وبعد أسبوع، تعهّد الرئيس الأفغاني أشرف غاني بــ “دفن” الجماعة.
شمال شرق نيجيريا، مع هجمات عبر الحدود في الكاميرون والنيجر وتشاد
بوكو حرام
العدد: يصل إلى بضعة آلاف، وفقًا لتقديرات الحكومة النيجيرية
بعد مغازلة تنظيم الدولة الإسلامية لعدة أشهر، تعهّد جماعة بوكو حرام في مارس عام 2015 بالولاء للتنظيم وتغيير اسمها رسميًا إلى “ولاية غرب أفريقيا”. بعد الهجوم الأخير من الجيش النيجيري، لا تسيطر بوكو حرام على الكثير من الأراضي في شمال شرق نيجيريا كما كانت في السابق.
وقد استسلم المئات من أعضاء الحركة لقوات الحكومة النيجيرية منذ التماهي الجديد مع الدولة الإسلامية، ويشكو البعض من سلسلة القيادة المضطربة. لكن الحركة لا تزال تشكّل تهديدًا خطيرًا على نيجيريا وجيرانها، مع تصاعد الهجمات عبر الحدود في الكاميرون والنيجر وتشاد. وقد أعلنت بوكو حرام مسؤوليتها عن جميع الهجمات الإرهابية في نيجيريا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك اختطاف مئات التلميذات من إحدى المدارس في مدينة تشيبوك التي أدت إلى إطلاق حملة عالمية تحت عنوان “أعيدوا الفتيات”. كما قُتل أكثر من 28 ألف نيجيري في أعمال عنف وسط حرب بوكو حرام ضد الحكومة، وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية بمدينة نيويورك. وهرب 2.5 مليون شخص من ديارهم، وفقًا للأمم المتحدة.
المملكة العربية السعودية
ولاية نجد
العدد: قد يصل إلى المئات، وفقًا لخبراء مختصين في شؤون المملكة العربية السعودية
أعلنت “ولاية نجد” مسؤوليتها عن هجمات على ثلاثة مساجد شيعية في المملكة العربية السعودية والكويت منذ مايو عام 2015، مما أسفر عن مقتل 50 شخصًا. وقد أثارت الهجمات على المؤسسات الأمنية في كلا البلدين مخاوف من أن تنظيم الدولة الإسلامية يحرز تقدّمًا في تجنيد السعوديين والكويتيين.
ويبدو أن أعضاء ولاية نجد، التي سميت على اسم المنطقة الوسطى في المملكة، هم مزيج من عناصر تنظيم القاعدة السابقين والشباب عديم الخبرة. غالبية الرجال الذين نفّذوا الهجمات لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة. وتعتبر الجماعة الشيعة بأنهم زنادقة يجب تحويلهم إلى المذهب السني. كما تريد إسقاط الحكّام السُنة للمملكة بسبب تحالفهم مع الغرب. وقد اعتقلت السلطات السعودية عشرات من أعضاء الجماعة منذ أواخر عام 2014.
منطقة شمال القوقاز في روسيا
إمارة القوقاز
العدد: غير واضح، وفقًا للمحللين
في أواخر عام 2014، أعلن عدد من قادة الجهاد البارزين في مناطق القوقاز، إنغوشيا والشيشان وداغستان في جنوب روسيا، ولائهم لأبي بكر البغدادي. وبعد أشهر، في يونيو عام 2015، اعترف المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو محمد العدناني، بتعهداتهم بالولاء للتنظيم رسميًا. تمّ تعيين أبو محمد قدري لقيادة تلك الجماعة. تعتبر نجاحات تنظيم الدولة الإسلامية في القوقاز ضربة قوية للإمارة الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة القوقاز، التي نفّذت منذ فترة طويلة معظم أعمال العنف المناهض للحكومة في المنطقة. وقد انشق عدد من كبار قادتها عن إمارة القوقاز.