هل تورط ضباط شرطة مصريون في قتل زملائهم مقابل المال في “حلوان”؟
11 مايو، 2016
جمال محمد –
تزايدت التكهنات حول تورط ضباط شرطة مصريين في قتل زملاءهم الثمانية في حادث الهجوم على سيارة تقل شرطيون بجنوب القاهرة (حلوان) أول أمس الاحد، وذلك على غرار ما تم كشفه الاسبوع الماضي بشأن تورط 27 مسئول أمني مع عصابة مخدرات “الدكش” مقابل المقال.
ونقلت صحف ومواقع مصرية عن “مصادر أمنية” تأكيدها أن التحقيقات والتحريات تشير لتورط ضباط في تزويد الارهابيين بمعلومات عن السيارة والشرطيون الذين يركبونها بدافع الانتقام أو المال، وهو ما نفته الداخلية المصرية والنيابة.
ويشير تحليل العملية لأن هناك عملية رصد دقيق ومتابعة من قبل العناصر المسلحة للقوة الأمنية، والعرفة الكاملة بخط السير، خاصة أن الشرطيون كانوا يرتدون الملابس المدنية، ويستقلون سيارة ميكروباص لا تحمل أرقاما شرطية، ما يطرح سؤال: “كيف علمت العناصر الإرهابية أن من في السيارة رجال شرطة؟ وكيف علمت بخط سير القوة الأمنية؟”.
بعد الإعلان عن تورط خمس ضباط في عملية #حلوان التي ادت لمقتل٨ من أفراد الشرطه طبعا النائب العام هيحظر النشر في القضيه ? #ليه_كرهت_حكم_العسكر
— مواطن مصري (@LeroiFamoure) May 9, 2016
وكشفت مصادر أمنية مسؤولة، تورط ضباط وأفراد شرطة في تسريب معلومات عن السيارة التي كان يركبها الشرطيون المستهدفين، وخط سيرهم، مقابل مبالغ مالية، مما سهل تنفيذ العملية الإرهابية بهذه الدقة، وتصفية جميع المجني عليهم.
وأن فريق البحث المكلف بتحديد هوية مرتكبي واقعة الهجوم على دورية شرطية منتصف ليلة أمس الأول بحلوان، توصل إلى معلومات هامة في القضية، تشير لأن الجناة تدربوا على استخدام الأسلحة بسيناء، وتربطهم علاقة بالجهادي التكفيري كمال علام، زعيم تنظيم “أنصار بيت المقدس”، الهارب من أحكام بالإعدام.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد سبقها تورط أكثر من 15 ضابطا مع عصابة الدكش، كانوا يقومون بتبليغ العصابة بخط سير الحملات الأمنية، ويحصلون منهم على مبالغ مالية تقدر بـ 60 ألفا شهرياً لتأمينهم وإفشاء أسرار الحملات الأمنية، بل وإخفاء أفراد العصابة من الملاحقات الأمنية لأفرادها، بحسب ما كشفته الشرطة.
وكان مصدر أمنى في مديرية أمن القليوبية أكد أن تحقيقات قطاع التفتيش بوزارة الداخلية مع ضابطي شرطة من أفراد قوة مباحث ونظام مركز شبين القناطر، كانا على اتصال بعصابة «الدكش»، كشفت تورط أكثر من 15 ضابطاً بمديرية الأمن في تسهيل نشاط تجار المخدرات والأعمال الإجرامية للعصابات الخطيرة بمنطقة المثلث الذهبي، ولاحقا تردد أن 27 ضابط متورطين.
دائرة الاشتباه في تورط عناصر في الشرطة مع جماعات إجرامية مقابل أموال تتسع لتشمل 300 ضابط بينهم لواءات ؟!#حلوان pic.twitter.com/oeP6GdJZGX
— جمال سلطان (@GamalSultan1) May 8, 2016
حقيقة تورط ضباط “رابعة”
وقد كشف مصدر أمنى لصحيفة الوفد تورط 5 ضباط، برتبة ملازم أول، في حادث اغتيال 8 من رجال الشرطة في حلوان، وأبرزت فضائيات مصرية، مثل “سي بي سي” النبأ.
وقال إن الضباط الخمسة سبق أن رفضوا فض اعتصام رابعة العدوية عام 2013، وقاموا خلال عملية الفض بسحب الذخيرة من الجنود، وصدر بعدها قرار من الداخلية باستبعادهم من العمليات الخاصة، وأن الضباط الخمسة انقطعوا عن العمل قبل حادث حلوان بأسبوع، وأن الشكوك تدور حول هؤلاء الضباط بعد غيابهم خاصة أنهم تركوا رسائل لتوديع أسرهم.
وقال إن الضباط الخمسة كانوا يعملون في قطاع الأمن المركزي بفرق «العمليات الخاصة»، ومسجلين كضباط بقطاع «سلامة عبد الرؤوف» منهم ضابط يدعي «حنفي» حصل على المركز الأول في فرقة الصاعقة بجهاز الشرطة.
وقال إن الوزارة قامت بإصدار تعليمات مكتوبة عقب الحادث الإرهابي في حلوان تتضمن صور الضباط الخمسة مع حظر وجودهم في المنشآت المهمة، وتشديد الخدمة والحراسة بجميع البوابات والمنافذ الخاصة بعدد من المنشآت المهمة مع عدم السماح لأي فرد أو مركبة بالاقتراب من البوابات والأسوار إلا بعد التعرف عليهم وتفتيشهم تفتيشاً دقيقاً، ويتم الإبلاغ الفوري عند الاشتباه أو التعرف على أحد من الضباط الخمسة.
وقد تحدث الصحفي سيد عبد العاطي، رئيس تحرير “الوفد”، التي نشرت النبأ، عن “خيانة عناصر من الداخلية”، حيث قال إنه حصل على المعلومات من مصادر أمنية بشأن وجود 5 ضباط شرطة وراء الحادث الذي استهدف أفراد شرطة بمنطقة “حلوان” الأحد الماضي.
وأوضح “عبد العاطي” خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صالة التحرير” على قناة “صدى البلد” مساء أمس الاثنين، أن المصادر أكدت اختفاء 5 ضباط قبل الحادث بأسبوع، وكانوا ضمن مجموعة، رفضت المشاركة في فض “اعتصام رابعة”، وكانوا مستبعدين منذ فترة.
وأوضح “عبد العاطي” أن الضباط الخمسة، 4 منهم رتبتهم “ملازم أول”، من خريجي دفعة 2012، والخامس خريج دفعة 2007، مؤكدًا أن لديه أسماء هؤلاء الضباط كاملة، لكنه رفض نشرها حفاظًا على أسر الضباط.
وأكد أن الضباط، قاموا بكتابة رسائل وداع لأسرهم منذ فترة، مشيرًا إلى أن أجهزة الأمن كانت لديها معلومات حول هؤلاء الضباط وسلوكهم، لكن لم تتخذ الوزارة أو مديرية الأمن أي إجراء.
كان عدد من المسلحين قد هاجموا سيارة ميكروباص كان بداخلها ضابط و7 أمناء شرطة في طريقهم إلى مهمة خاصة وتفقد الحالة الأمنية في حلوان، حيث أوقف الملثمون السيارة وأطلقوا عليها وابلًا من الرصاص ما أدى إلى استشهاد جميع من بداخلها.
الداخلية والنيابة تنفي
وقد نفى مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية، لوكالة الانباء الرسمية (الشرق الاوسط) صحة ما تردد على بعض المواقع الإخبارية حول تورط 5 ضباط في حادث حلوان الإرهابي، والذي أسفر عن مقتل ضابط و7 أمناء شرطة، وأكد الأمني، أن “الخبر ليس له أي أساس من الصحة”.
أيضا نفى المستشار أحمد الأبرق رئيس نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، ما تداولته صحف ومواقع إخبارية بشأن تورط 5 ضباط شرطة في حادث حلوان، وقال: “إن تحريات الأجهزة الأمنية لم تتوصل حتى الآن للجناة”.
وأكد أن النيابة العامة بإشراف المستشار هشام حمدي المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة “لم تصدر حتى الآن قرارا بضبط وإحضار أي شخص”.
اعتقال مشبوهين
وقالت صحيفة “الأهرام” الحكومية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على نحو 20 من المشتبه بهم في هجوم استهدف قوة أمنية في منطقة حلوان بجنوب القاهرة، وأسفر عن مقتل 8 من رجال الشرطة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن من بين المقبوض عليهم عناصر جنائية من الممكن أن يكونوا على صلة بمرتكبي الواقعة، حيث يتم فحص بعضهم من قبل جهاز الأمن الوطني للتأكد من انتماءاتهم.
وقد ذكر مصدر أمني أخر، لموقع “مصراوي”، إن قوات الأمن داهمت عددًا من البؤر الإجرامية بمركزي الصف وأطفيح، لملاحقة المتهمين بتنفيذ الهجوم على دورية شرطية بمنطقة حلوان، فيما أكد شهود عيان أن الشرطة اغلقت أغلب الطرق القريبة من حلوان والتي تؤدي لجنوب مصر للبحث عن الجناة وتفتش السيارات بدقة.
وأشار إلى أن هناك معلومات وردت باختباء منفذي العملية الإرهابية بالمناطق الجبلية في الصف وأطفيح والتبين؛ للهرب من قبضة الأمن مستغلين الجبال الوعرة.
وأوضح ، أن الحملات شارك فيها رجال العمليات الخاصة وقوات الأمن المركزي علاوة على رجال البحث الجنائي بالتنسيق بين مديريتي أمن الجيزة والقاهرة.
خونة في الداخلية
وكان المذيع عمرو أديب، قد ألمح لوجود “خونة” في وزارة الداخلية، تسببوا في حادث حلوان، وقال إنه مستاء من عدم قدرة وزارة الداخلية على تطهير جهاز الشرطة ممن وصفهم بـ “الخونة”، خاصة بعد الهجوم الذي شهدته منطقة حلوان، وراح ضحيته ضابط و7 شرطيين، أول أمس الأحد.
وقال “أديب”، خلال برنامجه “القاهرة اليوم”، عبر فضائية “اليوم”، مساء أمس الإثنين: “هناك خونة في المكان الذي يعملون به، لذلك أطلب من الداخلية، أن تلقي تقبض عليهم أحياءً أو أموات، جهاز الداخلية في خونة”.