‘أسعد الزعبي : خطة روسية ـ إيرانية لاقتحام حلب والغوطة / 3000 جندي إيراني و1500 جندي من قوات النظام قرب الغوطة الشرقية’
12 أيار (مايو - ماي)، 2016
حذّر رئيس الوفد السوري المفاوض أسعد الزعبي، من خطة روسية إيرانية لاقتحام حلب والغوطة الشرقية قرب دمشق، مشيرًا إلى أن الساعات الماضية شهدت حشد أكثر من 3000 جندي إيراني و1500 جندي من قوات النظام قرب الغوطة الشرقية، في حين تتوجه حشود روسية من قاعدة حميميم العسكرية إلى حلب، مع وجود 5 كتائب مدفعية ثقيلة لروسيا تحيط بحلب.
وقال الزعبي لـ«الشرق الأوسط»: «الهجوم الإيراني الروسي على حلب فشل للمرة الثانية، بعد خسارتهم الحرب الأولى في فبراير (شباط)، وخسارة الإيرانيين هذه المرة مضاعفة، إذ اعترف الإيرانيون بمقتل عشرات من مقاتليهم، لكنّي أؤكد أن أكثر من مائة مقاتل إيراني بينهم جنرالات قتلوا خلال الهجوم الأخير، إضافة إلى الأسرى، ولذلك صدر تهديد من خامنئي ومن قادة الحرس الثوري، بضرورة إعادة الكرّة على حلب، لأنها وقفت في طريق الفرس عشرات المرات، ويدعمهم في ذلك الروس».
وأشار إلى وجود خطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقوات الإيرانية بضرورة السيطرة على حلب، مشيرًا إلى وجود حشود إيرانية بدأت تظهر في القسم الجنوبي من الغوطة، تترافق مع حشود من النظام السوري في القسم الشمالي الشرقي من الغوطة.
وشدد على أن الثوار في قمة الجاهزية، وحريصون كل الحرص على سد كل الثغرات بإقامة مناطق دفاعية حقيقية، وبالتالي مواجهة أي هجوم، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة التي يحذر فيها الروس من مغبة التمادي أو الدخول كثيرًا في المستنقع السوري، تدعم حقيقة أن هناك نيات مبيتة لدى القيادة الروسية في الهجوم على حلب. وذكر الزعبي أن الدور الأميركي منذ بداية الثورة، دور مراقب ومخرّب وتآمري على الشعب السوري، مشيرًا إلى أن كيري تحدث قبل شهور عن أن أمام الثورة السورية ثلاثة أشهر حتى تنتهي، وتحدث أكثر من مرة بأنه لا يمكن حل الملف السوري بالوضع العسكري، ما يعني أنه ضد الحل العسكري من قبل الثوار، وكانوا يردعون ويمنعون ذلك، بينما النظام يستورد مقاتلين وعتادًا عسكريًا كيفما شاء، ويتحدثون عن حل سياسي وأمني، في حين يعلمون تمامًا أن النظام والروس يعرقلون الحل السياسي. ووفق الزعبي، فإن الخطة الروسية الإيرانية حشدت خلال الساعات الماضية أكثر من 3000 إيراني و1500 من قوات النظام في جنوب الغوطة الشرقية في اتجاه محور دير العصافير، وهناك قوات أخرى توجهت باتجاه منطقة مثلث الموت تجاه الغوطة الغربية، ولكن أيضًا هناك قوات من النظام خرجت من اللواء 155 واللواء 159. والفرقة الثالثة، تجاه تل كردي باتجاه الشمال الشرقي للغوطة.
ويعتقد رئيس الوفد السوري المفاوض، أن ذلك، يصب في عملية تنفيذ هجوم من ثلاثة محاور على الغوطة، مستغلين الخلافات (بين فصائل المعارضة)، التي لا تزال موجودة حاليًا داخل الغوطة، مبينا أن حجم القوات الإيرانية داخل الأراضي السورية وفق الإحصاءات المتوفرة لديه تقدر بـ69 ألف مقاتل إيراني.
وعن الهدنة، قال الزعبي: «الحديث عن الهدنة أصبح حديثًا مخجلاً، كيف نتحدث عن هدنة تتخللها من الساعة صفر وحتى الساعة 24 ضربات صواريخ ومدفعية وهاونات وطيران، هل يمكن بعد ذلك أن نسمي هذه هدنة»، مضيفًا أن «الروس يتحدثون عن الهدنة وكأنهم يتحدثون عن قصة مسلسل من حلقات، إذ إن هناك توجيها بتنفيذ عشرات الغارات على حلب وعلى ريفها الشمالي والجنوبي، وجرى تدمير 13 حيا في حلب كليا، جراء قصف الطيران الروسي وطيران النظام، واليوم (أمس) فقط تم تدمير مسجد ومشفى وسوق، ويتحدثون عن تمديد هدنة لـ48 ساعة»، مشددًا على أن الحديث عن الهدنة للاستهلاك الإعلامي لا غير.
المصدر: الشرق الأوسط