أكثر من 18 ألف مقاتل شيعي في سورية وإيران الداعم الأكبر
12 مايو، 2016
بدأت إيران بإرسال الميليشيات الشيعية إلى سورية، لدعم نظام الأسد في الحرب الدائرة، حين لاحت في الأفق بوادر سقوط نظام بشار الأسد عام 2012، حيث بلغ عدد هذه الميليشيات التي يحمل أفرادها جنسيات إيرانية وأفغانية وعراقية وباكستانية ولبنانية، 18 ألف مقاتل.
وحشدت طهران ميليشيات شيعية من مجتمعات في دول مختلفة تخضع لتأثيرها، وعززت وجود الميليشيات بفرقٍ من قوات الحرس الثوري والقوات الخاصة، في سورية بهدف إعادة التوازن للحرب السورية أولاً، ومن ثم ترجيح الكفة لصالح النظام.
ولعبت سياسة طهران التحريضية حيال وجوب حماية الأماكن المقدسة بالنسبة للشيعة في سورية، دوراً كبيراً في جمع الميليشيات الشيعية وإرسالها إلى سورية، لا سيما أنّ العاصمة دمشق، تحتضن أضرحة السيدة زينب، والسيدة سكينة وأماكن أخرى تعدّ مقدسة بالنسبة لمنتسبي المذهب الشيعي.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ المبلغ المدفوع لهؤلاء الميليشيات (600 دولار)، يعدّ مبلغاً كبيراً للعناصر الشيعية التي تعاني الفقر في العراق وباكستان وأفغانستان.
واستقدمت إيران معظم الميليشيات الشيعية إلى سورية، من “حزب الله” اللبناني، والشيعة الأفغان الذين لجؤوا إلى أراضيها، وأصدرت حكومة طهران الشهر الفائت، قانوناً يمنح الجنسية الإيرانية لأهالي قتلى الشيعة الأجانب الذين يحاربون لصالح إيران في الخارج.
وبحسب المعلومات من مصادر محلية داخل سورية، فإنّ عدد الميليشيات الشيعية التي دفعت بهم إيران إلى سورية، بلغ 18 ألف مقاتل، ويشارك قرابة 9 آلاف منهم في القتال بجنوب محافظة حلب، فيما يتوزع قرابة 5 آلاف من هؤلاء في محافظات درعا ودمشق والقنيطرة، ويتوزع 4 آلاف مناصفة في شمال حمص وريف اللاذقية.
وإضافة إلى عناصر الميليشيات هذه، فإنّ فرقاً من الحرس الثوري والقوات الخاصة الإيرانية، تشارك في جبهات القتال إلى جانب النظام.
وينتمي أكثر الميليشيات الشيعية التي تحارب على جبهات القتال في سورية، لـ”حزب الله اللبناني”، فالمعارضة السورية أكّدت بأنّ ميليشيا “حزب الله” دخلت خط المواجهات أواخر عام 2012، فيما نفى زعيم الحزب، حسن نصر الله، وجود عناصره داخل الأراضي السورية، لفترة طويلة.
وفي بدايات تدخل “حزب الله” اللبناني في سورية، نشط عناصره في المناطق السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، وخاصة في أطراف الزبداني وجبال القلمون، وبعد 6 أشهر من تدخلهم في سورية، امتد عناصر الحزب إلى مدينة القصير في ريف حمص وسط البلاد، وأعلنوا وجودهم فيها بشكل رسمي.
ويبلغ إجمالي عدد عناصر ميليشيا “حزب الله” اللبناني، في أنحاء سورية، قرابة 10 آلاف مقاتل، وفقد الحزب العديد من ضباطه أثناء الاشتباكات التي خاضوها ضدّ المعارضة السورية.
وتقول مصادر في المعارضة السورية إنّ عدد قتلى “حزب الله” في سورية، يقدّر بالآلاف، وأنّ حسين الحاج الملقب بـ”أبو محمد الإقليم”، والذي قُتل في 10 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 بسهل الغاب التابع لمحافظة حماة، يعد الفقيد الأبرز للحزب في سورية.
وتأتي الميليشيات الشيعية العراقية المحاربة في سورية، بالمرتبة الثانية من حيث العدد، إذ إنّ معظم هذه العناصر أتت من محافظات بغداد والنجف والبصرة.
ومن أبرز الفصائل الشيعية العراقية المقاتلة في سورية، “حزب الله” العراقي، و”حركة نجباء العراق”، وميليشيات “الإمام الحسين”، و”أسود الله”، و”كتائب الإمام علي”، و”اتحاد أصحاب الحق”، وكتائب “أبو الفضل العباس”.
وكانت هذه الميليشيات تتمركز في دمشق وأطرافها، إلّا أنّ قسماً منهم التحق في الفترة الأخيرة، بجبهة حلب الجنوبية، وتتوقع مصادر محلية في المعارضة السورية، أنّ عدد الميليشيات العراقية في عموم سورية، يبلغ قرابة 5 آلاف مقاتل.
ومن أبرز الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب النظام، كتيبة “الزينبيون” الباكستانية، ويزيد عدد أفرادها على 500 مقاتل، يتمركزون في شمال حلب، وكتيبة “الفاطميون” الأفغانية، الذين يتواجدون في جنوب حلب وجنوب دمشق ودرعا، بألفي مقاتل.
وتتبنى ميليشيات تابعة للنظام، دوراً في الحرب، إذ يبلغ إجمالي عدد الميليشيات المحلية العاملة بأمر النظام، قرابة 24 ألف مقاتل، وأبرزهم ما يعرف بـ”الشبيحة”، إذ عملت هذه المجموعات مع أجهزة الأمن والاستخبارات من أجل إخماد المظاهرات التي بدأت عام 2011.
وعلى وجه الخصوص، قام الشبيحة بقتل العديد من المتظاهرين في محافظتي حماة وحمص، وبدأوا بسد الفراغ الحاصل نتيجة كثرة الانشقاقات في صفوف جيش النظام، بعد عام من انطلاق الحراك الشعبي في عموم سورية.
وعمل نظام الأسد على تقوية الشبيحة وتعزيزهم بالسلاح والعتاد، بعد أن تراجعت قوة جيش النظام الذي تأثر بشكل كبير من الانشقاقات الحاصلة، ويتمركز الشبيحة حالياً بشكل كبير، في محافظات اللاذقية وحماة وحمص والحسكة، ويتواجدون في نقاط التفتيش في مداخل ومخارج محافظات دمشق وحلب ودرعا والقنيطرة، ويزيد إجمالي عددهم على15 ألف، ويتكفل عدد من رجال الأعمال المقربين من النظام بينهم رامي مخلوف، بتسديد رواتبهم.