‘ريم الاتاسي: كلمات من المنفى’

12 أيار (مايو - ماي)، 2016
2 minutes

فجأة يبدو الوطن بعيدا، تشعر لوهلة أنه حان الوقت حتى تصدق بأن العودة ربما ستبات معدومة، أن مستقبل عودتك يتعلق بأرقام وجداول وأجندات، بأنه ربما يحكم عليك القدر أن تموت بأرض المنفى. المؤسف يا وطني أنك تحولت إلى شعارات وهاشتاغات، أنك أصبحت مدينة الأحلام، أنه تحتم علينا أن نقابلك على بعد الشاشات وقد تغيرت كليا، ربما سيحدث يوما وما ستعود لتصبح افضل لكننا سنفقد فيك الماضي، الشوارع والمباني والحدائق والمقاهي ربما ستتحدث وستكون بصورة أجمل لكنني لن أحبها كما كنت أحب فيك عبق الماضي، رائحة الذكريات المختمرة كأنها خمر معتق .. كل ما مضى عليه الوقت أصبح أكثر لذة وأثمن ..

اتساءل احيانا كيف حدث كل هذا الدمار، كيف بدأت الحكاية وإلى أين ستتنتهي، هل يعقل أن نكون دمرنا بلدنا مشان نطير بشار الأسد ليجلس مكانه ماهر الأشد شرا والأفظع من أخيه.. هل يعقل أن تكون سوريا أصبحت حلما مرمدا لأجل أن يتقاسمونها ويصبح لكل طائفة دولة ورجال..

ولمن سنورث حبنا لأرضنا، إن كان أولادنا لن يصدقوا حكاية العيد، لن يروا في عيونهم سوريا كما كنا نراها في أعيننا، لن يجدوا تلك الطرقات التي اكلت من رجلينا شقف ونحن مبسوطين، لن يجدوا ما حفرناه على الجدران من ذكريات وما خبأناه تحت التراب من ذكريات .. سوريا تهيئ إلي اليوم كبحر من دم كل ما ينبت فيها يحمل رائحة الدم والبارود .. رائحة الموت والزوال ..

سامحيني يا ميكروسيريا على أنني غصصت فيك بالكلام، واعلم ان الحروف لا يمكن ان توفيك حقك لكن ستبقى لي ربما معك هذه الكلمات ذكرى للأيام .. كلمات من المنفى من البلد التائه.. والروح التائهة ..

حمل تطبيق ميكروسيريا ليصلك كل جديد 

سامحينا يا شآم وتقبلي منا عزاءنا على انفسنا بعيدا عنك..