‘زهير سالم : غربالنا المجتمعي يحتاج إلى التنقية بالشاشية البيضاء قبل أن نجعل منها خمارا أو عمامة’

12 أيار (مايو - ماي)، 2016
2 minutes

زهير سالم

حكاية أحكيها لندرك أين كنا أين أصبحنا وكيف …
منذ شهر في كندا ، كانت ابنتي مع أطفال أربعة في إحدى حدائق تورنتو ، وكما يحدث في مثل هذه الأحوال بدا للأنسة سارة سنتان ونصف أن تقوم بنزهة فردية ، فانسلت من بين إخوتها وسارت على رسلها ..
افتقدتها والدتها ، فلم تجدها وهبت مذعورة ملهوفة لا تدري في أي اتجاه تسير ، نظرت حولها ، فإذا أسر مسلمة رجال بلحى ونساء بحجاب طلبت منهم المساعدة في البحث عن الصغيرة ، نظروا إليها باستغراب ولم يتحرك معها أحد …
قالت ابنتي كان إلى جانب آخر رجلان وامراتان ممن يلبسون الشورتات ، ويطبعون على أذرعهم التوتو ( الوشم ) رأوا لهفتها فسألوها فأخبرتهم على مضض ، سألوها ماذا تلبس البنت فأخبرتهم فقالوا لها ابقي هنا ، وانطلقوا كل واحد باتجاه ليعود أحدهم بالست سارة بين يديه …
لا تقولوا لي أنت تقوم بدعاية لمن يلبس الشورت ويدق الوشم …
أذا أذكركم كيف نسي بعضنا : إن الله يحب إغاثة اللهفان . كيف نسينا والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه …
نعم غربالنا المجتمعي يحتاج إلى هزات عنيفات . وبعد الغربال نحتاج إلى المنخل ، وبعض المنخل نحتاج إلى التنقية بالشاشية البيضاء قبل أن نجعل منها خمارا أو عمامة ..