‘عبد الوهاب الشابي : حلب مدينة الماذن و القدود’

12 أيار (مايو - ماي)، 2016
3 minutes

بين صافرات الاسعاف وضباب الغبار الكثيف واصوات التكبير وركام قصف الصباح تتبعثر اكوام الجثث المتلاشية بين الرمال ، ضاعت الملامح وغابت صورة المدينة التي لطالما نقش الدهر اسمها على معابده الأزلية ولطالما رُسم جمال الرّب على جدران أزقتها وقلاعها ! ضاعت ملامح سكانها وأبناءها فالأب يهرع وسط الزحام يصبغه غبار القصف الهمجي مزركشاً بخيوطٍ من الدماء باكياً باحثاً عن اشلاء طفله الرضيع الذي اسكت بكائه ذلك الصاروخ اللعين! والأم تنفض غبار عباءتها السوداء وتمسح دماء وجهها رافعاً يديها الى السماء مرتلاً صعقات ادعيتها على سفاحٍٍ مجرمٍ جاء وجنوده بتعلة الارهاب لكي يشبع غريزته الدموية بصراخ الاطفال ودماء الشيوخ والنساء!

اندثر غبار القصف ورحل المسعفون والصحفيون ولم يبقى سوى اناشيد السكون المفعم بصرخات الارواح التي كانت تسكن ذلك الحي ! لم يبقى في المكان سوى بيوتاً مائلة مطأطأً منكسراً خالياً من الأسقف مزيناًٌ بقليل من الاثاث المحطّم المصبوغ بلون الحجارة الفاتحة وفي وسط ذلك الشارع ابريق من الشاي مبعثر وبجانبه قطعتين من الخبز الممزوج بالدماء ينثر لعناته في الافق الصامت الساكت سكوت كل من رأى هول الجريمة شاتماً عهر العرب والعجم !
العرب الذين باعوا كل قضاياهم منذ ان صرنا حضارة ! العرب الذين سكتو عن ديكتاتور يفتك بشعبٍ اعزل لخمس سنوات متتالية تحت ألف كذبة وتعلة ! العرب الذين هرولوا لمواساة اسيادهم في فرنسا وعلى رأسهم ذلك المخمور المطبع الفلسطيني عاشق الدبلوماسية والسلام يقف جنباً الى جنب مع جلاده في تلك المظاهرة الشهيرة !العرب الذين اشعلو ابراجهم حزناً على موت البرجوازية وبكوا بكاء التماسيح على اسيادهم ! أي نفاقاً وتجارة هذه ؟! وأي رخص لأرواح العرب في هذا الزمان ؟!
أما العجم فلا عتب ان كان الأب ديوثاً يبيع نسائه في اسواق الدعارة العالمية…!

المصدر: http://l.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Fmedia-plus-tn.com%2F87156-2%2F&h=tAQF543kj&s=1