من طقوس شتم ميالة

12 أيار (مايو - ماي)، 2016

ولا بالأحلام، كان يخطر على بال النظام أن تؤول مسؤولية انهيار الليرة السورية على عاتق شخص واحد اسمه أديب ميالة.. ومن يقرأ هذا الهجوم الإعلامي الكاسح على الرجل، يظنه بأنه حاكماً لسوريا وليس للمصرف المركزي..

والمضحك أن الهجوم تورط به اقتصاديون مرموقون وقادة رأي، ووزراء سابقون، وكأن هؤلاء لا يعرفون الحجم الحقيقي الذي يتمتع به عادة حاكم المصرف المركزي.. فكيف إذا كان هذا الحاكم أديب ميالة..؟!

من يعرف ميالة عن قرب، يعرف أنه شخص مسكين، لا يفهم بالنقد ولا بـ “العيصلان”.. وحتى عندما تم وضعه في هذا المنصب مع بداية حكم آل مخلوف الاقتصادي للبلد.. كان المطلوب شخص يمتلك، مواصفات الرجل المطيع و”الخويف”، هذا بالإضافة لعدم المعرفة بالاختصاص.

وعندما بدأت الثورة، كان ميالة على معرفة بكل أسرار المركزي، و”الشوالات” التي كانت تدخل وتخرج منه لصالح آل مخلوف وماهر وبشار.. لذلك تريث النظام كثيراً، في اتخاذ قرار بشأنه..  وبدل أن يتم تصفيته، تم إسناد دور جديد له، وهو أن يكون كبش فداء لأي انهيار اقتصادي قد تتعرض له البلد.. وهو ما حدث تماماً وكما خطط له النظام بحرفيته..

لذلك ينظر النظام اليوم بإعجاب لنفسه، وهو يشاهد كيف أنه خرج من مسألة انهيار الليرة السورية كـ “الشعرة من العجين”.. وبكل تأكيد يسره كثيراً مشهد الشتم الذي يتعرض له حاكم المركزي، وتحميله مسؤولية هذا الانهيار.. رغم أن ما قام به ميالة، إذا كان هو بالفعل من يقود سياسة المركزي، يعجز عنه كبار الاقتصاديين والعارفين بالنقد.. ولولا تلك السياسة لكنا اليوم أمام دولار بألفين ليرة على الأقل.. وذلك بالنظر إلى إمكانيات البلد الاقتصادية وبما تم الإعلان عنه من احتياطي نقدي في بداية الثورة ..

لكن الهجوم الذي يتعرض له ميالة اليوم، على ما يبدو أنه موجه من قبل النظام نفسه، وأغلب الظن أنه بدأ يشعر بضرورة التخلص منه وتقديمه ككبش فداء للمرحلة برمتها.. ومن ثم البحث عن فريسة أخرى لقطيع الذئاب المحيطين به..

فؤاد عبد العزيز