الدكتور فواز الكاتب : انها اللحظة التي تتحول فيها من “كابتن” إلى أستاذ إلى “عمو”


99

فجأة وجدت أنني في الأربعين.. الخامسة والأربعين.. ثم سن الخمسين !
هذه أرقام كنت أراها بعيدة والوصول اليها سيستغرق طويلا.
بدأت أشعر بالتغيير عندما لاحظت ان الباعة يقولون لي “يا حاج”.. والمراهقون يقولون لي “يا عمو “.
ثم ازداد الأمر عندما صار الأولاد المهذبون يقفون لي في وسائل الموصلات كي أجلس مكانهم .
أمس الأول رأيت سيدة مسنة تحمل حقيبة ثقيلة وتمشي في الطريق، فهرعت في شهامة لحمل حقيبتها عنها، ثم فطنت إلى أنني في الخمسين ولم يعد قلبي شابا . شهامتي هذه ستبدو أقرب للسخف أو تجلب علي السخرية.
أجلس في مجلس كبير فأكتشف ان كل الجالسين بين ثلاثين وأربعين عامًا .. الشيخ فيهم في التاسعة والأربعين! ..
الحلاق الأشيب المسن الذي أحلق عنده سألني عن علاج النسيان، فقلت له إنه لابد أن يتوقع تصلب شرايين المخ في سنه هذه .
قال في اتعاظ وأسى: “بالفعل.. بعد 45 عامًا يجب ان يقبل الإنسان تداعي حواسه! ”
فحصت مريضاً يعاني من ضعف في رشق البول فقل له مواسياً بعد سن الخمسين يجب أن تتوقع تراجعا في وظائف الأعضاء , ثم انتبهت الى أنني معني بالامر مثله .!
مع الوقت صرت أشعر كأن كل من هو دون الخامسة والأربعين طفل كان يرضع البارحة ويبدلون له الحفوضه.
وصرت أبحث عن صداقة اثنين أو ثلاثة ممن يكبرونني سنًا .
أبو فايز الناطور العجوز .. كم هو شخصية رائعة ذكية.. إنه الصديق الأمثل. هؤلاء الذين في الستين.. أين هم ؟.. لماذا صاروا نادرين؟
أما أقوى اللحظات فهي حين ترى فتاة حسناء , تحادثها كأنك توم كروز، ليكون أول لقب تناديك به هو “يا عمو”.
ليس هذا أسوأ من صديقي طبيب الأطفال الذي قابل في إحدى الحفلات فتاة بارعة الجمال ,كان مطلّقاً يبحث عن عروس جديدة، وبدت له هذه الفتاة مناسبة جداً. وجد أنها تحدثه في حرارة وحب حقيقيين، وأعطاه هذا انطباعاً بأن الطريق ممهد لقلبها.
قال لها:ـ “أشعر أننا التقينا في زمن ما في مكان ما”..
قالت في مرح:ـ “بالفعل .. أنت كنت الطبيب الذي يتابعني وأنا في الحضّانة بعد ولادتي!..
طبعا يمكنكم تخيل ما حدث بعد ذلك….
انها اللحظة التي تتحول فيها من “كابتن” إلى أستاذ إلى “عمو”

حمل تطبيق ميكروسيريا ليصلك كل جديد 

get-it-on-google-play