حزب الله يعلن الحرب بالوكالة على الرياض من قلب صنعاء؟

14 أيار (مايو - ماي)، 2016

9 minutes

“تشكيل خلية اغتيالات وميليشيات أمنية في صنعاء على شاكلة “ميليشيات حزب الله” في لبنان، وبتدريب عناصر الحزب اللبناني” يعد تطور نوعي في مسار الصراع بين حزب الله وإيران وجماعة الحوثي وبين الرياض ودول الخليج، فهو بمثابة إعلان حرب خفية مفتوحة بتصدير نموذج الميلشيا بأقذر صوره بالقيام بمهام تنفيذ اغتيالات نوعية لإرهاب الحكومة اليمنية وكل معارضي انقلاب الحوثي صالح بتوقيت تجري فيه المفاوضات اليمنية المتعثرة، بما يجعل إعلان هذه الميلشيا ذا مغزى سياسي وليس فقط عسكري ورسالة إرهاب للسعودية والتحالف العربي باليمن ورموز المقاومة الشعبية وبخاصة السنية.

المثير للقلق بسحب مراقبين الإعلان عبر الإعلام عن هذه الخلايا ودورها في محاولة لاستعراض القوة، ولكن تاريخ تورط حزب الله والحرس الثوري واتهامهم بتكوين خلايا نائمة لزعزعة أمن الخليج، يجعل تهديداتها تؤخذ بمحمل الجد وليس فقط الترهيب، الأكثر خطورة أن تكون هذه الميلشيا بداية تصدير وتفريخ لهذه الخلايا في بلدان خليجية مستهدفة أهمها السعودية والبحرين، وتعد عدو زئبقي وليس نظامي يسهل كشفه ومواجهته، وبالفعل نجح حزب الله في تأسيس أذرع محلية على شاكلته في سوريا ثم اليمن فمن ستكون المحطة القادمة لزرع خلية الاغتيالات، وأذرع نصر الله، الموجودة بالعراق وبعدة أسماء وكيانات بعدة عواصم عربية؟ وهل يمكن أن تحاول الخلية الجديدة اختراق الحدود السعودية لتنفيذ عمليات جنوب السعودية؟ وهل تستبق التدخل البري المحتمل في صنعاء إذا فشلت المفاوضات؟

“خلية اغتيالات” حوثية تستنسخ تجربة حزب الله

تمارس ميلشيات الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء، تحكمها بمفاصل المدينة أمنياً واجتماعياً، خانقة أي صوت أو تحرك معارض. وآخر هذا “الخنق” للمدينة، احتفاؤها الاثنين 9 مايو بتخريج دفعة من الميليشيات الأمنية على شاكلة “ميليشيات حزب الله” في لبنان، وبتدريب من قبل بعض عناصر الحزب اللبناني، أما مهمة تلك الخلية فهي تنفيذ اغتيالات للمعارضين، بحسب ما أفادت بعض مواقع يمنية.

في جرأة تثير القلق ورسالة سياسية للفريق اليمني المفاوض أقيم في صنعاء حفل تخرج أول دفعة ميليشيات أمنية للحوثيين تدربت علی الانتشار في الشوارع والأسواق والأزقة، مستعينة بتحركها علی الدراجات النارية بدل سيارات الشرطة المعروفة، الحفل أقيم بحضور رئيس ما يسمى “اللجنة الثورية لميليشيات الحوثيين محمد علي الحوثي”، بحسب ما أوردت وكالة سما برس.

اغتيال الخصوم

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني في بصنعاء قوله إن ميليشيات الحوثي أنتجت أول دفعة ميليشيات أمنية كنسخة مطابقة لتجربة حزب الله في لبنان.

كشف أن الدفعة تقتصر مهامها على تنفيذ الاغتيالات المباشرة لمعارضي الحوثيين فكرياً وسياسياً، والتخلص السريع من الخصوم بدلاً من الاقتياد إلی السجون والتحقيق بلا جدوی، وأوضح أن الفرقة التابعة لميليشيات الحوثي متدربة علی مطاردة المطلوبين من المعارضين والخصوم السياسيين والدينيين في الشوارع والأسواق والأزقة الضيقة والطرق السريعة، مشيراً إلی أن الدفعة تم تدريبها تدريباً عالي المستوى علی أيدي عناصر من حزب الله، وأخذت كل التعاليم الكافية في كيفية الانتشار والتدخل والتعامل مع العناصر المطلوبة في جميع الظروف.

ووصف مراقبون ساسيون تلك الخلية بفرقة “الموت السريع” التي خضع عناصرها وقياداتها لتدريبات خاصة من أجل قمع أي تحرك فعلي في المستقبل للمخلوع صالح وحزبه ووضعهم تحت الرقابة والحصار الإجباري خشية محاولتهم الانقلاب.

خلايا حزب الله والحرس الثوري

تغلغل حزب الله في اليمن ليس الأول من نوعه، فقد ظلت الأحاديث عن وجود عناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني على الأراضي اليمنية لمساندة مليشيا الحوثي مجرد تهم تفتقر إلى الدليل، حتى جاء إعلان الحكومة اليمنية عن أدلة تقطع الشك باليقين، واعتزامها رفع ملف حزب الله اللبناني إلى مجلس الأمن، وبدا الأمر أكثر إيجابية بعد قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيفه كمنظمة إرهابية.

كشفت التسجيلات المصورة لعناصر حزب الله وهم يدربون الحوثيين، ويتحدثون إلى المجندين من الحوثيين عن خطط عسكرية من حصار دماج حيث كان السلفيون قبل تهجيرهم، ما يكشف وجود الذراع الإيراني منذ سنتين، وما سبقها من تمكن رجال الجيش الوطني والمقاومة من إلقاء القبض على جنود إيرانيين في جبهات القتال كميدي وتعز وغيرها، واعترافات أسرى حوثيين بتلقيهم التدريب على أياد لبنانية؛ كانت كافية لتعرية حزب الله.

وبناء على حقائق تدخلاته ودعمه للمليشيا وإثارة الفوضى؛ أقر مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله اللبناني وكل ما يتبع له منظمة إرهابية، في إجراء اعتُبر خطوة في الطريق الصحيح لردع محاولات إيران نشر الطائفية والاقتتال في المنطقة العربية.

إلا أن حزب الله يصعد بتدريب الميلشيا الجديدة على الاغتيالات بشكل غير مباشر ضد الرياض وضد أي استقرار محتمل باليمن، والمتتبع لتحركات جماعة الحوثي يرى بوضوح التشابه بل والتماهي مع نموذج حزب الله؛ هكذا عرّفت جماعة الحوثي نفسها في الشكل والصورة الذهنية، وكذلك في الخطاب الإعلامي والشعارات.

هل تستبق خلية الاغتيالات التدخل البري اليمني المحتمل في صنعاء، فقد أعلن المتحدث باسم قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري، أمس أنه “إذا فشلت مفاوضات السلام الجارية حالياً في الكويت فستدخل الحكومة اليمنية صنعاء إثر عمل عسكري حاسم.“

وقال عسيري، خلال لقائه مساء الثلاثاء ببرنامج العاشرة مساء على قناة دريم المصرية: “نعطي المسار السياسي وقتًا لتحقيق نجاح مع استمرار المسار العسكري. ولكن إذا أعلنت الأمم المتحدة فشل المفاوضات، فستحسم المسألة عسكرياً وتدخل الحكومة الشرعية صنعاء“.

حزب الله وأذرعه المحلية في سوريا

الخطير اتساع دائرة استنساخ حزب الله اللبناني بأذرع محلية في عدة بؤر تخوض فيها إيران حرب بالوكالة ضد الرياض في سوريا والعراق، حيث يمتلك حزب الله اللبناني في سوريا ليس فقط ميلشياته الأجنبية لكنه أسس شبكة ميلشيات شيعية سورية بالداخل تأتمر بأمره، فكيف سيتم التحكم فيها مستقبلا ومن سيقودها.

حقائق عن الحزب وأذرعه السورية كشفها الكاتب: فيليب سميث في تقرير نشره معهد واشنطن في مارس 2016 عنوانه “كيف تحول إيران الميليشيات الشيعية إلى “حزب الله” ثان في سورية”، وتحت عنوان فرعي “جغرافية تحويل ميليشيات شيعية إلى نسخة مشابهة من “حزب الله“ رصد أنه في بداية عام 2014، اتّخذت ميليشياتٌ سورية مختلفة اسم “«حزب الله» في سوريا”، وساهم الوجود الجغرافي والعددي لـ “شيعة الاثني عشرية” في البلاد بشكلٍ كبير في نموّ هذه الشبكة وتوسّعها.

 وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تمّ إرسال عدداً من الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية المتمرّسة إلى البلدتَين حيث ساهمت في إنشاء ميليشياتٍ شيعيةٍ محلية. وتمكّن هؤلاء المقاتلين الأجانب، بمساعدةٍ من “منظمة بدر” و”كتائب حزب الله” العراقية، و”حزب الله” اللبناني من المساهمة في إنشاء “فوج الإمام الحجة” المحلي.

حزب الله الحجاز-السعودية

حزب الله لديه أذرع أيضا في دول اخليج أيضا بعضها نائم ويمكن تنشيطه منها حزب الله الحجاز الذي عاد اسمه إلى واجهة الأخبار بعد الإعلان عن القبض على القيادي وقائد الجناح العسكري بالحزب أحمد المغسل وذلك بعد 19عاماً من هروبه إثر متابعة نجحت باصطياده، يعد هذا الحزب إرهابي باعتباره تنظيماً عسكرياً ميليشياوياً.

في عام 1987 ظهر لأول مرة الجناح العسكري لمنظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية، تحت مسمى “حزب الله الحجاز”، حيث تم تجنيد مجموعة من الشيعة السعوديين الذين درسوا في مدينة قم الإيرانية بإشراف من ضابط مخابرات إيراني يدعى أحمد شريفي، وتولى الحزب بشكل أساسي عمليات التنسيق والتخطيط مع الحرس الثوري الإيراني من أجل القيام بعمليات التخريب والفتنة والإرهاب أثناء مواسم الحج.

الكويت-من حزب الله الكويتي إلى الخلايا النائمة     

في 13 يناير 2016 قضت محكمة الجنايات بقضية خلية العبدلي، المتهم فيها 25 مواطناً وآخر إيراني بالمشاركة مع جمهورية إيران وحزب الله اللبناني في أعمال تخريبية في الكويت، بحكم قضى بإعدام مواطن وآخر إيراني (هارب)، في حين عاقبت متهما واحدا بالسجن المؤبد، و15 متهما بالسجن لمدة 15 عاما، بتهمة إثارة الفوضى، وإشعال حرب أهلية داخل البلاد.

برغم كشف هذه الخلية تصاعدت مخاوف عودة حزب الله الكويتي مجددا والذي نشأ في بداية الثمانيات بعد نشأة حزب الله اللبناني، واتخذ له أسماء منظمات وهمية.