خربة غزالة في درعا… ثلاثة أعوام من التهجير والتشريد والأمل موجود

14 أيار (مايو - ماي)، 2016

7 minutes

مضر عدنان: المصدر

أكثر من خمسة سنوات من عمر ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد كان لكل يوم من عمر السنوات الخمسة ذكرى لدى ابناء الشعب السوري.

صادف يوم أمس الخميس (12 أيار/ مايو) الذكرى السنوية الثالثة لسيطرة قوات النظام على مدينة خربة غزالة ذات الأهمية الاستراتيجية شمال شرقي مدينة درعا وتشريد سكان المدينة.

وبهذه المناسبة، قال محمد الشرع (ابو غياس)، عضو مركز غزالة للإعلام لـ “المصدر” إن يوم 12 ايار من العام 2013 شكل يوماً أسوداً بالنسبة لأهالي مدينة خربة غزالة عندما تمكنت قوات النظام من السيطرة على المدينة والتي يبلغ عدد سكانها 25 الف نسمة وقد قامت بتشريد سكان المدينة، مشيراً الى ان المدينة تعتبر استراتيجة حيث انها تقع على اتستراد دمشق – عمان وتبعد عن مركز محافظة درعا 16 كيلومتر وعن العاصمة دمشق 90 كيلومتراً.

وأشار أيضاً إلى ان سيطرة النظام على المدينة جاءت بعد 66 يوم من المعارك التي وصفها بالبطولية، في  معركة جسر حوران والتي تمكن من خلالها الثوار في المدينة من قطع خط إمداد النظام إلى مركز المحافظة مما ادى لضعف قوات النظام في درعا المدينة و توقف قصفها على الأحياء المحررة في المدينة، كما أن قطع شريان الحياة لقوات النظام ساعد ثوار حوران في ذلك الوقت على تحقيق إنجازات كبيرة في المحافظة وقد كان منها تحرير اللواء 38 دفاع جوي في مدينة صيدا و استكمال تحرير بلدة بصر الحرير والعديد من الانتصارات بسبب تشتيت قوات النظام.

وأضاف الشرع: لكن بعد أكثر من شهرين من الصمود الأسطوري والتي تم تقديم عشرات الشهداء خلال المعارك، وفي تاريخ 12 ايار سقطت المدينة وسقطت بعدها ضمائر الكثيرين ليبقى اهلها طوال ثلاث سنوات مشردين وتبقى بلدتهم محتلة في ضمائر من بيده القرار قبل ان يحتلها النظام.

وحول مصير أهالي المدينة، قال الشرع إن سكان المدينة توزعوا ما بين الداخل المحرر ودول اللجوء، حيث يتواجد في الداخل السوري 1850 عائلة موزعين على المناطق المحررة في الريف الشرقي، وأشار إلى ان معظم اهالي المدينة من الموظفين الذين يعتمدون على دخل ثابت ونتيجة طول مدة بقائهم بدأ أصحاب المنازل يطلبون إيجاراً مقابل بقائهم فيها حيث تراوحت إيجارات المنازل ما بين 10 و15 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نصف الراتب الشهري للموظفين.

حلمهم قبرٌ في مدينتهم

قاسم الأحمد و هو من أهالي المدينة قال بدوره لـ “المصدر” إن مدينته شهدت بتاريخ 28 نيسان / ابريل من عام 2013 موجة نزوح جماعي عقب قيام قوات النظام بقصف المدينة بصواريخ ارض ارض، ما أدى لحالة رعب لدى الأهالي، وعندها كنا يتوقعون ان تكون رحلة النزوح لأيام أو أسابيع، ولكن وبعد سيطرة قوات النظام على المدينة منعت أي شخص من الأهالي دخول المدينة وبدأت بحرق و تدمير المنازل حيث انها إلى الآن تدمر المنازل في المدينة وقد قامت بسرقة جميع المنازل وحتى المؤسسات الحكومية في المدينة، حيث انه وبحسب شهادة عدد من اهالي المدينة الذين تمكنوا من الدخول لساعات الى المدينة لم يبقى باب او نافذة إلا وسرقتها قوات النظام في المدينة وبعدها تقوم بتفجير المنزل.

وأشار الأحمد إلى أن أهالي المدينة حاولوا على مدار السنوات الثلاثة التفاوض مع النظام من اجل العودة وقابلوا رئيس فرع الامن العسكري في المحافظة وفيق الناصر ووزير الدفاع فهد الفريج واللواء رستم غزالي قبل مقتلة عدد من المرات ولكن قوات النظام كانت دائما تشترط ان يقوم الاهالي بتطويع ابنائهم باللجان الشعبية مقابل العودة الى المدينة.

وفي ختام حديثه قال الأحمد: إن حلم ابناء المدينة أصبح الحصول على قبر في مدينتهم المحتلة وذلك بعد ثلاث سنوات من الإبعاد القسري، وقد أقام ابناء المدينة مقابر مؤقتة في أماكن نزوحهم على امل العودة إلى مدينتهم.

محاولات الاستعادة

بدوره قال الناشط احمد المصري إن السنوات الثلاثة الماضية شهدت عدداً من المحاولات لاستعادة المدينة عن طريق أعمال عسكرية ولكن لم يكتب لها النجاح، كما أشار إلى ان عدد الشهداء في المدينة تجاوز 170 شخص ، وأن الناشطين في المدينة دفعوا ثمناً كبيراً نتيجة توثيق جرائم قوات النظام في المدينة التي قدمت عدداً من ابنائها ومنهم الناشط خليل الحاج علي من مواليد 1994 والتي استشهد بتاريخ 15/4/2013 اثناء تغطية احداث معركة جسر حوران، وكان آخر شهداء المدينة من الناشطين هو ليث خالد الحاج علي والتي استشهد بتاريخ 7/10/2015 اثناء تغطية الاشتباكات مع قوات النظام حيث انه يعتبر أصغر ناشطي المحافظة ويبلغ من العمر 17 عام.

تحريرها مفتاحٌ لتحرير درعا

وفي حديثٍ أيضاً لـ “المصدر” مع العقيد عدنان العمر القائد السابق للواء جسر حوران والتي يضم معظم الثوار من أبناء خربة غزالة، قال إن منع الأهالي من العودة إلى المدينة من قبل النظام “يعطي صورة حقيقية عن عقلية هذا النظام المجرم الذي يدعي بأنه يحارب الارهاب وهو في حقيقة الامر يتصرف كقوة احتلال لا تملك أي إحساس بالمسؤولية تجاه الأهالي المدنيين الذين اضطروا للنزوح عن بيوتهم نتيجة قصف دباباته ومدفعيته وصواريخه، كما تبين سادية النظام وتلذذه بعذابات الشعب والامعان في قمعه واذلاله”.

وحول أسباب فشل التشكيلات الثورية باستعادة المدينة على الرغم من المحاولات المتكررة، أشار العقيد العمر إلى وجود محاولات عديدة لتحرير المدينة ولكنها فشلت وذلك لأسباب عديده واهمها الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمدينه الذي يجعلها مفتاح لتحرير درعا كاملة، الأمر الذي دفع النظام لتعزيز دفاعاته عنها بشكل كبير مما يتطلب حشد قوة كبيرة من الفصائل الثورية وامكانات كافيه من العتاد والذخيرة تستطيع ان تنفذ عمل عسكرياً متكاملاً من المحتمل ان يستمر لفترة طويلة وهذا ما يحتاج لانسجام وتضافر الجهود بين الفصائل الثورية وهو الأمر الذي لم يتحقق بالشكل المطلوب لحد الان.

وفي ختام حديثه قال العقيد العمر إن اهالي خربة غزالة دفعوا بالغالي والنفيس في سبيل حريتهم وعانوا الكثير في نزوحهم الامر الذي يتطلب من الجميع المزيد من الصبر وتضافر الجهود في سبيل العودة إلی ديارهم واعادة اعمارها مضيفاً “وعلينا ان لا نقنط من رحمة الله فلا ناصر الا الله وما النصر الا صبر ساعه”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا