أسوأ ما يواجهه الثوار في حلب: قطع طريق “الكاستيلو”


 كتبت صحيفة “القدس العربي” أن قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية العراقية وقوات الحرس الثوري الإيراني أخفقوا في استعادة بلدة خان طومان بعد أربع محاولات، عقب سيطرة جيش الفتح عليها يوم الجمعة في السادس من مايو الجاري. وارتفعت أعداد قتلى الميليشيات لتصل إلى أكثر من مئة قتيل، بينهم 13 مستشاراً من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وعشرات من المرتزقة الأفغان ومقاتلي حركة النجباء العراقية.

وقال كاتب التقرير إن المواقع الإيرانية امتلأت بصور القتلى “المستشارين” الذي سقطوا في خان طومان، وتحدثت أغلب وسائل الإعلام الإيرانية عن حجم الخسارة الكبيرة للحرس الثوري الإيراني في البلدة.

ونقل عن مصدر عسكري في المعارضة قوله إن سبب الخسارة المباشرة في “خان طومان” هو ثبات مقاتلي “الحزب الإسلامي التركستاني” الذين يقاتلون في جزء كبير من خان طومان. وأضاف : “لاحظنا تخلف الطيران الروسي عن الإسناد في أول يومين من اقتحام جيش الفتح للبلدة”.

وقد تكررت ظاهرة تأخر إسناد الطيران الروسي في عدة مناطق للميليشيات المرافقة لقوات النظام، ليوقع عدداً من مقاتلي الميليشيات قتلى على يد فصائل الثوار. ولعل روسيا تريد أن ترسل رسائل واضحة لجميع حلفائها بأنها اللاعب القوي، وأن القوات البرية للحلفاء لا تستطيع أن تحرز أي نصر بدون الطيران الروسي، وفقا لما أوردته الصحيفة.

وتتعدى شكوك الإسناد إلى الاتهام بالقصف من الطيران الصديق، ويتردد أن طيران السوخوي الروسي قد قصف مواقع صديقة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في درعا وحلب، وقتل عدد كبيراً من ميليشيات صقور الصحراء في بدء العمليات لاستعادة مدينة تدمر الأثرية في مارس الماضي. ويومها سقط أكثر من 80 قتيلاً من قوات النخبة (مغاوير البحر) بصاروخ من طيران صديق، حسب ما ذكر الموقع الرسمي للمليشيات، فيما قال “تنظيم الدولة” إن مقاتلاً تابعاً له فجر نفسه بسيارة مفخخة في نقطة تجمع لمليشيا صقور الصحراء غربي مدينة تدمر، على الطريق الواصل إلى مدينة حمص.

وأفاد التقرير أن قوات الأسد تستغل انشغال قوات المعارضة في جبهتي القتال مع “تنظيم الدولة” في شمال حلب وجبهة الرباط مع قوات سوريا الديمقراطية على كامل الخط بين اعزاز وتل رفعت، محاولة التقدم لتحقيق مزيد من السيطرة الإستراتيجية، والتي يريد من خلالها دفع المعارضة إلى تقديم تنازل سياسي.

ومن الملاحظ أن روسيا تركز في معركتها على الطرف الغربي لمدينة حلب من أجل خنق المعارضة في حلب الشرقية، فروسيا تدرك تماماً أن السيطرة على طريق “الكاستيلو”، يعني أن حلب سقطت من يد المعارضة، وتحولت إلى ورقة كبيرة بيد النظام في المفاوضات السياسية.

وفي المقابل، وفقا للتقرير، لا يبدو أن “حلفاء” الشعب السوري قادرون على فعل شيء جدي للفصائل العسكرية المعارضة، بل تورط “أصدقاء” الشعب السوري (العرب والأتراك) في الانسياق خلف الرغبة الأمريكية في قتال داعش في ريف حلب الشمالي، وتحولت المواجهات شيئاً فشيئاً إلى معركة استنزاف طويلة المدى، كما تخسر المعارضة “المعتدلة” أغلب مقاتليها في قتال “داعش”.

ومن جانب آخر، فشلت ميليشيات لواء القدس في محاولة التسلل إلى مخيم حندرات التي تسيطر عليه فصائل الجيش الحر، صباح يوم الخميس الماضي، وأوقعت فصائل المعارضة أكثر من 30 قتيلاً في صفوف اللواء، المشكل من غالبية فلسطينية.

والمعلوم أن السيطرة على طريق الكاستيلو تعني تخفيف الضغط على حلب الغربية، حيث مناطق النظام، مما يخفف على مقاتليه، ويفتح أمامهم طريق الالتفاف حول حلب الشرقية بهدف الوصول إلى الريف الشمالي، وتشكيل قاعدة انطلاق للتمدد نحو الريف الغربي.

وقال التقرير إن تتعقد خريطة السيطرة العسكرية في حلب وريفها يوماً بعد يوم، وتخسر المعارضة المسلحة تدريجياً إمكانية السيطرة والتحكم على مناطق تمركزها. فسياسة “التجزير” المتبعة في حلب، والمتفاهم عليها بين روسيا والولايات المتحدة كما تشير بعض التقارير، قد تحول أماكن سيطرة المعارضة إلى جزر صغيرة تجبرها على إيجاد صيغ التواصل والحل (الهدن الجزئية) لأسباب إنسانية هذه المرة، على طريقة هدنة الفوعة ومضايا، وسيكون النظام هو المتحكم الوحيد فيها، مع فارق مهم هذه المرة، كما أورد الكاتب، يتمثل في معادلة “مساعدات إنسانية مقابل تنازل سياسي”، ستُجبر المعارضة المتفرقة على القبول به