فشل مسار الكويت يعيد الأولوية للحسم العسكري
16 مايو، 2016
قالت مصادر مطلعة لـ”العرب” من محافظة مأرب إن حشوداً عسكرية هائلة توافدت إلى المحافظة في الأيام الأخيرة بشكل لافت وتتضمن أعداداً من المجندين الجدد الذين تم تدريبهم في منطقة “العبر” على الحدود السعودية اليمنية، إضافة إلى العديد من الآليات العسكرية النوعية.
وربطت المصادر بين تدفق الحشود العسكرية وتصاعد المؤشرات على فشل مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت، خاصة أن المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد أخذوا من الوقت ما يكفي ليراجعوا موقفهم من المفاوضات لكنهم استمروا بالتعطيل.
وكان الناطق باسم قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية أحمد عسيري قد قال في تصريحات إعلامية رداً على سؤال حول موقف التحالف العربي في حال فشل مسار الكويت “إذا فشلت مفاوضات الكويت سنقتحم صنعاء ونحسم المعركة”.
وعاود الحوثيون استهداف جنوب السعودية بالصواريخ بعد فترة هدوء أتت إثر اتفاق بينهم وبين السعودية على تطبيع الأوضاع على الشريط الحدودي.
وقالت مصادر سياسية لـ”العرب” إن تراجع الحوثيين عن التزاماتهم السياسية التي ذهبوا للكويت بناء عليها وتصعيدهم العسكري على الحدود مع السعودية مرتبط إلى حد كبير بضغوط إيرانية استطاعت أن تحدث انشقاقا في الصف الأول للجماعة بين من يرفضون أيّ تهدئة مع السعودية لاعتبارات عقائدية، وشق ثان من البراغماتيين الذين يقبلون بالتفاوض لمنع المواجهة مع الرياض ومن ورائها التحالف العربي.
وكان زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله قد دعا في آخر خطاب له الحوثيين إلى عدم تسليم أسلحتهم في موقف وصف بأنه رسالة للجناح المتشدد في الجماعة الحوثية لعرقلة أيّ اتفاق سياسي والاستمرار في التصعيد العسكري.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” عن ضغوط تمارس داخل الجماعة الحوثية وعلى مستويات عليا للإطاحة بالناطق الرسمي للجماعة ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها لوسائل إعلام سعودية وحملت نبرة انهزامية كما تصفها أطراف حوثية متشددة.
ويعد عبدالسلام، وفقا لمصادر “العرب”، مهندس التقارب بين الحوثيين والسعودية كما يعد قائد الجناح السياسي البراغماتي داخل الحركة الحوثية والذي يرى ضرورة الانحناء للعاصفة.