ما هي الأهداف التي أخفاها تنظيم الدولة في عمليته العسكرية النوعية بدير الزور؟

16 أيار (مايو - ماي)، 2016

حملت الأحداث الميدانية “النوعية” التي شهدتها دير الزور الأيام الماضية، العديد من التساؤلات وعلامات التعجب حول تفاصيلها، كونها شملت مناطق وقطاعات كانت مستبعدة تماماً من حسابات قوات النظام، أو حتى من توقعات المتابعين للشأن الميداني في دير الزور.

الأحداث بدأت فجر السبت الماضي، وتطورت بشكل كبير خلال ساعات معدودة فقط، ويبدو أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم يتبع هذه المرة عنصر المفاجأة في توقيت العملية، بل في الأمكنة والأهداف التي شملتها أيضاً، ومن بينها مستشفى الأسد وسادكوب ومستودع الحبوب والسكن الطلابي وكلية الآداب وحاجز البانوراما جنوب غرب مدينة دير الزور.

كما شملت عمليات التنظيم جبهة المطار العسكري التي سيطر خلالها على العديد من النقاط في جبل الثردة جنوب شرق المطار.

المفاجأة الأخرى التي حملتها أحداث هذه العملية، تمثلت في الانسحاب الذي قام به التنظيم من أغلب المناطق التي سيطر عليها دون قتال مع النظام، والأخير اكتفى بالقصف المدفعي على أطراف الأماكن التي سيطر عليها التنظيم، باسثتناء مستودعات الحبوب التي تعمد قصفها بشكل مباشر، ما أدى إلى احتراق العديد من محتويات المخازن المتواجدة فيها.

أحد القادة العسكريين في المعارضة السورية الذي عمل سابقاً في دير الزور (طلب عدم الكشف عن اسمه)، رأى بأن عدم قصف النظام أو هجومه المباشر، سببه أن الأبنية التي استولى عليها التنظيم محصنة جداً، ولن يؤثر عليها القصف بشكل كبير، خاصة السكن الجامعي ومستشفى الأسد، إضافة إلى أنها تقع في مناطق مكشوفة ومحيطها فارغ تقريبا من الأبنية، ما يجعل اي تحرك للنظام مكشوفاً.

وتوقع القائد العسكري بأن التنظيم اتبع أسلوب الالتفاف من جانب البغيلية بشكل رئيسي معتمداً على الانغماسيين الذين أنسحب أغلبهم في النهاية، دون أن يضطروا إلى تفجير أنفسهم ذلك بعد تحقيق غاياتهم من هذا الاقتحام، والذي يبدو أن للتنظيم حساباتهم الخاصة حوله.

مصادر لـ”السورية نت” أكدت أن التنظيم لم ينسحب من النقاط التي حصل عليها في جبل الثردة المسيطر عليه جنوب شرق مطار دير الزور، إضافة إلى بعض النقاط الأخرى.

ونفت المصادر ما روجه بعض الناشطين حول وجود صفقة بين النظام والتنظيم تتعلق بفتح طريق دمشق ومرور البضائع والشاحنات لمناطق التنظيم، مشيرة إلى الطريق فتح قبل يوم واحد من المعارك الأخيرة، وتحديداً يوم الخميس الماضي حيث دخلت شاحنات وآليات نقل ركاب إلى مدينة البوكمال شرق المحافظة.

مصعب العمر من شبكة “الناطق” الإخبارية، قال بأن عملية التنظيم “لا يمكن أن تمر مرور الكرام، أو أن تفسر بشكل سطحي”، مشيراً إلى تحقيق “تنظيم الدولة” 4 أهداف.

وقال العمر في هذا الإطار، إن الهدف الأول هو استنزاف قوات النظام مع قتل وإصابة العشرات من جنوده، والمعلومات المتوفرة تقول بأن قتلى النظام تجاوز الـ80.

الهدف الثاني – بحسب العمر – يتمثل في “بعثرة أوراق” النظام وإجباره على إعادة تمركز قواه، وبالتالي “إمكانية تخفيف حجم القوات المدافعة عن المطار العسكري، الذي وجد التنظيم صعوبات كبيرة في اقتحامه رغم محاولاته المتعددة على مدار الأشهر السابقة”.

وبين العمر أن الهدف الثالث يتعلق برفع معنويات مقاتليه، خاصة بعد الانتكاسات المتكررة على جبهة المطار العسكري، وفشله في اقتحامه، وبالمقابل “تثبيط” معنويات قوات النظام.

أما الهدف الرابع والأخير والذي رأى العمر أنه الأهم، فهو “تكتييكي”، أو تجربة خطة عسكرية بشكل مصغر قبل تنفيذها بشكل عملي وأكبر”، وذكر في هذا السياق، أن تنظيم الدولة قبل أشهر من سيطرته على البغيلية (غرب دير الزور) عمد إلى إرسال بعض عناصره عبر النهر والسيطرة عليها لساعات، قبل أن يغادرها عبر النهر ذاته، لكن بعد أشهر، عاد التنظيم لتطبيق ذات السيناريو لكن بشكل موسع وكبير، ليسيطر عليها بشكل كامل ويحكم قبضته العسكرية على منطقة استراتيجية، ومن هنا فإن “عملية أمس قد تكون سيناريو مصغر، لما هو قادم من الأيام”.