حزب الله.. تجميد “لعبة المقاومة” والتفرغ لـ”المعركة الحقيقية”


لعبة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي انتهت، حسبما أوضح الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله عندما قال إن الصراع الحقيقي مع السعودية وليس مع إسرائيل.

تصريح حزب الله رسخ مفهوماً مغايراً لما كان متعارفاً عنه باعتباره حزباً مقاوماً للاحتلال الإسرائيلي، وينشد تحرير “الأقصى” من دنس اليهود، وقد كان يتفاخر بضرباته التي طالما شنف آذان الشعوب العربية باعتبارها ضربات “موجعة”، ثم تحول فجأة من اعتبار “قضية القدس” قضية مركزية ومحورية له ولحزبه، إلى كونها قضية “ثانوية” يتقدمها قضايا أخرى، من وجهة نظره، مثل “الأزمة اليمنية” واصفاً إياها بـ”مظلومية الشعب اليمني”، متهماً الرياض بـ”المحتل” لليمن، وقبلها القضية السورية، التي رأى فيها معركة مع “التكفيريين” الذين يجب اجتثاثهم للوصول إلى القدس.

الإعلامي فيصل القاسم غرد، عقب سماعه كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني، قائلاً:

 https://twitter.com/kasimf/status/731866652082614273

وحسب مراقبين، فإن تصريحات نصر الله وضعت نهاية لصراعه مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصةً أن حزبه اتهم فصائل الثورة السورية باغتيال أحد أهم قيادييه المدعو مصطفى بدر الدين، وفق ما ذكره بيان صادر عن حزب الله اللبناني، قائلاً: إنه نتج عن “قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة”.

– ابحث عن مضخة إرهابهم

الدكتور عبد الله النفسي غرد على صفحته بتويتر قائلاً:

 https://twitter.com/DrAlnefisi/status/724726466127237120

وأشار النفيسي إلى خطورة تباطؤ الحسم في اليمن، خاصةً أن الحوثيين يطالبون بتشكيل “حكومة توافق وطني”، ويسيرون على نهج حزب الله بلبنان، فقال:

الأمر الذي أكده آخرون من وجود قناة تواصل بين الحوثيين من جهة، وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، بما يؤكد حرص الحوثيين على أن يصبحوا نسخة حزب الله في اليمن.

– “حزب الله” مصنف إرهابياً

مجلس التعاون الخليجي كان قد أدرج حزب الله على قائمة الإرهاب، خاصةً بعدما فاقت أعماله تدخلات واضحة في القرار السياسي اللبناني، وصار دولة داخل دولة، بالإضافة لتدخله في شؤون الدول الخليجية.

وبالعودة إلى تاريخ حزب الله اللبناني، يتبين حجم التاريخ الدموي له، خاصةً أنه انبثق عن حركة أمل، ليطلق على نفسه اسمه الحالي في محاولة لمداراة تاريخه الفاضح في مجازر صبرا وشاتيلا، وهو يستمد توجيهاته المباشرة من إيران، الممعنة بتدخلاتها في شؤون الدول الخليجية، يدفعها طموحها التوسعي تجاه العرب.

التفاهمات التي وصل إليها حزب الله مع الاحتلال الإسرائيلي إبان نشأته الأولى، كان مضمونها هو القضاء على كل جيوب المقاومة الفلسطينية، فحمل على عاتقه المشاركة في مذابح صبرا وشاتيلا، حسبما ذكر الباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية الحسن أبكاس، في مارس/آذار 2016، بموقع هسبريس المغربي.

مصطلح المقاومة والممانعة كان الهدف منه- كما تبين لاحقاً- خداع الشعوب العربية، حسبما ذكر الكاتب والمفكر التونسي توفيق المديني قائلاً في كتاباته نقلاً عن حيدر الدايخ، أحد قيادات حركة أمل آنذاك: “كنا نحمل السلاح في وجه إسرائيل، ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا وأحبت مساعدتنا. لقد ساعدتنا على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني الوهابي من الجنوب”، وذلك باعتبار أن المقاومة الفلسطينية تشكّل تهديداً مباشراً لأمن المجتمع الشيعي.

وحسبما ذكر الباحث المغربي، فإن حجم نفقات طهران على الحزب اللبناني ارتفع من ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار سنة 1990، إلى خمسين مليون دولار سنة 1991، فمئة وعشرين مليون دولار سنة 1992، لتبلغ سنة 1996 مئة وستين مليون دولار، قبل أن ترتفع صاروخياً في عهد رفسنجاني إلى حدود المئتين والثمانين مليون دولار، وأضعافها مع خاتمي ومن بعده أحمدي نجاد، قبل أن يبلغ الكرم مداه مع الأزمة السورية التي يحارب فيها الحزب بالوكالة.

وفي مقابل هذا الدعم السخي، فإن إيران تفرض أجندتها على الحزب ومن تدعمهم لترويج نفسها في المنطقة العربية ووسط الشعوب السنية، وتتذرع بضرورة “تحرير المنطقة العربية والسعودية من قبضة الحكم السني الوهابي”، والخضوع لنظام شيعي يأتمر بأوامر الولي الفقيه الصادر من طهران.

لذلك فهي تحرص على دعم أي حركات مسلحة تواليها في المنطقة العربية كالحوثيين في اليمن، وحزب الله اللبناني، وفي العراق، وتعمل على زعزعة استقرار السعودية والكويت والبحرين وإثارة الفتن في تلك الدول.