طلاب درعا بين الخوف من الاعتقال والحرمان من التعليم


طلاب درعا بين الخوف من الاعتقال والحرمان من التعليم

إياس العمر: المصدر

مع اقتراب موعد امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية، بات الأهالي في مناطق سيطرة الثوار يتخوفون من إرسال أبنائهم لتقديم الامتحانات في مناطق سيطرة قوات النظام، وذلك في ظل استمرار قوات النظام، وللشهر الثاني على التوالي، في مناطق سيطرتها في اعتقال أبناء المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، وخاصة النساء منهم.

الناشط عبد الرحمن المصري قال لـ “المصدر” إن قوات النظام خلال الأسابيع الماضية شنّت حملة اعتقالات استهدفت عدد من السيدات، وتجاوز العدد الاجمالي للمعتقلات 50 سيدة تم اعتقال القسم الأكبر منهن على حاجز جسر خربة غزالة، وبعدها تم نقل المعتقلات إلى فرع الأمن العسكري في مدينة درعا، حيث يتم هناك التواصل مع ذوي المعتقلة وطلب الفدية المالية مقابل الإفراج عنها.

وأشار إلى أن قوات النظام طلبت مبلغ مليوني ليرة سورية مقابل إطلاق سراح كل معتقلة، لكن في الأيام الماضية تجاوز المبلغ 3 ملايين ليرة سورية.

وأكد أنه تم إطلاق سراح القسم الأكبر من المعتقلات بعد دفع الفدية المالية المطلوبة، بينما مازالت قوات النظام تحتجر عدداً من السيدات اللاتي لم يتمكن ذويهن من تأمين المبالغ المطلوبة، مشيراً إلى انه وخلال السبوع الماضي فقط وثق ناشطو المحافظة اعتقال قوات النظام سبع سيدات.

بدوره الناشط هاني العمري قال لـ “المصدر” إن حملة الاعتقالات الأخيرة التي قامت بها قوات النظام على حواجزها، ألقت بظلالها على الأهالي في مناطق الثوار، فالقسم الأكبر منهم امتنع عن التوجه إلى مناطق سيطرة النظام خوفاً من الاعتقالات.

وأضاف بان المشكلة الأكبر لدى الأهالي تتمثل بإرسال أبنائهم لتقديم امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية في مناطق سيطرة قوات النظام، فمن المقرر أن تبدأ امتحانات الشهادة الثانوية في (30 أيار/مايو) الجاري، بينما حدد موعد امتحانات الشهادة الإعدادية في (15 أيار/مايو) الجاري.

وأشار إلى أن القسم الأكبر من الأهالي بات في حيرة من أمره، وذلك بسبب الخوف من حملة الاعتقالات التي تقوم بها قوات النظام، بالمقابل فإن غياب البدائل يشكل ضغطاً على الأهالي، كون البديل الوحيد يتمثل بما بات متعارف عليه في مناطق الثوار بـ (امتحانات الائتلاف)، والتي ينظر لها معظم الأهالي على أنها لا تشكل بديلا، كون خيارات الطالب تكاد تكون معدومة في متابعة الدراسة داخل أو خارج سوريا.

ويذكر أن مناطق الثوار تضم القسم الأكبر من الطلاب في محافظة درعا، فما يقارب من ثلثي سكان المحافظة هم من سكان مناطق خاضعة لسيطرة الثوار، ومع ذلك فإن العدد الأكبر من طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي من الطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك نظراً لامتناع قسم كبير من الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى مناطق سيطرة النظام.

أخبار سوريا ميكرو سيريا