أزمة المحروقات تتفاقم في ريفي حلب وإدلب


unnamed

الأثاربي: المصدر

يعاني السكان في مناطق سيطرة الثوار في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي أزمة خانقة جراء عدم توفر مادة المازوت، حيث بدأت تظهر ملامح كارثة إنسانية بسبب استمرار انقطاعها، والتي باتت أسعارها تفوق القدرة الشرائية للمواطن.

ويعود السبب الرئيس في قطع مادة المازوت عن ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي إلى قطع الطريق الواصل بين ريفي حلب الشمالي والغربي (طريق دارة عزة – عفرين) من قبل وحدات الحماية الكردية، ليصل سعر برميل المازوت الواحد في منطقة الأتارب إلى 90 ألف ليرة سورية، رغم أنه لا توجد اشتباكات بين الفصائل المرابطة في مدينة دارة عزة ووحدات الحماية الكردية في عفرين، ما يجعل سبب قطع الطريق غامضاً.

“أبو عمارة” سائق صهريج مازوت، تحدث لـ “المصدر” عن هذه الأزمة فقال: “تستمر رحلتنا من ريف حلب الغربي إلى دير الزور ذهاباً وإياباً أكثر من 40 يوم أحياناً، وندفع قبل دخولنا مدينة دارة عزة رسم دخول بقيمة دولار واحد عن كل برميل، ولا يمكن للحاجز الأخير أن يسمح لنا بالخروج إلا بعد أن نبرز له الوصل المدفوع، وكذلك ندفع رسوم في عفرين لحزب الـ pkk، ونحمل ما ندفعه على الكلفة، وبالنتيجة المواطن هو من يدفع”.

“سامر عبدو” عنصر في الجيش الحر من منطقة الأتارب، قال لـ “المصدر”: “نحن بإمكاننا أن نفرض في منطقتنا رسوماً أيضا، وغيرنا كذلك، وبالتالي تصبح المنطقة دويلات صغيرة نكون نحن أول من بدأ بالتقسيم، ومن يدعي أنه يؤمن دخلاً لمجموعته هذا كلام غير مقبول، حيث لا يوجد فصيل إلا ويصله إمداد ودعم”.

وتسود حالة من التذمر الشديد عند المواطن لانقطاع مادة المازوت، وعلى الرسوم التي تفرضها الحواجز العسكرية في مدخل مدينة دارة عزة على السيارات الناقلة للمحروقات، وتتفاوت ردود الفعل عندهم، فمنهم من أراد أن يكون الحل دبلوماسي، وإجراء مفاوضات مع وحدات الحماية الكردية، وتجنيب الحالات الإنسانية بفتح خطوط خاصة بعيدة عن العسكرة، ومنهم من استشاط غضباً وقال إنه لا بد من اقتحام عفرين، والقضاء على حزب الـpkk، حتى لا يقوى الحزب أكثر من ذلك، وتصبح عفرين دولة، ولا يمكن الدخول إليها إلا بجواز سفر، عندها تكون الفأس قد وقعت في الرأس، ولا ينفع الندم، ومنهم من قال إن الكلام لا ينطبق على جميع مكونات الشعب الكردي، فمنهم الثوريون والشرفاء، ومنهم من هو مغلوب على أمره بوجود الحزب المسيطر على المنطقة.

أصوات مجتمعية تطالب القادة العسكريين أن يتدخلوا لحل هذه الأزمة عن طريق هيئة التفاوض، وذلك بالتواصل مع أصدقاء الشعب السوري لتأمين هذه المادة عن طريق تركيا، (وخلايا داعش، والنظام، وقوات الحماية الكردية يشربوا مازوت)، على حد قولهم.

في هذا الجانب، أكد عدد من المواطنين لـ “المصدر” أن ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي يعيشان “أزمة حقيقية” بعد ارتفاع أسعار المازوت والدولار، بالإضافة إلى قطع الكهرباء التي هي في الأساس تؤمن لساعات محددة من خلال المولدات “أمبيرات”، وذلك نتيجة ارتفاع سعر برميل المازوت، وهذا ما انعكس على سعر جميع المواد الغذائية، والخضراوات والخبز والماء، وأجور النقل والأمبيرات، مع جمود واضح في الأسواق بالنسبة للبيع والشراء، وما يخشاه المواطن هو الاستمرار في فقدان المازوت مع قدوم شهر رمضان المبارك، وهذا ما ينذر بكارثة إنسانية واقتصادية خطيرة على حياة الناس في هذه المنطقة.

“عبدو طارق” صاحب معمل بوظة ومعجنات في مدينة الأتارب، قال لـ “المصدر”: “منذ أن قام حزب الـ pkk بقطع طريق (دارة عزة – عفرين)، والأسعار في صعود وجنون، فسعر برميل المازوت ارتفع إلى أكثر من 85 ألف ليرة بعد أن كان سعره 20 ألف ليرة، وكذلك ارتفاع الدولار قد أثر سلباً على أسعار المواد الأساسية التي يحتاجها الناس، وكذلك على المواد التي ننتجها، وشي طبيعي أن نرفع سعرها”.

المزارع “محمد طاهر”، بدوره، قال لـ “المصدر”: “إن ارتفاع سعر مادة المازوت انعكس على حياتنا سلباً، ونسمع أن هناك رسوماً تدفع للحواجز، ألسنا نحن الحاضنة الشعبية للثوار؟ فلماذا لا يجدون الحل لهذه المشكلة، إن مادة المازوت هي العصب الرئيس في الحياة، وبارتفاعه ارتفع سعر ربطة الخبز لتصل إلى أكثر من 200 ليرة، وتوقفت بعض الورش الصغيرة، وهذه محاصيلنا تتلف أمام أعيننا بسبب انقطاع مادة المازوت التي من خلالها ننضح الماء من الآبار الارتوازية”.

اتهامات بين الفصائل تسمع على القبضات، فهناك من حمل المسؤولية لفصائل الجيش الحر، ومنهم من حملها لـ “داعش”، ومنهم من حملها لحزب الـ (pkk)، وفي النتيجة المواطن البائس هو الخاسر الوحيد في هذه الحرب الظالمة التي فرضها نظام بشار الأسد على شعبه.

file1.jpeg

file12.jpeg

file13.jpeg

file14.jpeg

أخبار سوريا ميكرو سيريا