أحد المفرج عنهم من سجن حماة المركزي يروي لـ (كلنا شركاء) تفاصيل الاستعصاء الأخير


أحد المفرج عنهم من سجن حماة المركزي يروي لـ (المصدر) تفاصيل الاستعصاء الأخير

خالد عبد الرحمن: المصدر

لا يعد الاستعصاء الذي نفذه معتقلين في سجن حماة المركزي، منذ بداية الشهر الجاري، الأول من نوعه داخل السجن الذي يستغله النظام للانتقام من المعتقلين وخصوصاً السياسيين منهم، حيث يمضون أيامهم خلف القضبان دون تهم وسط ظروف إنسانية وصحية متردية.

أبو سامر الحموي، وهو أحد المفرج عنهم قبل أيام من سجن حماة المركزي تحدث لـ “المصدر” عن تفاصيل ما جرى من مفاوضات بين المعتقلين ووفد النظام بعد الاستعصاء الذي شهده السجن من قبل سجناء سياسيين احتجاجاً على تحويلهم إلى محاكم الإرهاب وإلى سجن صيدنايا تمهيداً لتنفيذ أحكام ميدانية بحقهم.

وقال الحموي الذي كان معتقلاً منذ سنتين، بدون توجيه أي تهمة له، إن الاستعصاء بدأ على مراحل ففي أول استعصاء قام به المعتقلون طالبوا بخروجهم من السجن وكانت وعود النظام حينها بإخراج جميع السجناء وعادت بعدها الأوضاع أفضل من ذي قبل.

وأضاف الحموي أنه ومنذ فترة السنة والنصف بدأ معتقلي سجن صيدنايا بالانتقال إلى سجن حماة المركزي بأعداد قليلة، بعد دفعهم لمبالغ طائلة للتحويل إلى حماة، ولكن بعد فترة من الزمن ما لبث أن تم ارجاعهم إلى سجن صيدنايا وتنفيذ محاكم ميدانية بحقهم (معظمها الإعدام)، فرفض سجناء جناح “الشغب” تسليم المعتقلين لسجن صيدنايا وأغلقوا الأبواب بوجه عناصر الأمن.

وأردف الحموي أيضاُ أنه بعد رفض تسليم السجناء واغلاق الأبواب وجه وزير الدفاع فهد الفريج تهديداُ للسجناء بضرورة تسليم السجناء واحالتهم للمحكمة الميدانية أو اقتحام السجن بالقوة والرصاص وأخذ السجناء عنوة.

وأوضح الحموي أنه بعد تهديد وزير الدفاع الصريح وبداية تجمع لقوات الأمن والجيش والشبيحة حول السجن وقف السجناء يداً واحدة وتابعوا رفضهم فأغلقوا جميع الأبواب التي من الممكن أن يدخل منها الامن واعتقلوا عدداً من عناصر الشرطة كرهائن من أجل الضغط على النظام.

وحول معتقلي الجنح والجنايات ذكر الحموي أن معتقلي جناح الشغب قاموا بإغلاق الأبواب عليهم بحكم وجود شبيحة وطوائف متنوعة من أجل تنظيم العمل وعدم حدوث فوضى غير متوقعة.

وتابع الحموي حديثه قائلاً إن “رد قوات النظام كانت بمحاولة اقتحام السجن باستخدام القنابل الغازية وبالإضافة لقطع المياه والكهرباء والطعام، ووضعنا شخص يتكلم باسم السجناء وهو المسؤول عن المفاوضات مع النظام، وكان مطلبنا الوحيد هو عدم إحالة المعتقلين لسجن صيدنايا وإخلاء سبيلنا”.

ونوه الحموي أن فصائل الثوار ساعدت كثيراً بالضغط على النظام عن طريق استهداف معاقله ومراكزه التشبيحية بالإضافة إلى وكالات الإعلام التي ساعدت بالمقام الأول عن طريق التواصل مع السجناء من داخل السجن وتوصيل مطالبهم إلى المنظمات الإنسانية الدولية.

وفي النهاية، رضخ النظام لمطالب المعتقلين السياسيين حيث يلتزم النظام بموجب الاتفاق بإطلاق سراح جميع المعتقلين الموجودين لصالح محكمة الإرهاب على دفعات خلال أربعة أشهر، في حين يتم تخفيض عقوبة المعتقلين الموجودين لصالح المحكمة الميدانية في صيدنايا حتى النصف.

كما قضى الاتفاق بعدم تدخل الشرطة بإدارة جناح الشغب وعدم إجراء أي تأمين من الشرطة داخل الجناح والإبقاء على الهواتف المحمولة التي تم تهريبها في وقت سابق مع المعتقلين.

كما قضى الاتفاق أيضاً بعدم إعادة أي معتقل إلى سجن صيدنايا أو الأفرع الأمنية، وإعادة الكهرباء والمياه والطعام والأدوية ومقومات الحياة إلى السجن

وبيَّن الحموي أن الإفراج عنه كان في المفاوضات بين أصدقائه ووفد النظام، قائلاً: “لم أكن أحلم برؤية أسرتي حتى بعد الإفراج عني، لم آخذ أي ضمانات، وفي كل نقطة تفتيش للنظام كنت أتعرض للتحقيق على الرغم من أنني على متن سيارة للهلال الأحمر، وفي نهاية المطاف وصلت إلى منزلي، وقابلت أسرتي”.

لم تتوقف رحلة المعاناة مع أبو سامر عند الإفراج عنه ولقائه بأسرته، بل أصبح أمام تحدٍ جديد، حيث أضطر لدفع مبلغ طائل لتهريبه من مدينة حماة –بعد التخفي فيها لأيام- إلى مناطق ريف إدلب فلم يوفِ النظام بوعوده بإيصال المفرج عنهم إلى المكان الذي يختاروه، بل أصبح يرميهم أمام أبواب السجن ويتركهم يختارون وجهتهم.

أخبار سوريا ميكرو سيريا