أكراد سوريا يواصلون التطهير العرقي للعرب وفصائل المعارضة


تليغراف –

تم اتهام الجماعات السورية المدعومة من الغرب بدفع الناس باتجاه أحضان تنظيم الدولة الإسلامية، وإعدام السجناء، وقتل مئات الأشخاص في القتال الذي وقع مؤخرا بين الفصائل.

فبحسب السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، يتسبب سلوك وحدات حماية الشعب، الجماعة الكردية التي تدعمها كل من الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والروس لمحاربة قوات المعارضة المناهضة للأسد والمدعومة من الولايات المتحدة، في دفع المدنيين باتجاه تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال السيد فورد في جلسة استماع أمام لجنة مجلس الشيوخ “في بعض الحالات، يفر اللاجئون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ولا يذهبون إلى المناطق الكردية”.

ووجه فورد هذا الاتهام في الوقت الذي تتشظى فيه كل من القوات الموالية والمناهضة للنظام في سوريا بسبب ضغط الصراع غير المنتهي على ما يبدو.

وفي حين أن الأعمال الوحشية التي ارتكبها النظام وحلفاؤه قد تم توثيقها جيدا، بالاضافة إلى الانتهاكات التي ارتكبتها بعض جماعات المعارضة منذ الأيام الأولى للقتال، إلا أن موجة الاتهامات المتزايدة أخيرا تعد أمرا محرجا بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.

وقد كانوا يحاولون تقديم الدعم العسكري لجماعات مختارة مع دفع محادثات السلام في جنيف. ولكن في الأسابيع القليلة الماضية وحدها، خاضت جماعة اسلامية تلقت أسلحة أمريكية رفيعة المستوى قتالا مع جماعة أخرى مدعومة من المملكة العربية السعودية في جنوب البلاد، في حرب صغيرة أسفرت عن مقتل 500 شخصا.

ويعد زعيم تنظيم جيش الإسلام، الجماعة المدعومة من المملكة العربية السعودية، هو أحد المفاوضين الرئيسيين الثلاثة للمعارضة في محادثات جنيف. ومع ذلك فقد تم اتهام التنظيم بتوجيه التهديدات الطائفية وعدم التسامح مع المعارضة في المناطق التي يسيطر عليها، مثل الغوطة الشرقية قرب دمشق.

ويتم الآن مقاتلة جيش الإسلام من قبل جماعة أخرى هي جزء من المحادثات وهي لواء فيلق الرحمن. وينظر اليه على انه لواء مرتبط بالإخوان المسلمين “المعتدلين” ولكنه انضم الى قوات عناصر تابعة لفرع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة، من أجل تحدي هيمنة جيش الاسلام. ومن بين القتلى في تلك المعارك: نبيل الدعاس، وهو آخر طبيب نسائي يعمل في تلك المنطقة، حيث أصيب في تبادل لاطلاق النار.

وفي الشمال، استمر القتال في شمال حلب بين جماعات المعارضة المناهضة للأسد، وبعضهم مدعوم من الولايات المتحدة، وبين قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي شمل بعض أجزاء أخرى من البلاد.

وقد أصبح دور قوات سوريا الديمقراطية هو الأكثر تعقيدا من بين كل المعضلات الدولية التي تواجه المجتمع الدولي. فقد تم تشكيل قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة غربية من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وتقودها وحدات حماية الشعب، ولكنها تحتوي أيضا على بعض المجموعات الصغيرة من العرب السنة والميليشيات السورية المسيحية، وقد وصلت بعد تحقيق المكاسب الأخيرة إلى بعد 20 ميلا من الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية.

ومع ذلك، تم اتهام وحدات حماية الشعب بانتهاكات حقوق الإنسان. فقد اتهمت منظمة العفو الدولية في شهر أكتوبر وحدات حماية الشعب بالتهجير القسري للعرب والتركمان من المناطق المحررة وهدم البيوت والقرى، بينما تنفي الميليشيات الكردية هذه الادعاءات بشدة.

وفي الوقت نفسه، استأنفت المنظمة الأم لوحدات حماية الشعب ،وهي حزب العمال الكردستاني الذي يعمل في شمال الحدود، حربها ضد الدولة التركية – حليفة الولايات المتحدة في حلف الناتو- وأصدرت تسجيلا يبين إسقاط مروحية عسكرية تركية في الأسبوع الماضي.

وفي الشمال الغربي من سوريا، لا تتلقى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب دعما من الأمريكان ولكن من الروس، حيث ينظرون إليهم باعتبارهم حليفا مفيدا في المعركة ضد قوات المعارضة بما في ذلك جبهة النصرة.

وفي أحد أفظع النتائج لهذا القتال، جابت شاحنة تابعة لوحدات حماية الشعب تحمل 50 جثة من قوات المعارضة ممن قتلوا في القتال شوارع مدينة عفرين الكردية في الشهر الماضي.

وفي ردة فعل انتقامية، صورت جماعة أخرى تابعة للجيش السوري الحر هذا الأسبوع تنفيذ حكم الاعدام  في رجل وامرأة تقول انهم مسؤولون في وحدات حماية الشعب. وقد نفت وحدات حماية الشعب صلتها بهؤلاء الأشخاص، ولكن الحادث أثار المزيد من الأسئلة حول أعمال العنف المتصاعدة رغم محادثات وقف إطلاق النار.

وناقش السيد فورد ،الذي ترك إدارة أوباما بسبب الخلافات حول السياسة المتبعة في سوريا ودعم دائما اقتراح الدعم العسكري لجماعات المعارضة “المعتدلة”، دعم وحدات حماية الشعب في الحرب السورية.

ومع ذلك، ذكر فورد إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة تواجه معضلة متزايدة في الوقت الذي يتراجع فيه تنظيم الدولة الإسلامية، فلم يكن من الواضح من هو الفصيل الذي يمتلك قدرات تؤهله للسيطرة على المناطق المحررة.

وقال ان هناك خطر يتمثل في أن الجماعات العربية السنية، التي تتقاتل فيما بينها، قد “تبدأ في قتل بعضها البعض” بدون عملية سياسية لإحلال السلام.

وأضاف: “لا توجد ملائكة مثالية في هذه الحرب، ولكن هناك جماعات بعضها أسوأ من بعض”.