‘محمد سويدان يكتب: الخير لا يأتي من إسرائيل’
21 أيار (مايو - ماي)، 2016
محمد سويدان
لم نستغرب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير لها عن ظروف عمل الأردنيين في إيلات، فإسرائيل لا تقدم خيرا للعرب، ودائما مصلحتها هي الأهم، وهي التي تقودها في كل أعمالها وعلى كل المستويات.
فبحسب التقرير، فانه محظور على الأردنيين العمل سوى بالنظافة في الفنادق هناك، ويتقاضون راتبا يبلغ حوالي 1200 دولار، يقبضون منه بعد خصم الضرائب وغيرها 700 دولار. وبحسب التقرير للصحيفة الأميركية، فإنه لا يسمح للعمال الأردنيين بإدخال شيء سوى ما عليهم من ثياب على نقطة الحدود، ولا يسمح لهم بالخروج من حدود منطقة إيلات.
وطبعا، فان التعامل السيئ للإسرائيليين لا يقتصر على العمال الأردنيين، فهم قبل ذلك يتعاملون بشكل سيئ بل أسوأ مع العمالة الفلسطينية، ويُحتمل كذلك مع غيرها من العمالة التي تضطر للعمل في هذا الكيان المغتصب. وهذا جانب فقط، من الجوانب السيئة الكثيرة التي يمتاز بها الكيان الإسرائيلي. فهناك جوانب أخرى سيئة كثيرة، ومنها ما جاء في تقرير إخباري في “الغد” أول من أمس، للزميل حابس العدوان، حيث كشف عن توجه لدى سكان ومزارعين في منطقة داميا القريبة من نهر الأردن لرفع دعوى قضائية ضد اسرائيل، للمطالبة بإغلاق مكب نفايات على الجانب المقابل المحتل من قبل اسرائيل جراء انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات والتي تلحق أضرارا صحية وبيئية كبيرة بأهالي داميا، وللمطالبة بتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم نتيجة ذلك. ويشكو الأهالي من تضررهم الشديد من هذا المكب، ومن إلقاء اسرائيل للنفايات على ضفاف نهر الأردن. ولم تنفع كل محاولاتهم لوقف هذا المكب، ومنع اسرائيل من إلقاء النفايات على ضفاف النهر، ما فاقم مشكلتهم، بالرغم من الشكوى الدائمة والاحتجاج ومطالبتهم الحكومة بالتدخل والضغط على الإسرائيليين لوقف هذه المسلكيات الخطيرة والتي لا تهمهم ما دامت لا تؤثر عليهم، وإنما تؤثر على غيرهم.
سكان المناطق الحدودية، بإمكانهم أن يتحدثوا طويلا عن مسلكيات خطيرة يقوم بها الجانب الإسرائيلي وتؤثر عليهم مباشرة، وأخطرها التفجيرات وإطلاق القنابل الضوئية في الصيف والتي تتسبب بحرائق في الأراضي الأردنية، وقد وقعت في السنوات الأخيرة عشرات الحرائق الإسرائيلية التي امتدت للأراضي الأردنية والحقت أضرارا بالغة بالمزارع الأردنية. وبالرغم من الاحتجاجات والمطالبة بوقف هذه الممارسات، والمطالبة بتعويضات إلا أن الإسرائيليين لم يلتفتوا لذلك، وما يزالون يتسببون بحرائق سنوية تصل إلى الأراضي الأردنية.
لو تحدثنا عن كل الممارسات الإسرائيلية السيئة والخطيرة، لكتبنا مجلدات، فهناك الكثير منها، ولا يمكن تغطيتها بمحاولات الإعلام الإسرائيلي تلميع الوجه السيئ والقبيح لإسرائيل، فمن اسرائيل لا يأتي الخير أبدا.
المصدر: الغد
محمد سويدان يكتب: الخير لا يأتي من إسرائيل على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –