منازل غزة والحصار و”النور” التركي.. ما سر الرقم 4444؟

21 مايو، 2016

بعد فاجعة وفاة ثلاثة أشقاء فلسطينيين احتراقاً داخل منزلهم غرب مدينة غزة؛ بسبب استخدام الشموع لإنارة ظلام الحصار الحالك، في ظل أزمة الكهرباء المتفاقمة في القطاع والمستمرة من عشرة أعوام، سارعت جهات حقوقية ودول عربية وإسلامية، لإنقاذ سكان غزة من الموت حرقاً.

فبادرت منظمة “الرباط” التركية، إلى التكفل بتمويل مشروع لإنارة آلاف المنازل الفقيرة في قطاع غزة، لمنع استخدام “الشموع” التي أودت حتى اللحظة بحياة 29 فلسطينياً حرقاً جُلهم من الأطفال.

ويستهدف المشروع التركي الخيري إنارة منازل الأسر الفقيرة في قطاع غزة غير القادرة على توفير أثمان تركيب مصابيح الإنارة ذاتية الشحن، التي تُعرف بـ”اللدات”؛ لتجنب حدوث كوارث حرق العائلات في ظل عدم توفر وسائل الإنارة الآمنة، ومحاولة لتجاوز “حُلكة ظلام الحصار”.

– إنارة ظلمة الحصار

المهندس علاء الغفير، مدير “جمعية أرض الإنسان” الخيرية، التي تشرف على عملية تنفيذ “إنارة منازل الفقراء” في غزة، أكد أن “المشروع الخيري خطوة إيجابية لمنع تكرار حوادث احتراق العائلات داخل منازلهم، بسبب تفاقم أزمة الكهرباء”.

وقال الغفير، لمراسل “الخليج أونلاين”: إن “فكرة المشروع الخيرية الذي تموله منظمة الرباط الخيرية التركية، ودولة الجزائر، جاءت بعد وفاة ثلاثة أطفال من عائلة أبو الهندي في مخيم الشاطئ احتراقاً؛ نتيجة تعمق أزمة التيار الكهربائي في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، في ظل عدم توفر وسائل الإنارة الآمنة”.

وأوضح أن “فكرة المشروع تهدف لإنارة آلاف منازل الفقراء في قطاع غزة، بإدخال بدائل للإنارة وهي “اللدات”، التي تعمل على نظام بطارية الشحن، وتضيء المنازل بشكل جيد، تجنبهم فعلياً استخدام الشموع التي حصدت أرواح عدد كبير من الفلسطينيين خلال الشهور الأخيرة”.

ولفت الغفير إلى أن “تكلفة وحدة الطاقة الآمنة للأسر المستهدفة تقدر بـ 50 دولاراً تشمل تمديدات أسلاك ولدات إنارة، وبطارية وشاحناً كهربائياً، مشيراً إلى أن الحملة بدأت فعلياً في مناطق معينة بالقطاع، على أن تشمل باقي الأسر الفقيرة خلال الأسابيع المقبلة بتكلفة 50 ألف دولار أمريكي”.

وتشمل حملة الإنارة الآمنة للأسر الفقيرة زيارات للمنازل ومحاضرات توعوية؛ تهدف لتوعية الأهالي من مخاطر اللجوء إلى الإنارة بالشموع، وسبل التعامل مع البدائل الآمنة أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

وتتواصل أزمة الكهرباء في قطاع غزة للعام العاشر على التوالي، من جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، في حين ازدادت حدتها عقب فرض حكومة الوفاق ضريبة “البلو” على وقود محطة الكهرباء الرئيسية في غزة.

– سر رقم “4444”

ولم تقتصر حملة “إنارة منازل الأسر الفقيرة” في قطاع غزة على المؤسسات الخيرية الدولية، فالفكرة حظيت بتأييد وإشادة كبيرة من قبل الفصائل الفلسطينية، فسارعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، لتنفيذ حملات مماثلة على مناطق متفرقة من القطاع.

ولعل أبرز الإعلانات على الحملة، تعليق لافتة إعلانية كبيرة الحجم بشوارع القطاع مكتوب عليها رقم “4444”، الأمر الذي أثار استغراب المواطنين وطرح تساؤلات كبيرة حول حقيقة هذا الرقم، إلا أن مراسل “الخليج أونلاين”، وبعد اتصالات قام بها مع الجهات الرسمية المعنية، كشفت له أن: “الرقم 4444 يعني إنارة منازل العدد المذكور من الفقراء في القطاع”.

وأوضح أحد المسؤولين عن الحملة، أن: “حركة حماس ستقوم بإنارة 4444 منزلاً فلسطينياً في القطاع باستخدام الطاقة البديلة (اللدات)، قبل حلول شهر رمضان المبارك الذي تزداد معه معاناة الأسر في غزة من جراء انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، وللتخفيف من وطأة الأزمة التي اكتوت بنيرانها معظم العائلات الفلسطينية”.

وأشار إلى أن “الحملة جاءت فعلياً بعد فاجعة احتراق 3 أشقاء من عائلة أبو الهندي غرب مدينة غزة قبل أسابيع، بسبب استخدامهم الشموع للإنارة في ظل أزمة الكهرباء، حيث لم يكن لدى هذه الأسرة الفقيرة القدرة المادية لتوفير ثمن تركيب اللدات لإنارة المنزل”.

وذكر أن “الهدف الأساسي للمشروع منع تكرار الحرائق داخل المنازل وإنقاذ السكان، ومساعدتهم في تخطي أزمة الكهرباء الناجمة عن الحصار والخلافات السياسية”.

ويعتمد كثير من سكان قطاع غزة على إنارة منازلهم من خلال تلك اللمبات التي تعمل على بطارية قوتها “12 فولتاً”، وهي أكثر أماناً من أي وسيلة أخرى كالشموع والمولدات الكهربائية.

ويفرض الاحتلال ضريبة على وقود محطة التوليد وتذهب لخزينة السلطة الفلسطينية بقيمة ثلاثة شيقلات (نحو 0.8 دولار) على كل لتر، ومنذ سنوات تطالب الفصائل الفلسطينية وشركة كهرباء غزة السلطة الفلسطينية بإعفاء القطاع المحاصر من هذه الضريبة التي تتسبب بخفض إنتاج محطة التوليد من الكهرباء.