والد الشيخ أسامة اليتيم لـ (كلنا شركاء): مستعد لتقديم باقي أولادي في سبيل انتصار الثورة


مستعد لتقديم باقي أولادي في سبيل انتصار الثورة

إياس العمر: المصدر

أبٌ لعشرة أولاد، فقد منهم خمسة، بكت على أحدهم درعا دما، إلا أن شعوراً بالندم لا يجد إلى قلبه طريقا، وبعزيمة ثائر عرف أن ورد الحرية لا بد أن يسقى بدماء طاهر، يدفع بأبنائه البقية في سبيل انتصار ثورة شعب مظلوم، إنه الحاج “عايد اليتيم” والد الشيخ “أسامة اليتيم” الرئيس السابق لمحكمة دار العدل في حوران.

في (15 كانون الأول/ديسمبر) من العام الماضي، اغتال مسلحون مجهولون الشيخ أسامة اليتيم مع اثنين من أشقائه على الطريق الواصل بين ريفي محافظة درعا الشرقي والغربي، أثناء عودته من عملة في محكمة دار العدل، متجهاً إلى منزله في مدينة جاسم بريف محافظة درعا الشمالي.

“المصدر”، وبعد خمسة أشهر على اغتيال الأخوة الثلاثة، كان لها حديث مع والدهم الحاج عايد اليتيم، والذي قال إنه ومنذ انطلاق الثورة فقد خمسة من أبنائه العشرة، وهم (أسامة – معاذ – مهند – براء – طارق)، ثلاثة منهم قتلوا في عملية اغتيال استهدفت الشيخ أسامة اليتيم، وآخر قتل بقذيفة في مدينة جاسم، والخامس قتل خلال اقتحام تل بزاق في ريف درعا الغربي.

وأضاف الحاج عايد اليتيم بأنه وبعد أن دفع فاتورة كبيرة، لا يشعر بالندم، ولكن العطف هو من يأسره، مشيراً إلى استعداده لتقديم باقي أبنائه في سبيل انتصار الثورة، وانتهاء معاناة الشعب السوري.

وأكد الحاج اليتيم أنه سيقتص من قاتل الشيخ أسامة وأشقائه، وإن كبر سنه لن يمنعه من القصاص، فالقاتل لم يقم بالجريمة لقتل أسامة اليتيم أو ضد شخص أسامة، بل لأنه ضد الدين، وضد المنهج الذي كان الشيخ يحاول نشره بعيداً عن التطرف والغلو.

ووجه الحاج رسالة إلى أبناء حوران فقال: “نرفع رؤوسنا بأبناء وأهل حوران، وأشد على أيادي الشباب أن يتابعوا الثورة حتى تحقق جميع أهدافها، وألا تذهب دماء شهداء حوران وسوريا هدرا، فقد قدمنا أغلى ما نملك في سبيل حريتنا وكرامة شعبنا”.

وختم حديث مؤكداً أنه مثل باقي أبناء الشعب السوري، حيث لا يوجد أي عائلة في سوريا لم تفقد أحد أبنائها أو عزيز عليها، ولكن أكثر ما يؤلم هو أن يتم ضرب واستهداف أبناء وثوار حوران من الخلف، كما حصل مع أبنائه، وذلك بعد أن عجز النظام عن استهداف الشيخ أسامة فقام أعداء الثورة والشعب السوري بالغدر به واغتياله.

ويذكر أن الشيخ أسامة اليتيم هو أحد أوائل الثوار في حوران، وقاد الحراك السلمي في مدينته جاسم والذي كان مميزاً على مستوى سوريا، وبعد ملاحقته من قبل قوات النظام واعتقاله خرج إلى الأردن ليكون من مؤسسي رابطة أهل حوران، وبعد سيطرة الثوار على عدد من مدن وبلدات حوران، عاد إلى سوريا، وكان القضاء في مناطق سيطرة الثوار حينها مشتتا، وكان هناك ثلاث محاكم، فقام بتوحيد المحاكم في محكمة دار العدل في حوران، وكان أول رئيس للمحكمة حتى تاريخ اغتياله، ومن أهم أعماله اعتماد القانون العربي الموحد في محكمة دار العدل في حوران.

أخبار سوريا ميكرو سيريا