تضاعفت أسعارها 15 مرة… (الحلويات) حلم السوري الغائب
22 مايو، 2016
إياس العمر: المصدر
بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وغياب عشرات المنتجات التي كان يتم انتاجها محليا، تضاعفت أسعار جميع المواد الأساسية وغير الأساسية، بعضها وصل أربعة أضعاف وآخر ستة وربما أكثر، لكن للحلويات تحديداً حكاية أخرى.
ومع بداية الأسبوع الماضي أصدرت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام تسعيرة جديدة للحلويات، وكانت بأرقام تعتبر فلكية بالنسبة لدخل المواطن السوري، حيث أنه في أفضل الأحوال راتب العامل لا يكفي لشراء ثلاثة كيلو غرامات من الحلويات.
“المصدر” كان لها جولة على أحد معامل تصنيع الحلويات في مناطق سيطرة الثوار في محافظة درعا، للاطلاع على أسعار الحلويات، وأبرز الصعوبات التي تواجه أصحاب هذه المحال.
وليد الأحمد صاحب أحد أكبر معامل تصنيع الحلويات في المحافظة، قال لـ “المصدر” إن نسبة الارتفاع في أسعار الحلويات وصلت إلى 15 ضعفاً عما كانت عليه بداية 2011، وتحولت صناعة الحلويات إلى مهنة خاسرة بالنسبة لهم، حيث أنهم لا يرفعون أسعار الحلويات بارتفاع سعر صرف الدولار، خوفاً من خسارة الزبائن، فالأهالي يستطيعون العيش دون الحلويات، ولكن لا يستطيعون العيش دون الخبز والخضار والسكر.
وأضاف بأن مستلزمات الإنتاج ترتفع بشكل مباشر مع ارتفاع سعر صرف الدولار، فسعر كيس السكر وصل إلى 23 ألف ليرة سورية، وسعر كيس الطحين وصل إلى 15 ألف ليرة سورية.
وعن أسعار الحلويات، قال الأحمد إن سعر الكيلو غرام الواحد من الحلويات المشكلة وصل إلى 8 آلاف ليرة سورية، بينما كان ثمنه 500 ليرة سورية عام 2011، وسعر الكيلو غرام الواحد من “البرازق” وصل إلى 3500 ليرة سورية، بعدما كان سعره 200 ليرة، وسعر كيلو غرام واحد من المعمول وصل إلى 5 آلاف ليرة، بعد أن كان بـ 300 ليرة.
وأشار إلى أنه توقف عن صناعة الحلويات الممتازة لأن ثمنها أصبح يفوق طاقة جميع شرائح المجتمع في مناطق سيطرة الثوار، وأكد أنه على استعداد لتحمل بعض الخسائر مقابل المحافظة على اسمه في سوق الحلويات.
محمد المصري، أحد عمال المعمل، قال لـ “المصدر” إن راتبه وصل إلى 30 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثمن 5 كيلو غرام من الحلويات المشكلة في المعمل، ويقدر بأقل من 50 دولار أمريكي، بينما كان في عام 2011 راتبه 17 ألف ليرة سورية، في نفس المعمل، أي ما يعادل 350 دولار أمريكي حينها، مشيراً إلى أنه يفضل شراء المستلزمات الضرورية لمنزلة على شراء الحلويات، كون الحلويات مادة غير أساسية، ويكمن الاستغناء عنها.
أبو أحمد أحد زبائن المعمل، قال لـ “المصدر” إن الطلب في الآونة الأخيرة بات محصوراً بعدد محدد من أصناف الحلويات، والتي تعتبر شعبية بالنسبة للأهالي وأسعارها مازالت مقبولة مقارنة بباقي أسعار الحلويات، ومنها الهريسة والتي يصل سعر الكيلو غرام العادي منها إلى 1200 ليرة سورية، والذي كان ثمنه 75 ليرة في عام 2011، وسعر الكيلو غرام الواحد من الهريسة المتوسطة الجودة 2500 ليرة سورية، والذي كان سعره 150 ليرة في عام 2011، مشيراً إلى أن معظم الزبائن من الذين يعتمدوا بشكل أساسي عل الدخل الثابت من أقاربهم في الخارج.