الإيرانيات يقصصن شعرهن ويلبسن كالرجال تفاديا لشرطة الأخلاق

23 أيار (مايو - ماي)، 2016

6 minutes

ذي اندبندنت –

“إنها حرب ثقافية حقيقية بين نمطين من الحياة في إيران؛ فبالنسبة للنساء الإيرانيات يعتبر شعرهن معيارا لهويتهن وجعله قصيرا احتجاجا على شرطة الأخلاق هو أمر مفزع حقا، ولكنه ينُمّ عن شجاعة”.

أصبحت النساء في إيران تقمن بقص شعرهن وارتداء ملابس الرجال احتجاجا على شرطة الأخلاق في إيران التي تقوم بمراقبة النساء وتنفيذ عقوبات صارمة لعدم ارتداء بعضهن الحجاب.

وقد عمدت الإيرانيات إلى التمرّد شيئا فشيئا عبر نشر صورهن دون حجابٍ على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، ما دفع بالسلطات الإيرانية إلى الردّ واعتقال العديد منهن.

وأصبحت قضية الحجاب مثيرة للجدل بشكل متزايد، ممّا دفع بعض النساء إلى القيام بحملات ضد هذه الإجراءات القمعية والقوانين التمييزية الاجتماعية. ففي الأشهر الأخيرة، شوهدت العديد من النساء وهنّ يمشين في شوارع طهران مكشوفي الشعر، فضلا عن تحريضهن للسياح الأجانب لانتهاك القوانين الإيرانية وتشجيعهن على رفض ارتداء الحجاب أثناء زياراتهن للجمهورية الإسلامية.

وتجدر الإشارة إلى أن ردّ السلطات الإيرانية على هذا التمرد، كان عنيفًا. فمنذ أيام قليلة، تمّ استبعاد سياسيةٍ من البرلمان الإيراني بعد انتشار صورٍ لها دون حجابٍ، على الرغم من تأكيدها أنها كانت مجرد صورٍ مزيفة.

وخلال هذا الأسبوع، قامت السلطات الإيرانية باعتقال ثمانية نساءٍ بتهمة نشرهن لصور “خليعة” على مواقع التواصل الاجتماعي. وخوفا من مثل هذا الممارسات، جعلت الكثير من النساء في الوقت الحالي ملفاتهن الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة.

ومن بين الصور التي أثارت جدلا كبيرا على موقع إنستغرام صورةٌ شخصيةٌ لامرأة وهي تقود سيارتها حيث لم ترتد الحجاب وكان شعرها قصيرا، وكأنها رجل يقود دراجة نارية.

وفي صورةٍ أخرى، ظهرت فتاة ذات شعرٍ قصيرٍ ترتدي قميصا كتب عليه “أنا فتاة إيرانية، من أجل تجنب شرطة الأخلاق، قررت قصّ شعري وارتداء ملابس رجال حتى أستطيع السير بحُريةٍ في شوارع إيران”.

وتثير قضية الحجاب الإجباري قلق الرجال في إيران، حيث قام صحفي رياضي إيراني، يدعى بجمان رهبر، يوم 14 مايو/أيار الفارط بنشرِ صورة لفتاة كانت ترتدي ملابس رجل إلى جانب صورةٍ لمدرب الذكور حيث أرادت فقط دخول الملعب لمشاهدة المباراة.

وكتب هذا الصحفي في ترجمة حصلت عليها صحيفة الاندبندنت، “يُدرب عبد الله فايسي فريقا في أحد المناطق الأقل نموا في محافظة خوزستان الإيرانية، ونجح في قيادة فريقه إلى البطولة من خلال جهوده الحثيثة”.

وأضاف: “كنت أنظر لدموع الفرح التي تنهمر من عيني هذا المدرب، وكذلك أحدق للفتاة التي أراها، وهي تتصفح شاشة هاتفها”. كما قال: “المدرب والفتاة ليسا فقط متشابهين بل هما بطلين يحتفلان بانتصار كل منهما على طريقته الخاصة، حيث شجّع هذين الشخصين المختلفين فريقهما بنفس الطريقة وأظهرا نفس الحماس لفوزه. كما أن جهود الفتاة، التي أخفت جنسها عن طريق ارتداء ألوان فريقها، تستحق التقدير وتستحق أن يراها الناس”.

كما قام الصحفي والناشط الإيراني مسيح علي نجاد، بمشاركة بعض الصور على صفحة “حريتي المسلوبة” على الفيسبوك.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ سنتين، شنت امرأة في نيويورك، حملة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ضد إلزامية ارتداء الحجاب. وهي الآن تحظى بحوالي مليون مشاهد.

وتعتبر هذه المرأة أن تسليط الضوء على صورة المرأة التي تقود السيارة، تلخص التحدي الذي أبدته العديد من النساء الذين يسعيْن إلى التمتع بحياة حرةٍ”. وأضافت أيضا: “بعض الفتيات بدأن يرتدين ملابس الرجال سرا لتجنب الحجاب الإجباري وشرطة الأخلاق، ولهذا السبب قمن بقصّ شعرهن”.

كما أشارت أن “هذا يظهر مدى صمود المرأة الإيرانية على الرغم من أن الحكومة تعتقل النساء الذين ينشرن صورهن دون حجاب، وتثبت هذه الصور أيضا أن المرأة الإيرانية ليست خائفة ومُصرةٌ على متابعة نمط الحياة الذي تريده”، كما “تريد الحكومة بثّ الخوف في نفوس النساء ولكن المرأة وجدت طريقتها الخاصة حتى تتمكن من السير والقيادة بحريةٍ في شوارع إيران دون تغطية رؤوسهن”.

“إنها حرب ثقافية حقيقية بين نمطين من الحياة في إيران؛ فبالنسبة للنساء الإيرانيات يعتبر شعرهن معيارا لهويتهن وجعله قصيرا احتجاجا على شرطة الأخلاق هو مفزع حقا، ولكنه ينم عن شجاعة”.

وتعتبر قضية الحجاب من القضايا المهمة على الساحة الإيرانية وهي عبارة عن حرب بين المحافظين والمجتمع الشبابي الإيراني، حيث تُلزم قوانين إيران جميع النساء، من سن السابعة أي خلال السنوات الأولى من مزاولة تعليمهن، بتغطية شعرهن عند الخروج وذلك احتراما للتقاليد والثقافة والآداب الإيرانية. ولكن حتى الوقت الراهن، أبدت المرأة الإيرانية شجاعة كبيرة في كسر هذا القانون التمييزي.

ويتخّذ الرئيس الإيراني حسن روحاني موقفا أكثر تقدما وتطورا في مسألة الحجاب من أسلافه، الذي جعلوه إجباريا على النساء منذ سنة 1979.

ولكن الرئيس روحاني لا يملك القوة الكافية لتعطيل القوانين الإجبارية لارتداء هذا اللباس، ففي السنة الماضية، عندما شاهد صورة للسيدة عليا نجاد على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، صرّح أن اللواتي تعشن في إيران يجب أن تلتزمن بقوانين البلاد.