‘ستراتفور: لماذا لم يعلن الجهاديون إسقاط الطائرة المصرية؟’

23 مايو، 2016

محمد جمال –

قال تقرير لموقع “ستراتفور” إن عدم إعلان تنظيمات جهادية وداعشية مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة المصرية القادمة من باريس للقاهرة حتى الآن يثير الاستغراب، ويطرح علامات استفهام حول مسئوليتهم، خصوصا في ظل ترجيح خبراء عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة وتفتتها، حيث أعلنت البحرية الأمريكية العثور على 100 قطعة حتى الآن.

قال خبراء طيران وأمن مصريون، إنه لو ثبت أن الطائرة المصرية المنكوبة التي سقوط في البحر المتوسط فور دخولها الجوي المصري قادمه من باريس، تعرضت لعمل إرهابي مثل زرع قنبلة، فإن تأخير إقلاعها من فرنسا 40 دقيقة أنقذ مصر ومطار القاهرة من كارثة لو كانت انفجرت فيه بإقلاعها ووصولها في موعدها.

ورجح تقرير لموقع “ستراتفور” الاستخباري، أن يكون جهاديون وراء تفجير الطائرة بوضع متفجرات بطرق مبتكرة، مشيرا لسبق اكتشاف متفجرات في مطارات وضعت في أحذية (2001) وفي الملابس الداخلية ( 2009).

واستغرب الموقع عدم إعلان أي تنظيم جهادي مسئوليته عن سقوط الطائرة المصرية ولكن أشار لأنه سبق أن نفذ جهاديون عمليات مشابهة بتقنيات حديثة معقدة، ولم يتم اكتشافها، ولم يعلنوها لحين تنفيذها مرات أخري.

وأشار التقرير إلى “تفسير أكثر خبثا ولكن أقل ترجيحا”، يقوم على فكرة، توصل مجموعة إرهابية لطريقة جديدة لمهاجمة الطائرات وإخفاء تورطها، بهدف تكرار الهجوم في مكان آخر، مشيرًا لأن هذا ما حدث في عملية تفجير طائرة الفلبين الرحلة 434 في ديسمبر 1994، حيث لم يعلن المتورطون الأمر أملا في تنفيذ هجوم أوسع يستهدف 10 طائرات عبر المحيط الهادي.

وتقول مجلة فورين بوليسي أنه “بالنسبة لمسئولي المطارات، فأسوء سيناريو هو أن يتواطأ بعض موظفيها مع الإرهابيين ليسهلوا عليهم تجاوز الإجراءات الأمنية حتى يصلوا للطائرات وينفذوا عملهم الإرهابي”.

وأكدت أنه “إذا كان سبب سقوط الطائرة هو قنبلة وضعت في الطائرة قبل إقلاعها، وانفجرت بعد أن سقطت بسرعة واختفت عن أجهزة الرادار، بحسب التقارير الأولية؛ فالمؤكد أن سيناريو أسود ينتظر العالم الغربي”.

تأخر إقلاعها أنقذ مصر من كارثة

وقال اللواء طيار جاد الكريم نصر، رئيس الشركة المصرية للمطارات السابق، الذي لم يستبعد أن يكون هناك عمل إرهابي وراء إسقاط الطائرة، أن تأخر إقلاعها أنقذ مصر من كارثة كبرى، حيث كانت ستنفجر في مطار القاهرة وتحدث دمارًا كبيرًا داخله، لو كانت قد تحركت في موعدها.

وأضاف “نصر”، خلال لقائه ببرنامج “فنجان شاي”، المذاع على فضائية “الحدث اليوم”، مساء السبت، أنه لا يمكن الادعاء أن الطائرة المصرية سقطت نتيجة الأحوال الجوية لأن حالة الطقس في تلك المنطقة وفي هذا التوقيت كان جيد، منوهًا إلى أن العمر الافتراضي للطائرة هو 30 عامًا والطائرة المصرية المنكوبة عمرها 13 عامًا فقط وليس بها أعطال.

أيضا أكد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية سابقاً، لقناة “صدي البلد” مساء أمس السبت، أن “تأخر إقلاع الطائرة من مطار شارل ديجول الفرنسي 40 دقيقة، يؤكد أن شيئا ما تم في هذه الفترة لضمان تفجير الطائرة، وهذه تعد قرينة ضد مطار شارل ديجول الذي قد يكون مخترقا أمنيا من خلال بعض الموظفين، الذين يعملون لصالح مخابرات أجنبية أخرى أو على علاقة بتنظيمات إرهابية”.

وكشف ولاء مرسي المتحدث باسم اتحاد المصريين في الخارج، أن مطار “شار ديجول” الفرنسي يجري تحقيقات مع عددًا من العاملين بداخله، مشيرًا إلى أن تلك الإجراءات تؤكد فرضية تمكن الإرهابيين من زرع قنبلة داخل الطائرة.

وأوضح أن تأخر طائرة “مصر للطيران” في الإقلاع من داخل المطار الفرنسي لمدة 40 دقيقة “أنقذ مطار القاهرة من فاجعة، إذ أنهم كانوا يستهدفون تفجير الطائرة داخل المطار المصري”.

وأشار إلى أن تلك الجماعات تسعى لوضع البلاد في موقف حرج، وكذلك فرض البلاد الأوروبية لحظر سفر دائم على الرحلات الجوية لمصر.

انتعاش نظرية المؤامرة الخارجية

وبرغم عدم ظهور أي أدلة على حقيقة ما حدث للطائرة المصرية القادمة من فرنسا والتي سقطت في البحر قرب الاسكندرية، فقد انبرى إعلاميون مصريون لتفسير الحادث على أنه “مؤامرة لخنق مصر” وخنق السياحة، رافضين أي نقد لشركة مصر للطيران.

وبالمقابل، ركز عدد كبير من الاعلاميين والخبراء الأمنيين على سيناريو “المؤامرة الخارجية”، واتهم بعضهم من أسماه “أهل الشر” بأنهم وراء سقوط الطائرة.

ووصف الإعلامي المقرب من السلطة، عماد أديب يرجح سيناريو وأن يكون الحادث “إجرامي تجاه طائرة مصر للطيران” بهدف “إفساد أكبر اتفاق تعاون اقتصادي عسكري بين مصر وفرنسا وقع منذ أسبوعين”.

وقال الإعلامي عزمي مجاهد، إن “أهل الشر وراء سقوط الطائرة المصرية”، مشيرا إلى أن “هناك من يحاول تخريب علاقة مصر بحلفائها”.

وأضاف “مجاهد”، خلال برنامجه “الملف” المُذاع على فضائية “العاصمة”، مساء السبت، أن سقوط الطائرة الروسية ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني وسقوط الطائرة المصرية بعد انطلاقها من فرنسا خلال عام واحد “يؤكد أن هناك مخطط ضد مصر”.

واتهم “مجاهد” جماعة الإخوان المسلمين بأنها “تعمل لتخريب مصر، وهدم الدولة بعد إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي نراها كل يوم”.

ووصف الإعلامي وائل الإبراشي، حادث سقوط الطائرة المصرية بانه: “مؤامرة ضد الدولة هدفها خنق مصر، وتآمر على شركة مصر للطيران”.

وقال الإبراشي في برنامجه “العاشرة مساء” على فضائية “دريم” السبت: “إن هناك حالة تسويق، وترويج متعمد من قبل بعض وكالات الأنباء العالمية للرواية التي تقول إن هناك دخان صعد من حمام الطائرة، لتدعيم فكرة العطل الفني، دون الوضع في الاعتبار أي احتمالات أخرى، مما يؤكد أن الهدف هو ضرب شركة مصر للطيران، واستبعاد أي اتهامات من الممكن أن توجه للجانب الفرنسي”.

وهدد المذيع المؤيد للحكومة “أحمد موسى” إنه سيصدر قائمة سوداء بأسماء الصحفيين والإعلاميين الذين لم يساندوا مصر وشمتوا في حادث مصر للطيران.

وفي برنامجه “على مسئوليتي”، على قناة “صدى البلد” مساء أمس السبت، قال “موسي”: “بكرة هنشر قائمة سوداء بكل من تواطأ ضد البلد بالاسم والصورة بكرة لازم بلدنا نقف معاها ضد إعلام العار”.

وتابع: “مصر للطيران شركة محترمة وسنقف بجوارها ضد أي حملة ممنهجة لإسقاطها، إحنا منحازين مع مصر ومع مصر للطيران أي حد غير كده بكرة هعلن أسماءهم وصورهم”.

وجريا على ترجيح سيناريو الارهاب والمؤامرة الخارجية، أشار “موسي” إلى أنه من الوارد أن تكون هناك عبوة ناسفة تم زراعتها في الطائرة لإفساد علاقتنا بفرنسا، مثلما قال الاعلامي عماد أديب.

كذلك هاجمت مذيعة مصرية من قالت إنهم “يشمتون” في شركة مصر للطيران، وطالبتهم بأخذ حقائبهم والتوجه للمطار وركوب شركة طيران اخري ومغادرة مصر.

تشويه مصر للطيران

وادعت مراسلة جريدة «Le soir» الفرنسية في القاهرة، المصرية “فينسيان جاكويت” أن الصحيفة فصلتها من علمها لأنها رفضت كتابة ما يشوه صورة الشركة المصرية.

وكتبت على حسابها علي فيس بوك تقول: “الصحيفة طلبت التركيز على حزن عائلات الضحايا وتوجيه الاتهام لمصر للطيران ورفضت لعدم وجود دليل”.

وتابعت: “طُلب منى ألا أقدم مقال عن الوقائع والتركيز بدلاً من ذلك على حزن عائلات الضحايا والكلام عن (توجيه الاتهام إلى) الأمان في شركة الطيران المصرية، ورفضت”.

23 مايو، 2016