on
أهالي معتقلي دير الزور: أبناؤنا شهداء وليسوا بشبيحة للنظام
نصر القاسم: المصدر
لا تزال قوات النظام تلقي بشباب دير الزور في مستنقعات التهلكة، وذلك بزجهم على جبهات القتال ضد تنظيم “داعش”، الأمر الذي أشعل فتنة بين أهالي المدينة، فمنهم من يترحم عليهم ويعتبرهم “شهداء”، ومنهم من يعتبرهم “شبيحة” للنظام.
وفي لقاء حصري أجرته “المصدر” مع عائلتي كل من “فادي ع” و”محمد ر” اللذين سيقا من قبل قوات النظام إلى جبهات القتال مع التنظيم، وقتلا هناك، قالت أم “فادي ع”: “فادي ليس بشبيح، وإنما تم اعتقاله من قبل قوات النظام منذ أواخر الشهر الثالث آذار/مارس الماضي من منزل والده، ليتم سوقه إجباريا إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، ويوضع في معسكر الطلائع ويتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح من قبل ضباط النظام.
وأردفت: “تم الاتفاق مع أحد سماسرة الضباط من أجل إخلاء سبيل فادي وإخراجه إلى خارج مناطق سيطرة النظام مقابل مبلغ مالي كبير، وفعلاً دفع والده المبلغ، ولكن ضباط النظام أخلفوا بوعدهم، ليقوموا بنقل فادي وزجه في نقاط الاشتباك الأخيرة مع عناصر التنظيم، ليتم التخلص منه ومن مطالبتنا بالإفراج عنه، حيث أصيب بطلقة قناص في 20 أيار/مايو ويبقى من دون عناية في إحدى مستشفيات دير الزور، ليفارق الحياة في اليوم التالي”.
وأشارت والدة فادي إلى أنه لو كان فادي محسوباً على قوات النظام لتم نقله بطائرة مروحية إلى مطار القامشلي أو دمشق للعلاج، ولكن أراد النظام أن يتخلص من فادي بشكل خاص، ومن أشباه فادي بشكل عام.
وقال “نصر” ابن خالة فادي في حديث لـ “المصدر”: “هذا هو حال أغلب شبان حيي القصور والجورة الواقعين تحت سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، اعتقال إما للخدمة العسكرية الإلزامية أو للخدمة الاحتياطية، أو لزجهم مع مليشيا الدفاع الوطني ولمقايضة ذويهم بمبالغ مالية كبيرة، وأخيراً للتخلص من شباب مدينة دير الزور، المدينة التي خرج فيها 500 ألف متظاهر، هتفوا بالحرية وإسقاط النظام، وكان من ضمنهم فادي”.
وأضاف: “فادي حر من صلب حر، فادي من أبناء مدينة دير الزور من مواليد 1988، خريج كلية الاقتصاد بجامعة الفرات، شهدت له ساحات الكلية بهتافه بالحرية وإسقاط النظام، ويشهد له أصدقائه بطيبة قلبه ونبالته، وتشهد له اعتصامات حي العرفي وساحة الحرية، وكذلك دوار المدلجي، وسيشهد له التاريخ يوماً ما بأنه لم يكن شبيحاً لقوات النظام”.وأردف: “تهجم الكثير ممن يدعون أنهم ناشطون في الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً الفيسبوك، وتهجموا بالقذف والقدح والذم على أهل فادي وعلى عرضه، فأين هؤلاء ممن يدعون الثورة عن أخلاق الثورة”.
وختم نصر حديثه قائلاً إن أغلب شباب دير الزور يساقون بالقوة والعنف إلى نقاط الاشتباك والقتال مع تنظيم داعش”، فلا ذنب لهم، كمن يقتل بطائرات النظام في أحياء الحميدية والعمال، فهو ليس بـ “داعشي”، على حد تعبيره.
ومن جانبه، قال ياسر أحد أقرباء “محمد ر”، إن قوات النظام اعتقلت محمد من مكان عمله من مديرية التربية، وهو مهندس حاسوب من مواليد 1987، وتم زجه في مطار دير الزور العسكري للخلاص منه بقتال التنظيم.
وأردف قائلاً إن حال “محمد ر” هو كحال “فادي ع” وحال من سبقهم كـ (عامر اﻷحمد ومروان ومحمد عبد الرزاق)، كلهم شباب لم تتجاوز أعمارهم الثامنة والعشرين، سحبوا عنوة بعد اعتقالهم وتعذيبهم، ليقتلوا على يد تنظيم “داعش”.