on
بجهود “المطبخ الإيراني” في حماة .. جنود الأسد في حماة يتذوقون الأرز والدجاج بين مبارك ومكذّب
لم يخف عناصر في قوات النظام فرحتهم العارمة بالـ”مكرمة” التي حصلوا عليها، عبر وجبة من الأرز والدجاج وبجانبها قطع من الكوسا مطهوة مع اللحم، وزعها عليهم “المطبخ الإيراني” في حماة، ليودعوا ذكريات الجوع والحرمان، والأخوين مسلوق (بطاطا وبيض).
صورة لوجبة الغداء الإيرانية تلك، نشرتها إحدى كبرى الصفحات العسكرية الموالية، كانت كفيلة بإثارة عاصفة من التعليقات المتنوعة، بين “مبارك” و”حاسد” يتمنى أن يواتيه الحظ بالحصول على وجبة مماثلة، و”مكذب” للصورة والخبر، بعد أن رسخت في ذهنه وفي “جوفه” صورة طعام الجيش الأسدي الذي لايتعدى حبة بطاطا أو بيضة مسلوقة مع خبز “ناشف” يصعب بلعه.
كان الطعام في جيش النظام -وما يزال-، يعكس أعلى صور الفساد في هذا الجيش الذي يمتص كثيرا من عوائد سوريا، فالميزانية المخصصة لإطعام الجيش في واد، والأكل الذي يوزع على عناصره –هذا إن كان هناك أكل من الأصل- في واد آخر.
ولم يكن لدى العسكري –غير المدعوم ماليا أو سلطويا- سوى أن يصبر سنتين أو سنتين ونصف على الأخوين باء (بطاطا وبيض).. هذا قبل نشوب الأزمة، أما بعد نشوبها فقد امتد هذا الصبر ليطول سنوات، حيث لايزال هناك من “يخدم” رغم انتهاء مدة “خدمته” عملا بقانون “الاحتفاظ”.
ومع دخول من يسميهم الموالون “قوات الحلفاء” (مليشيات لبنانية، إيرانية، عراقية، روس)، بات عساكر الأسد يشمون رائحة أطعمة لم يكونوا يتخيلون تذوقها طيلة وجودهم في “الجيش”، ويبدو أن الإيرانيين بالذات عرفوا أن أقصر الطرق للسيطرة على الجندي والضابط الأسدي “المحروم” أو “عصي الإشباع” تمر عبر معدته، فوسعوا “مطابخهم” لتقدم ما تيسر من وجبات لهؤلاء، بعد أني تغطي حاجات مرتزقتهما من إيرانيين وأفغان وغيرهم.
وفي هذا الإطار شرع المطبخ الإيراني بتوزيع وجبات غداء “ساخنة” على بعض النقاط الساخنة في محافظة حماة.
يقول أحدهم في تعليق جلي على صورة الوجبة، “أينما يتواجد الروس والإيرانيين برفقة الجيش السوري تقدم للعسكري السوري هكذا وجبات، والمناطق التي لايرافق بها الروس والإيرانيين العسكري السوري تسرق هذه الوجبات، ويوضع بدلا عنها حبة بطاطا أو بيضة ورغيف مكسر لا يبلع”.
ويضيف آخر مؤكدا: “بتوصل (هذه الوجبات) للجيش بالمناطق لي فيا الأصدقاء الإيرانيين، ولولا هيك بعمرا ما بتوصل لعسكري”.
لكن هناك من شكك بالصورة وبالوجبة كلها من الأصل، فرد عليه عنصر من قوات النظام يبدو أنه يقاتل جبهة تدمر: “ضحكتوني قال مابصدق.. يخرب بيت عدوينك تعال ع تدمر تشوف الأكل معناها بتتطوع، مابشربونا إلا مية صحة والصيف بوزعو ع النقاط ثلج طبعا، كله بمعية حزب الله وجمعية البستان والأصدقاء”.
ويحاول أحدهم أن يثبت “جنسية” الوجبة بما رآه دليلا قاطعا (عبوات الألمنيوم!)، معلقا: “بالفعل هيدي وجبات إيرانية من العبوات الاألمنيوم تبعها اللي بتحفظ الأكل ساخن، وممكن تسخينو إذا برد.. نفسها بيوزعوا فيها الأكل بالجامعات الإيرانية.
وبينما اختار البعض مفردات التبريك بالوجبة، علق كثيرون متمنين أن ينالهم نصيب مما نال زملاءهم في حماة، لكن “عارفا” بخفايا الجيش -على ما يبدو- حذّر قائلا: “الله وكيلك لتصير تنزلو الضباط عبيتا (على بيوتهم)، شو ما بنعرف ضباط فرقتنا، يخزي العين من عيني افجع منن ما بلاقي، والمنيحين فين ما بيتعدا نسبتن خمسة بالمية”.
وهنا انبرى المشرف على الصفحة وهو يقدم نفسه برتبة ضابط في إحدى فرق المدرعات ليقول: “وجبة لكل شخص، ما في مجال للتلاعب”، واللافت أن المشرف هناك لم يدحض ما جاء في التعليق لجهة سرقة الصباط وجبات الجنود، ولا لجهة “فجع” هؤلاء الضباط وانتشار الفساد بينهم، بل إن المشرف أثبت هذا الكلام من حيث لا يدري عندما قال إنه لا مجال للتلاعب لأن عدد الوجبات الموزعة يساوي عدد العناصر، متناسيا في الوقت ذاته أن لدى ضباط الأسد أساليب “إبداعية” في التحايل وابتزاز عناصرهم والاستحواذ على طعامهم، منها تهديدهم بشكل علني أو مبطن بحرمانهم من الإجازات أو زيادة مدة مرابطتهم في نوبات الحراسة.
وفيما تحسر معلق على حال جيش يتم معاملة عناصره كالمتسولين، قائلا: “العسكري عنا بياكل من الأصدقاء شفقة علينا، وكلو من خير الأرض لي عم ندافع عليا”، قال آخر إن هذه الوجبات “مؤقتة” معقبا: “شفناها السنة الماضية أسبوع، بعدين صرنا نشوفا بنومنا”.
المصدر: زمان الوصل