on
جنسيات المغردين العرب تكشف المستور على تويتر
تصدر هاشتاغ “وش_جنسيتك من شكلك” قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على موقع تويتر بعد تفاعل الآلاف من المغردين العرب معه، حيث كشفت أغلب التعليقات التي اتسمت بالعنصرية عن كبت وسطحية مبالغ فيهما أفرزا نوعا من الحساسيات بين مختلف الجنسيات العربية للمشاركين في الهاشتاغ.
وبدلا من الحوار في موضوع ينمي الوعي والمعلومات خير الآلاف من المغردين العرب التفاعل والمشاركة في هاشتاغ ينمي الحساسيات القبلية المقيتة والعنصرية من دون أي تفسير غير السطحية.
وكان الخوف من الحكومات ورجال الأمن في الماضي، يمنع المواطن من التعبير عن آرائه وميولاته، حيث كان الحذر يسيطر على كل مواقفه أما اليوم فقد سمحت فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي بالتعبير والكلام في كل شيء حتى وإن أفرز ذلك عنصرية وتمييزا مبالغا فيهما.
وطالب بعض المغردين إقصاء بعض الجنسيات من المشاركة في الهاشتاغ وكتب أحدهم “الأتراك والروس غير مدعويين للمشاركة”. فيما ظهر التمييز ضد النساء العربيات على أساس الجنسية في تعليق ناشط آخر كتب “كل الصبايا إيطاليات وروسيات طيب العبدات إللي نشوفهم حقين من ذولي”.
وشكل ترند “ما هي جنسيتك من شكلك” منبرا لتوزيع الشتائم والحقد بين المشاركين وكتبت مغردة “الكل يقولون لي مصرية وأنا أكره المصريين ومن يقولون لي أحقد أكثر”.
وتعددت أشكال وأنواع العنصرية عندما طالب مغرد بتغيير عنوان الهاشتاغ وكتب “المفروض اسم الهاشتاغ وش جنسيتك من ركبتك” في إشارة إلى التمييز استنادا على لون البشرة وكتب مغرد ثان في نفس السياق “فجأة البنات تركيات؟ زين وين راح الركب السود؟”.
وتحيل الذاكرة الجماعية في أغلب البلدان العربية إلى أن الفتيات ذوات البشرة البيضاء أجمل من السمراوات ويعود ذلك التصور إلى الاعتقاد بأن لون البشرة الفاتحة يرتبط بالانتماء إلى الطبقة البرجوازية بينما ينتمي ذوو البشرة الداكنة إلى الفقراء.
وأضحى للهاشتاغ دلالات تتضمن التحيز المفرط واللاعقلاني للبلد الذي ينتمي إليه الفرد، وتضمنت جميع أنواع الشوفينية من الدينية واللغوية إلى الجنسية والعرقية تجاه الجماعات التي تختلف دياناتها وجنسياتها.
وكشف تعليق مغرد قال “عربي أنا يلي تفتخرون بلغرب حنا العرب وحنا الأساس” الخلط خطير بين الثقافة المحلية والاعتزاز بها والعنصرية، فالتمسك بالثقافة وتراث البلد الذي ينتمي إليه الفرد يبدو محبذا أما العنصرية فهي القول إن الثقافة المحلية أفضل من ثقافة الغير.
والملفت في التعليقات أن أغلبها لا يكشف فقط عن رفض لجنسية الآخر المختلفة بل طال الرفض جنسية المشترك نفسه، حيث سخر أغلب المغردين العرب من جنسياتهم وطالبوا بتغييرها بجنسيات بلدان أوروبية.
وكتبت ناشطة في هذا السياق “عم بيئولي إني تركية هيك بيحكوا مع أني شايفة إني من إيطاليا باسم الله علي”.
فيما كتبت مغردة أخرى “سعودية الجنسية والشكل. باستثناء إذا عصبت يمكن أكون إثيوبية”.
وسيطرت فكرة أهمية المظهر الخارجي للإنسان على أغلب تعليقات الناشطين، الذين اتفقوا على أن الملابس والهندام الخارجي يكشفان دائما عن البلد الذي ينتمي إليه كل مواطن لكن ذلك الاعتقاد المغالي في الوطنية عبر عن وجه مغاير لما أراد أن يكشفه المشاركون في الهاشتاغ، حيث تحولت الوطنية إلى عنصرية وشوفينية عدائية وعلق مغرد “يوم ألبس بدلة يقولون أنت مصري؟ ويوم ألبس كندورة وغترة يقولون هذا مواطن”.
وبمجرد التمعن في فحوى التغريدات أزاحت تعليقات المشاركين في الهاشتاغ القناع عن الحساسيات القبلية والمذهبية التي يعاني منها العرب وتحول الموضوع إلى تراشق بكلمات جارحة تفتقر إلى العقلانية وصلت إلى حد السب رغم أن الهاشتاغ انطلق من فكرة بسيطة وساذجة جعلتنا ننتبه إلى عمق ودلالات ردود الفعل لما كشفته من عنصرية وتمييز.
وكتب مغرد “أنتقد هذه السطحية في التفاعل مع الموضوع ودي ألاقي هاشتاغ فيه فائدة. كل من طقة براسه فكرة حطها هاشتاغ.. وكلش كوم واللي يستخفون دمهم كوم”.
وعلق آخر “مثل ما توقعت هالهشتاغ بيكون فيه كمية سماجة تخليك تفكر تقفل تويتر”. فيما قالت مغردة أخرى إنه “أكثر هاشتاغ يجرح مشاعري”.
وكانت التغريدة الأكثر عقلانية ربما هي تلك التي تساءل فيها مغرد قائلا “كل اللي بالهاشتاغ أتراك وإيطاليين وأسبانيين طيب من ذولا اللي نشوفهم بالشوارع؟”.