on
خطاب العدناني شعور بهول الخسارة واستعداد للأسوأ
اعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن خطاب أبو محمد العدناني، المتحدث باسم داعش، حمل شعوراً بوطأة الخسائر التي تعرض لها التنظيم، كما أنه بدأ يهيئ أتباعه لتقبل ما هو أكثر وطأة عندما أشار إلى أن التنظيم قد يفقد الرقة أو سرت.
العدناني الذي يعتبر أحد أبرز مساعدي زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، هدد في خطابه اليهود، وحث أنصاره على تنفيذ مزيد من الهجمات على المصالح الغربية، غير أن لهجته الدفاعية كانت واضحة، كما أن إشارته إلى أن التنظيم قد يفقد في أي وقت قياداته كانت واضحة وجلية، معتبراً أن مقتل أي قائد للتنظيم لا يعني أن الأعداء انتصروا، معتبراً أن ذلك انتصار زائف.
حسابات تابعة لتنظيم الدولة بقيت طيلة يوم أمس السبت تروج لخطاب لزعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، غير أن ما تم بثه كان خطاباً للمتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، حيث لم يظهر أي تسجيل للبغدادي منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقب سريان خبر مقتله، كما أن العدناني لم يتحدث منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث سبق أن تحدثت وسائل إعلام عن مقتله إثر غارة أمريكية.
خطاب العدناني يأتي بعد أشهر من الانتكاسات التي شهدها التنظيم، حيث تراجع في عديد من المناطق التي كان يحتلها، وآخرها مدينة سنجار الواقعة شمالي العراق والرمادي في الغرب، وأخيراً بلدة الرطبة المحاذية للحدود العراقية الأردنية، فضلاً عن مقتل عدد من قادة التنظيم بفعل غارات أمريكية.
العدناني في خطابه، وتمهيداً لمرحلة ما بعد خروج عناصر التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها، دعا إلى اللجوء إلى حرب عصابات، وهو ما كان واضحاً خلال الفترة الماضية من خلال سلسلة الهجمات الانتحارية في بغداد وأماكن أخرى، في محاولة من التنظيم على ما يبدو لإثبات وجوده وقدرته على إرباك خصومه.
بريت ماكغورك، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال في تغريدة له عقب خطاب العدناني، إن الخطاب كان علامة على أن استراتيجية الولايات المتحدة فاعلة، وأن قادة التنظيم يختبؤون ولا يظهرون في الأماكن العامة.
وهدد العدناني بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر رمضان القادم، وقال إن التنظيم لن يهزم بمقتل قياداته أبو مصعب وأبو حمزة وأبو عمر وأسامة والشيشاني وأبو بكر وأبو زيد وأبو عمر، مشيراً إلى أن خسارة مدينة سرت أو خروج التنظيم من مدن العراق لا يعني الهزيمة.
كما توجّه بالسؤال إلى أمريكا: “أين الأمن والازدهار الموعود؟ هل جعلت العالم بحربك علينا أكثر أمناً أم عمّ الخوف والدّمار في كندا وفرنسا وتونس وتركيا وبلجيكا”؟ على حد زعمه.