ما الذي يميز زيارة رئيس وزراء فرنسا للقدس؟


نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن أبرز ملامح سياسة رئيس الوزراء الفرنسي، إيمانويل فالس، في الشرق الأوسط، ضمن السياق التاريخي للزعماء الفرنسيين الذين سبقوه.

وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إنّ زيارات الزعماء الفرنسيين إلى إسرائيل، أو فلسطين، كانت تخفي دائما معاني كثيرة، وأحيانا بعض الهفوات التي ميّزت تاريخ العلاقات الفرنسية الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أنّ زيارات الزعماء الفرنسيين تحمل غالبا معاني متناقضة وأحيانا مثيرة للجدل، بما في ذلك زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك خلال سنة 1996، وزيارة رئيس الوزراء الأسبق ليونيل جوسبان خلال سنة 2000.

وأضافت الصحيفة أنّ بعض الزيارات الأخرى نجحت في لفت الأنظار إليها؛ من بينها زيارة الرئيس الحالي فرانسوا هولاند الذي فرشت له إسرائيل السجاد الأحمر.

وذكرت الصحيفة أنّ زيارة إيمانويل فالس إلى إسرائيل، الأحد، واجهت تحديات حقيقية بسبب تصويت فرنسا على مشروع قرار اليونسكو الذي يتعلق بالوجود اليهودي في القدس، مع المبادرة الفرنسية للسلام التي أطلقها وزير الخارجية السابق، لوران فابيوس، والتي تواجه تحديات جمّة بسبب عدم التوصل لإجماع حول نقاط رئيسية في المبادرة التي تمهد للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ويدرك المسؤولون الفرنسيون أهمية هذه الزيارة التي يؤديها فالس إلى إسرائيل، في الوقت الذي تواجه فيه العلاقات الثنائية بين فرنسا وإسرائيل عديد التحديات، ولذلك سيقوم فالس بزيارة كنيسة “سانت آن دي كرواسي” التي تعتبر إحدى أبرز المعالم التاريخية المسيحية تحت الحماية الفرنسية في القدس.

وأضافت الصحيفة أنّ جاك شيراك كان ينوي القيام بزيارة إلى الكنيسة خلال سنة 1996، لكن زيارة فالس قد تكون مختلفة. ففي شهر تشرين الأول/ أكتوبر، أدّى شيراك زيارة إلى إسرائيل، ثم قام بجولة في المدينة العتيقة في القدس، قبل أن تتحول هذه الجولة القصيرة إلى مشادات بين الرئيس الفرنسي السابق والجنود الإسرائيليين المحيطين به، ما دفعه إلى رفض زيارة كنيسة “سانت آن”، وصرخ قائلا: “إن الأمر لا يتعلق بالأمن، بل بالاستفزاز، هل تريدونني أن أركب طائرتي على الفور؟”.

وفي اليوم الذي تلا هذه الحادثة، استقبل الفلسطينيون جاك شيراك استقبالا شعبيا في رام الله، وكان بذلك أوّل رئيس أجنبي يلقي خطابا أمام المجلس التشريعي الفلسطيني.

وذكرت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، ليونيل جوسبان، كان يراهن على توطيد العلاقات مع إسرائيل بهدف تجاوز الفتور في العلاقات الثنائية بين البلدين التي ميّزت تلك الفترة، وقد فعل كل ما في وسعه لإثبات التزام فرنسا تجاه إسرائيل في سنة 2000.

وأضافت الصحيفة أن جوسبان أثبت دعمه الكامل لإسرائيل، فقد اعتبر دفاع حزب الله عن الجنوب اللبناني ضدّ الجيش الإسرائيلي “عملا إرهابيا”، ورفض التمييز بين عملية إطلاق الصواريخ على “الأراضي الإسرائيلية” والدفاع عن الجنوب اللبناني ضد اعتداءات الجيش الإسرائيلي.

وخلال إحدى تصريحاته المثيرة للجدل، ذكر جوسبان أنّ فرنسا تفاوضت مع مجموعة إرهابية لوقف إطلاق النار في سنة 1996، وهو ما اعتبره الرأي العربي إهانة لـ”المقاومة”. وكان رد فعل الطلاب في جامعة بير زيت في رام الله، آنذاك، تعبيرا عن سخطهم من مواقف جوسبن خلال زيارته إلى الحرم الجامعي، حيث تعرض للرجم بالحجارة، ما مثّل نكسة لمسيرته الدبلوماسية.

وذكرت الصحيفة أن زيارة فرانسوا هولاند إلى إسرائيل سنة 2013، كانت أقل إثارة للجدل، بسبب استجابة الرئيس الفرنسي لطلبات إسرائيل، ودعمه لها، ولذلك تمكن من زيارة كنسية “سانت آن” دون التعرض لمضايقات أو استفزاز من طرف الجيش الإسرائيلي.