مقتل الملا منصور يكشف علاقات طالبان بإيران


قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن إيران وطالبان أثبتا أنهما على استعداد للتعاون رغم العداء الإيديولوجي العميق بينهما. وأضافت أن مقتل زعيم حركة طالبان على الطريق السريع الرئيس من الحدود الإيرانية سلط ضوءا جديدا على علاقة الحركة المعقدة بطهران.

ومع أن باكستان قد أُدينت لدعمها طلبان أفغانستان سرا، يقول محللون إن إيران تقدم أيضا أسلحة وأموالا وتوفر ملاذا لطالبان. ورغم العداء الإيديولوجي العميق بين طالبان وإيران، فإن الجانبين أثبتتا أنهما على استعداد تام للتعاون عند الضرورة ضد الأعداء والسعي لتحقيق المصالح المشتركة.

وأفاد التقرير أن الملا منصور دخل لأول مرة إيران منذ شهرين تقريبا، وفقا لختم دائرة الهجرة في جواز سفر باكستاني وجدت في كيس بالقرب من حطام سيارة أجرة كان يستقلها عندما قُتل في غارة أمريكية من دون طيار.

وأظهر أيضا جواز السفر الذي كان يحمله، باسم والي محمد، أنه كان قد عاد لتوه إلى باكستان من المعبر الحدودي “دفتان”، نحو 280 ميل بعيدا عن الموقع الذي قتل فيه، وهي منطقة تسمى أحمد وال، حيث توقف لتناول طعام الغداء. ونفت وزارة الخارجية الإيرانية أن “مثل هذا الشخص قد دخلت باكستان من الحدود الإيرانية”.

ومن غير المعروف، وفقا لتقرير الصحيفة، أين ذهب الملا منصور داخل إيران، وما إذا كانت رحلته قد سهلت سرا من قبل الحرس الثوري الإيراني أم إنه مكث بين أعداد كبيرة من الأفغان الذين يعيشون في شرق إيران، خصوصا في مدن مشهد وزاهدان.

كما إن لدى طالبان أيضا علاقات مع الجماعات السنية “المتطرفة” الناشطة في المحافظة الإيرانية سيستان وبلوشستان، الأمر الذي دفع مسؤولا باكستانيا من منطقة على الحدود مع إيران إلى القول بأنه لا يعتقد أن طهران تدعم مسلحين أجانب لديهم ارتباطات بمثل هذه المجموعات.

ومع ذلك، فإن الشرطة ومسؤولي المخابرات في غرب أفغانستان كثيرا ما يشكون أن “التمرد” المحلي يُدار من إيران، كما يتلقى منها السلاح والتدريب.

وتحدثت الصحيفة أن التحالف بين طالبان السنية “المتشددة” وإيران الشيعية هو الأكثر غرابة، خصوصا وأن طلبان قتلوا 10 دبلوماسيين إيرانيين في مدينة مزار الشريف بأفغانستان في العام 1998.

ونقل التقرير عن “مايكل سيمبل”، وهو متخصص في الشؤون الإقليمية، قوله إن سفر الملا منصور إلى إيران من المحتمل أنه سبب حالة من الغضب بين بعض أعضاء حركة طالبان.

وأضاف أن “طالبان لديها قائمة طويلة من الخلافات مع إيران، والكثير منهم يرى في التقرب من إيران خيانة لما تتبناه طالبان من مواقف. ومع ذلك، فإن العلاقة بين الجانبين قائمة منذ فترة.

في عام 2007، حذر كبير الدبلوماسيين الأمريكيين، اريك ادلمان، الرئيس حامد كرزاي، آنذاك، أن “التدخل الإيراني يتجه شيئا فشيئا، وعلى نحو متزايد، لأن يصير أكثر فتكا”، وفقا لبرقية دبلوماسية أمريكية مسربة..

وأفادت وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية أن إيران تزودهم بصواريخ أرض-جو، وأن القوات البريطانية قد اعترضت شحنة من المتفجرات الخارقة للدروع.

وبالإضافة إلى القلق الإيراني من وجود عسكري أمريكي كبير في المنطقة، فإن بعض الأفغان يعتقدون أن طهران تفضل بقاء جارتها عرجاء بشكل دائم.

وقال كرزاي لايدلمان إن إيران تحاول تخريب التنمية في أفغانستان لمنعها من أن تصبح مركز عبور إقليمي مهم، وحماية صادراتها من الغاز الطبيعي إلى الهند وباكستان من المنافسة في آسيا الوسطى.

وفي الآونة الأخيرة، رأت طهران في طالبان ورقة مفيدة لضدَ تمدد “داعش”، التي تحاول الحصول على موطئ قدم في أفغانستان على حساب طالبان.

كما إن إيران ترغب، وفقا لتقرير الصحيفة البريطانية، في الحفاظ على علاقات مع المجموعة التي قد يكون لها دور رسمي في السياسة الأفغانية حال نجاح محادثات السلام.