واشنطن تحضر لمعركة الرقة بالاعتماد على المقاتلين العرب والإسناد الكردي

24 مايو، 2016

 أفادت مصادر إعلامية أنه في شهر نوفمبر الماضي تحدث مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي عن موافقة أوباما على إطلاق “هجوم قريب” بعد اقتراح تجهيز ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف مقاتل سينضمون إلى نحو 20 ألف مقاتل كردي في هجوم تدعمه مقاتلات الائتلاف الدولي للضغط على مدينة الرقة. لكنَ الخطة لم ترَ النور حينها لتحفظات كردية وانشغال أمريكا بجبهات العراق ومسار التسوية في جنيف.

وقبيل قرار الروس بسحب جزء من قواتهم من سوريا في 14 مارس الماضي، صرّح وزير الخارجية سيرغي لافروف أنّه “ليس سراً إذا قلت إنه في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل: أن يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر، بينما يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة”.

ويشير متابعون إلى أن الظروف اليوم أصبحت مُهيأة لخوض معركة الرقة. ذلك أن موسكو التزمت بما وعدت وأسهمت، إلى حدَ كبير، في تحرير تدمر، و”الهدنة” كفيلة بتركيز الجهود لقتال “داعش”، وبالتالي ما على واشنطن إلَا تنفيذ ما تعهدت به في اتفاقها مع الروس بالتكفل بمعركة الرقة.

وثمة حديث عن أن واشنطن انتزعت موافقة الداعمين للبدء في عملية الرقة مقابل إبعاد الأكراد عن خطوط المعركة الرئيسة وقصر جهودهم على تأمين خطوط الدعم والإمداد على أن يكون المقاتلون العرب هم رأس الحربة في المعركة. هذا في الوقت الذي ينتظر فيه الأكراد من الأمريكيين موافقة أولية على إعادة فتح المعركة غرب سد تشرين في منبج بريف حلب الشرقي.

وتحدث مصدر إعلامي عن اجتماع سري عَقد قبل أيام في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، جمع زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، ووفد أمريكي برئاسة مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى التحالف الدولي، بريت ماكفورك.

ووصل صالح مسلم برفقة ماكفورك إلى كوباني/عين العرب على متن مروحية أمريكية من مدينة السليمانية التابعة لكردستان العراق، وعادا في اليوم نفسه. وتركز النقاش حول هجوم مرتقب لـ”قوات سوريا الديمقراطية” على مدينة الرقة، بغطاء من طيران التحالف الدولي، بالإضافة إلى حلّ الخلاف التركي الأميركي حول مسألة عبور قوات سوريا الديمقراطية إلى غرب نهر الفرات.

وزيارة ماكفورك إلى كوباني هي الثانية خلال العام الجاري، حيث زارها في 30 يناير الماضي، كأبرز مسؤول أمريكي يزور سوريا خلال سنوات الصراع.

وتضم “قوات سوريا الديمقراطية” مجموعات مختلفة، لكن تعتبر “وحدات حماية الشعب”، وهي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أبرز مكوناتها وتتلقى دعما أمريكيا عسكريا.

وتذكر مصادر أن “قوات سوريا الديمقراطية” تستعد للمعركة بحشد قواتها، وقامت بنقل السلاح الثقيل إلى عين عيسى وتل أبيض في الشمال والشمال الشرقي في الرقة.

وتتحدث تقارير عن تعزيزات أخرى في سد تشرين لمهاجمة مدينة منبج بالتزامن مع الهجوم على الرقة، بغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي. وإن كان الرئيس المشترك لـ”مكتب العلاقات العامة لحركة المجتمع الديمقراطي”، عبد السلام أحمد، نفى أن يكون هناك أي ارتباط بين اللقاءات التي أجراها وفد مجلس سوريا الديمقراطية مع المسؤولين الأميركيين والحديث عن معركة الرقة”، كما نفى أيضا “وجود أي خطوات ميدانية تجاه ريف حلب بما فيها منبج”، ذلك أن “الظرف السياسي والعناد التركي من العوامل التي تقف عائقاً أمام ربط عفرين بكوباني”.

وتفيد تقارير أن “قوات سوريا الديمقراطية” تستعد للمعركة بحشد قواتها، وقامت بنقل السلاح الثقيل إلى عين عيسى وتل أبيض في الشمال والشمال الشرقي في الرقة. هذا في الوقت الذي تكشف فيه مصادر “وحدات حماية الشعب” عن الرغبة الأميركية في بالاعتماد على حلفائهم في المكون العربي، جيش الثوار والصناديد، في حين ستتركز مشاركة الأكراد على الدعم والمؤازرة لقوات غالبيتها من المقاتلين العرب.

  

24 مايو، 2016