لقاء ثلاثي مرتقب بين السيسي ونتنياهو وعباس بالقاهرة.. ماذا خلف ذلك؟
25 مايو، 2016
محمد جمال –
توقعت “مصادر دبلوماسية مصرية”، أن يجري “قريبا” لقاء قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بدعوة من الرئاسة المصرية، في العاصمة القاهرة، مشيره لاتصالات تجري بين وزاراتي خارجية مصر واسرائيل لهذا الغرض.
وقالت المصادر لـ “هافينجتون بوست عربي” أنه “لم يتم الاتفاق على موعد القمة الثلاثية بعد، متوقعه عقدها قبل قمة باريس المقبلة 3 يونية المقبل، أي قبل حلول شهر رمضان”، ورفضت تفسير وصول “أفيفا راز شيختار”، مديرة إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، للقاهرة على رأس وفد إسرائيلي، وهل له علاقة بترتيبات القمة أم لا؟.
ونقلت وكالة الاناضول عن مصدر ملاحي مصري نبأ وصول “أفيفا راز شيختار”، مديرة إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس الإثنين 23 مايو/أيار 2016 لمطار القاهرة الدولي، على رأس وفد إسرائيلي، في زيارة غير معلنة من قبل، ولم يكشف الجانبان المصري أو الإسرائيلي عن تفاصيلها.
وفيما أكدت المصادر الرسمية أن “القاهرة ترغب في إحداث اختراق في القضية الفلسطينية”، توقع مسئول دبلوماسي مصري سابق، فضل عدم ذكر اسمه، أن يسعي نتنياهو للاستفادة من عقد القمة في “اختراق تطبيعي” مع مصر بعدما تعرضت العلاقات بين البلدين للجمود والتوتر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011.
وقال أن “ما يهم نتنياهو هو زيارة القاهرة، لا الاتفاق مع الفلسطينيين”، متوقعا أن يكون “هدف نتنياهو هو إفشال مؤتمر باريس، بدعوي أن المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، بدأت ولا داع للمؤتمر”.
وكان الدكتور مصطفى الفقي، الدبلوماسي المصري السابق توقع أيضا خلال لقائه ببرنامج «يحدث في مصر»، على قناة «mbc مصر»، الخميس الماضي زيارة رئيس وزراء إسرائيل لمصر قريبا.
انتقادات للزيارة
وبدأ سياسيون ودبلوماسيون مصريون يحذرون من زيارة نتنياهو لمصر، ويطالبون القوي السياسية وحركات المقاطعة بتوحيد موقفها ضد الزيارة.
ودعا “محمد سيف الدولة” الناشط ضد مقاطعة اسرائيل “القوى الوطنية الحية” في ان “تبدأ في ترتيب الرد المناسب فيما لو تجرأ السيسي على دعوة نتنياهو الى مصر”.
على كل القوى الوطنية الحية فى مصر ان تبدأ فى ترتيب الرد المناسب فيما لو تجرأ #السيسى على دعوة #نتنياهو الى مصر… https://t.co/QpOx0bULt8
— محمد سيف الدولة (@seif_eldawla) May 24, 2016
وشدد علي: “اننا نرفض تدنيس التراب المصري بزيارة هذا الإرهابي الصهيوني زعيم أكبر كيان استعماري إرهابي وعنصري في العالم”، وأن “هذه الزيارة لو تمت، فلن تمر مرور الكرام”.
وعلق، السفير الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الاسبق، والمرشح الرئاسي السابق، على طلب زيارة نتنياهو إلى مصر، والسلام الدافئ الذي أعلن عنه السيسي مؤخرًا بتغريده نشرها عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك” رافضا زيارة نتنياهو.
وقال الاشعل”: “نحن ضد زيارة نتانياهو لمصر او زيارة السيسي لإسرائيل” معتبرا أن مبادرة السيسي “للأسف هي لمزيد من الغنائم لإسرائيل وتدليلها وشهادة لها علي سلامة موقفها في فلسطين، بينما الشعوب لها راي اخر”.
وانتقد أيضا “مبادرة السيسي”، متسائلا: “هل لديه ضمان باستعداد اسرائيل للسلام للجميع ووقف الاستيطان والقبول والعمل على إنشاء دولة فلسطينية؟ وما الجديد الذي وجده لدي اسرائيل ولم يجده حتى اوباما؟ وهل هي أمال أم مقدمة للمزيد للسلام والامن لإسرائيل على حساب الآمال العربية؟”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت“، اليوم الثلاثاء أن “العاصمة المصرية شهدت في الأيام الأخيرة اتصالات دبلوماسية مهمة من وراء الكواليس من أجل عقد قمة تجمع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة”.
ونقلت عن “مصدر فلسطيني رفيع المستوى” قوله للصحيفة، أن الاتصالات تجري بواسطة مصرية بهدف عقد اللقاء الثلاثي في وقت قريب، لكن هذه المساعي لم تثمر حتى الآن عن اتفاق.
وأكدت المصادر الفلسطينية إن “وجود عبد الفتاح السيسي وراء هذه المبادرة، وهو المعروف بنفوذه داخل القيادة الفلسطينية، من شأنه أن يزيد في فرص تحققها، كما أنه في ضوء العلاقات الأمنية الوثيقة بين القدس والقاهرة، سيكون من الصعب على إسرائيل رفض المبادرة المصرية، ولا سيما بعد تصريح نتنياهو عن استعداده الاجتماع بأبو مازن وإجراء مفاوضات مباشرة معه”.
وقد رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، التعليق على ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن جود اتصالات لعقد لقاء ثلاثي يجمع الأخير والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي.
وقالت إذاعة اسرائيل، صباح اليوم: “رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق، على ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت عن جود اتصالات لعقد لقاء ثلاثي بين نتنياهو وعباس والسيسي”.
واعتبر موقع “” الإسرائيلي أن هذا يُفسر سبب رفض نتنياهو، في الأيام الأخيرة، مبادرة السلام الفرنسية، وتصريحاته التي قال فيها إنه مُستعد للقاء أبو مازن بشكل مباشر دائمًا.
وقال نتنياهو أول أمس في الكنيست الإسرائيلي: “هناك فرصة للدفع نحو تسوية إقليمية، لكي نكون قادرين على مواجهة التحديات الماثلة أمامنا، وكذلك استغلال الفرص المُختلفة التي تنفتح أمامنا بسبب تغيير الواقع الجيو -سياسي بسبب تعامل مُختلف تجاهنا من قبل دول عربية مُختلفة، فأنا أبذل قصارى جهدي لتوسيع الحكومة”.
سادس زيارة لنتنياهو لمصر
وفي حالة زيارة نتنياهو لمصر بناء على دعوة للسيسي ستكون هذه أول زيارة له منذ ثورة 25 يناير، حيث اقتصر التواصل بينه وبين المجلس العسكري عبر الوسيط الامريكي علي حل ازمة حصار السفارة الاسرائيلية.
وفي عهد الرئيس محمد مرسي، أكد رئيس الموساد السابق أن “مرسي لم يرد على رسائل نتنياهو ولم يحدث أي اتصال سياسي بين مصر وإسرائيل في عهده”.
رئيس الموساد السابق :#مرسي لم يرد على رسائل نتنياهو ولم يحدث أي إتصال سياسي بين مصر وإسرائيل في عهده pic.twitter.com/JBYr7Uvp42
— أخبار مصر ™ (@akhbaarmasr) May 21, 2016
وزار نتنياهو مصر خمسة مرات منذ تسلمه رئاسة الحكومة في نيسان/ أبريل 2009″، أخرها عام 2010.
وسبق لموقع إيلاف” السعودي أن نسب الى مصدر اسرائيلي ان زيارة كانت مقرره لنتنياهو لمصر فبراير الماضي، رتب لها عاموس غلعاد المستشار الامني والسياسي لوزير الأمن الاسرائيلي، ألغيت بسبب تصريحات ادلى بها وزير اسرائيلي اشار فيها إلى ان مصر اغرقت أنفاق حماس استجابة لطلب من حكومة اسرائيل.
وكان موقع “عنيان مركازي” العبري قد برر حالة الهدوء التي تعم العلاقات المصرية الاسرائيلية والحديث عن دعوة نتنياهو لمصر بعدما أحرج الرئيس المصري ورد علي مبادرته للسلام بتعيين “ليبرمان” الذي تضعه مصر منذ عهد الرئيس السابق مبارك علي لائحة “غير المرغوب في دخولهم مصر”، وزيرا للدفاع، بتأكيد أن نتنياهو اتصل بالسيسي وأوضح له الامر.
وقال الموقع الإسرائيلي إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشرح له أسباب اضطراره لضم حزب “إسرائيل بيتنا” المتشدد للائتلاف الحكومي بدلا من تكتل “المعسكر الصهيوني” بقيادة إسحاق هرتسوج زعيم حزب العمل اليساري”.
وبحسب الموقع “تعهد نتنياهو للسيسي بعدم حدوث أي تصعيد إسرائيلي تجاه الفلسطينيين، وأنه ليست هناك نية لدى تل أبيب لإعادة احتلال قطاع غزة”.
وأنه قال للسيسي أن “وزير الدفاع الجديد وعلى العكس سوف يساعد في منع تهيج اليمين المتشدد الذي بإمكانه حتى الآن إسقاط الحكومة في أية لحظة”.
وأوضح “عنيان مركازي” أنه في أول خطوة عملية لإظهار حسن النية قرر نتنياهو بالتشاور مع ليبرمان استئناف تزويد قطاع غزة بمواد البناء.
وسبق أن هدد ليبرمان مصر بأنه حال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة سوف يقصف السد العالي، وقبل فترة قصيرة، قال إنه لو أصبح وزيرا للدفاع سوف يمنح إسماعيل هنية القيادي بحركة حماس مهلة لتسليم رفات جنديين إسرائيليين، وإلا فعليه تجهيز قبره.