دير الزور تعيش أسوأ أيام الحصار وتحذيرات من كارثة إنسانية

25 أيار (مايو - ماي)، 2016

تعيش الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بدير الزور، أسوأ أيامها منذ بدء الحصار المفروض عليها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، منذ نحو عام ونصف.

وبحسب ما أفاد به سكان لـ”السورية نت” اليوم الأربعاء، فقد استمر غياب مياه الشرب عن أحياء المدينة لليوم الـ12 على التوالي، بحجة عدم توافر المازوت اللازم لتشغيل محطات المياه، و”وزاد الطين بلة” حسب وصفهم، توقف أغلب أفران الخبز عن العمل لليوم الخامس على التوالي للحجة ذاتها، حيث عمل فرن خالد بن الوليد وفرن الضاحية فقط، وهما لا يستطيعان تغطية حاجة المدنيين الذين يقارب عددهم الـ100 ألف.

بالمقابل، استمر عمل فرن “الجاز” بكافة طاقته، لكن هذا الفرن يوزع إنتاجه لقوات النظام وعناصر الميليشيات المتحالفة معها، مثل “الدفاع الوطني” و”جيش العشائر”، ولا يسمح للمدنيين أبدا بالاقتراب منه.

في هذا الإطار، قال شهود عيان لـ”السورية نت”، إن ساعات اليوم شهدت ارتفاع أعداد الأسر الزائرة لنهر الفرات، لتعبأة المياه بشكل مباشر، رغم الأخطار الصحية التي يحملها استخدام هذه المياه، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة انتشرت خلال الأسابيع الماضية، لكن زادت وطأتها خلال الساعات الماضية، بعد فقدان الكثير من المدنيين الأمل بإمكانية تزويدهم بالمياه المعقمة في الوقت القريب.

هذا الواقع، تزامن مع استمرار إلقاء عشرات المظلات يومياً، وهي تحمل مساعدات غذائية وإنسانية،  مقدمة من الأمم المتحدة، وعلمت “السورية نت” أن اليوم صباحاً تم إلقاء نحو 26 شحنة، قامت قوات النظام كما جرت العادة سابقاً بالاستيلاء عليها.

وبحسب ما أفاد به عدد من سكان المدينة، فإن الأسواق امتلأت بتلك المساعدات، دون أن تؤثر في انخفاض الأسعار، ليبقى شارع “الوادي” في حي الجورة أحد أغلى الأسواق في سورية، وتباع فيه البضائع بعشرات أضعاف سعرها الحقيقي.

وأشاروا في هذا المجال، إلى أن فرع الهلال الأحمر يعمد بين الحين والآخر إلى توزيع جزء من هذه المساعدات، لكنهم وصفوها بـ”الضئيلة، ولذر الرماد في العيون”، ليختتموا قولهم، بالتأكيد على أن “كارثة إنسانية قادمة ربما تكون الأكبر منذ سنوات في سورية، إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن”.