إحباطات وإخفاقات نقلت الشافعي الشيخ من بريطانيا إلى تنظيم الدولة بسورية

26 أيار (مايو - ماي)، 2016
6 minutes

عرف عن المواطن البريطاني الشافعي الشيخ الذي هربت عائلته من السودان عام 1990، أنه واحد من أربعة سجانين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” شكلوا ما يشبه الفريق بسبب لكنتهم الإنكليزية، كان أبرزهم محمد أموازي، الذي عرف بـ”الجهادي جون”، وظهر في مقاطع فيديو يقطع رؤوس الرهائن الأميركيين والبريطانيين.

وقتل إموازي العام الماضي في غارة أمريكية على سورية، فيما تم تحديد هويات بقية الفريق، وهم “أليكسندا كوتاي” الذي لايزال مخبؤه غير معلوم حتى الآن، و”إين دايفس” الذي تم اعتقاله في تركيا العام الماضي.

وقال عدد من الرهائن الغربيين الذين استطاعت حكوماتهم تخليصهم بفدية، إن الفريق الذي أطلق عليه هؤلاء الرهائن اسم “بيتلز داعش” عرضوهم للتعذيب والضرب المتكرر، إضافة إلى عمليات الإيهام بالغرق والإعدام.

لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الشافعي الشيخ، هو المعروف في “تنظيم الدولة” باسم “رينجو” أو “جورج”، وكان الرهائن يعتبرونه قائد مجموعة “بيتلز داعش” وأكثرهم شراسة.

وتم التعرف على الشافعي الشيخ من خلال تحقيق استقصائي مشترك بين صحيفة “واشنطن بوست” وموقع “باز فيد”، وتم تأكيد اسمه من قبل مسؤول مكافحة الإرهاب الأمريكي السابق، وأشخاص آخرين يعرفون المقاتلين البريطانيين في سورية، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، بينما رفض مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي التعليق.

وتؤكد عائلة الشافعي الشيخ أنه لا يزال على قيد الحياة، ويعيش في سورية، وأنه على اتصال ببعض الأصدقاء وأفراد العائلة، لكن ليس والدته.

الأربعة البريطانيون، نشأوا معاً في نفس المنطقة غرب لندن، ولكن لم يتضح ما إذا كانوا على علاقة ببعض قبل أن يرحلوا جميعاً إلى سورية حيث التحقوا بتنظيم القاعدة أولاً، قبل أن ينضموا إلى “تنظيم الدولة”.

ثلاثة منهم كانوا مهاجرين وهم “كوتاي” كان من غينيا، و”إموازي” ولد في الكويت، و”الشافعي” سوداني، أما “دايفس” فولد في غرب لندن، وتحول لاحقاً إلى الدين الإسلامي.

وقالت والدة الشافعي مها الغازولي في حوار مع صحيفة “واشطن بوست” إن ابنها كان بريطانياً عادياً في معظم أوقات حياته، يشجع فريق “كوين بارك” لكرة القدم، ويعمل في الميكانيكا، دون أن يجذب إليه انتباه السلطات في أي وقت.

وكان واحداً من ثلاثة أبناء تولت تربيتهم الأم بعد انتقال العائلة إلى بريطانيا، وكان أصدقاؤه ينادونه بـ”شاف”.

وأضافت الغازولي: عندما كان عمره 11 عاماً التحق بمنظمة شبابية عسكرية تدعى “كاديت” وقضى بها 3 سنوات، كان يستمتع فيها بأوقاته، مشيرة إلى أنها حاولت دوما إبقاء أولادها بعيداً عن المشاكل، لكن في عام 2008 اعتقل شقيقه الأكبر خالد بتهمة قتل عضو في عصابة متورطة في قضايا مع الشافعي.

وتمت تبرئة الأخ الأكبر عقب ذلك من تهمة قتل الرجل، لكنه أدين بتهمة حيازة سلاح ناري بهدف تعريض حياة الآخرين للخطر، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، حسب تقارير إعلامية.

وأشار صديق مقرب للعائلة رفض الكشف عن هويته، إلى أن الشقيقين كانا يحبان بعضهما بعضاً جداً، وكانا قريبين للغاية، لدرجة أنه بعد دخول الشقيق الأكبر السجن، كلاهما ضاع وكانا عرضة للتطرف.

وأوضحت الغازولي أيضاً أن الشيخ تزوج عندما بلغ 21 عاماً من امرأة إثيوبية تعيش في كندا، لكنه أصيب بالإحباط بسبب عدم قدرتها على الانتقال إلى لندن للعيش معه، وفي العام التالي بدأت الأم ملاحظة تغيرات على ابنها بعدما عرفه أحد أصدقائه إلى إمام في غرب لندن عرف بأفكاره المتطرفة.

ولفتت الأم إلى أنها رأت ابنها ذات مرة يشاهد مقطعاً مصوراً لهذا الشيخ، يشرح فضائل الموت في سبيل الله، فسألته “هل تريد أن تتحول إلى مسلم ميت؟”، وأجابها: لا.

وأشارت إلى أنها التقت هذا الإمام عقب ذلك وجهاً لوجه، وسألته “ماذا فعلت في ابني؟”، بعد أن كانت تقضي ساعات في النقاش معه حول نظرتهم للإسلام.

وفي إحدى المرات، قال لها إن “الله يقول إن أمك قد تصبح عدوك”. وأضافت الغازولي أن الشافعي حاول جذب أخيه الأصغر محمود، الذي بدأ أيضاً في تبني أفكار متطرفة للإسلام، وبدأ في ارتداء زي رجال الدين، وإطلاق لحيته، وأصبح مهتماً بعنف الجهاديين.

وبحسرة شديدة قالت الأم التي أكدت أنها لم تكن تعرف أن ابنها يرتبط بالمجموعة التي احتجزت الرهائن: أولادي كانوا رائعين، لكن في يوم ما حدث كل هذا بشكل مفاجئ.

من جانبه، قال الناشط المجتمعي “صلاح البندير”، إن الشافعي قال له في فبراير/شباط 2012  إنه يريد الذهاب إلى سورية، وإنه يعد نفسه جسمانياً للحاق بالمحاربين هناك، مشيراً إلى أنه كان مصمماً جداً، ثم عانقه ورحل.

وأضاف: كانت صدمة أن أرى هذا الشاب الصغير يذهب إلى التطرف بهذه السرعة، ويلزم نفسه بهذه الحياة القاسية.

كان الشافعي يتحدث العربية بطلاقة، ورحل إلى سورية في إبريل/نيسان 2012، ولحق به أخوه الأصغر محمود بعد ذلك بشهور، ثم حاولت الأم أن تجعله يعود إلى السودان، فقال لها إنه لن يستطيع الذهاب، وقتل محمود العام الماضي في معركة قرب تكريت بالعراق، حسب ما قالت والدته.

وقالت الأم أيضاً إن الشافعي كان يعيش في حلب مع زوجة سورية وابنتها، واستطاعت زوجته الإثيوبية اللحاق به أيضاً، ثم أنجب منها صبياً سماه محمود على اسم شقيقه الراحل. ثم اختتمت الأم حديثها، قائلة: هذا ليس ابني الذي ربيته.