قالت صحيفة الديلي بيست الامريكية ان عددا من الميلشيات الشيعية الموجودة على لائحة الإرهاب الامريكية تشارك بمعركة الفلوجة التي أعلن عن انطلاقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل يومين، من بينها عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله وميلشيا حركة النجباء التي يوجد امينها العام أكرم الكعبي على لائحة الإرهاب الامريكية وقوائم وزارة الخزانة الامريكية.

وتقول الصحيفة، انه على الرغم من شدة المعارك التي خاضتها القوات العراقية والميلشيات الشيعية المساندة لها خلال اليومين الماضيين لاستعادة مدينة الفلوجة غرب بغداد من قبضة تنظيم الدولة، الا انها لم تحقق الكثير من التقديم على الأرض بسبب شراسة المقاومة التي يبديها التنظيم، الذي يعتبر الفلوجة ان قلب دولته.

وتستذكر الصحيفة المعارك التي خاضتها القوات الامريكية في الفلوجة في العام 2004، مشيرة الى ان تلك القوات تكبدت خسائر كبيرة هناك.

ونقلت الديلي بيست عن مصدر في وزارة الدفاع الامريكية انه لا يمكن التأكد كيف يمكن ان تتحول معركة الفلوجة، وان المعركة قد تستمر لمدة أشهر، خاصة وانه الى الان لم تعرف كيفية استجابة تنظيم الدولة للهجوم، وأيضا حجم الدعم الجوي الأمريكي الذي ستقدمه للقوات المهاجمة.

ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين ان معركة الفلوجة يمكن ان تكون شرسة وتستمر لأشهر عديدة وهي مدينة تختلف عن بقية المدن التي سعى التنظيم للدفاع عنها، فالفلوجة تعتبر حجر الزاوية في العمل الجهادي، كما هو حالها عقب الغزو الأمريكي للعراق.

ويرى محللون ان التنظيم سيستميت في الدفاع عن الفلوجة لأنه يعتقد انها ستكون حائط الصد الأول في الدفاع عن مدينة الموصل شمال العراق التي تعتبر راس مال التنظيم.

وبحسب مسؤول عسكري امريكي فان ” أي شخص يتوقع كيف ستكون عليه معركة الفلوجة فانه مخطئ، ولكن المؤكد انها ستكون معركة طويلة”

حتى الان لم تتقدم القوات العراقية الا بالمناطق التي المحيطة بالفلوجة ومنها مدينة الكرمة، الى الشرق من الفلوجة، حيث تقوم القوات العراقية بتطهير المتفجرات والالغام التي قام التنظيم بزراعتها.

ويبدو من الصعب حاليا اجراء أي تقييم على مدى قدرة وفعالية القوات العراقية خاصة وإنها مازالت لم تتمكن من دخول المدينة، التي يعيش فيها حاليا قرابة 100 ألف مدني والذين يحاولون الفرار من المدينة الا ان الطرق التي تحدثت عنها الحكومة العراقية لتامين خروجهم لا يبدو انها مؤمنة بالفعل.

وبحسب مصادر عراقية فان نحو 15 جنديا عراقيا قتل في المعركة التي بدأت قبل نحو يومين، رغم ان مصادر أمريكية تحدثت انه الى الان لم تحدث أي معركة حقيقية، في وقت تشير فيه التقديرات الامريكية ان عدد مقاتلي تنظيم الدولة ربما يصل الى 500 مقاتل.

بينما تشير التقديرات الامريكية ان عدد القوات العراقية المهاجمة ربما يفوق ال 20 ألف جندي، بالإضافة الى وجود ادلة على مشاركة جماعات شيعية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني في تلك المعركة بينها ميلشيات متهم بقتل جنود أمريكيين.

وبحسب الديلي بيست فان أبرز الميلشيات المشاركة في هذه المعركة هي ميلشيات عصائب اهل الحق الموجودة على اللائحة الامريكية السوداء باعتبارها منظمة إرهابية، وأيضا كتائب حزب الله وحركة النجباء التي يرأسها أكرم الكعبي الموجود على لائحة الإرهاب الامريكية وقوائم وزارة الخزانة الامريكية

وبحسب فيليب سميث المتخصص بشؤون الميلشيات الشيعية بجامعة ميريلاند، فان هذه الجماعات تقوم باستخدام المدفعية والقذائف الصاروخية في مهاجمة الفلوجة، مبينا ان هذه الميلشيات ومنذ صيف عام 2015 كانت تتوعد بشن حرب على الفلوجة، وان هذه الميلشيات هي التي تسيطر على القوات العراقية نفسها.

والى الا لا يبدو ان واشنطن متأكدة تماما من ان الميلشيات تسيطر فعلا على القوات التي تقوم بمهاجمة الفلوجة، رغم المخاوف الامريكية من ن تقوم تلك الميلشيات باقتحام المدينة وحصول انتهاكات يمكن ان تؤدي الى تأجيج التوترات الطائفية بين السنة والشيعة.