بيان (الجمعية الوطنية السورية) حول المفاوضات مع النظام

27 أيار (مايو - ماي)، 2016
4 minutes

بيان صادر عن اجتماع المكتب السياسي للجمعية الوطنية السورية

تزامنا مع مرور الذكرى الثالثة لانعقاد اللقاء التشاوري في مدريد بتاريخ 20 أيار 2013 الذي توسع عمله ونشاطه من خلال مجموعة عمل قرطبة بسعيها عبر عديد المؤتمرات التي رعتها لإنشاء تحالف واسع يضم مختلف المكونات السورية، في مشروع وطني شامل تعبر عنه الجمعية الوطنية السورية منذ إطلاقها مطلع العام الحالي، أنهى المكتب السياسي للجمعية الوطنية السورية أعمال اجتماعه بتاريخ 22 من أيار الجاري، وعلى مدى خمسة أيام ناقش المجتمعون مجمل التطورات على الساحة السورية، وأجروا تقييما شاملا لعمل الجمعية ونشاطها وسبل تفعيل دورها الوطني، مؤكدين على استمرار سعيها لتحقيق تحالف وطني عريض من مختلف الطيف الوطني، يعكس تطلعات السوريين في دستور عصري، يستند إلى قيم المواطنة الكاملة والمتساوية، واحترام حقوق الإنسان، وبناء هوية سورية جامعة تعكس واقع التنوع الذي يزخر به المجتمع السوري، والارتقاء بصيغة الانتماء الوطني بحيث ينتقل فيه مفهوم الأغلبية والأقلية من مستواه الهوياتي( الإثني – المذهبي) إلى مستواه السياسي المدني، في ظل وحدة سوريا أرضا وشعبا. ومن اجل هذا، تعمل الجمعية الوطنية السورية على التواصل مع مختلف القوى الوطنية الديمقراطية، للبدء بحوار مسؤول وبناء يسعى لصياغة ميثاق وطني يعبر عن تطلعات السوريين كمقدمة ضرورية لصياغة الدستور المنشود.

وانطلاقا من قناعتها بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012 وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، باعتباره الخيار الأمثل لإنهاء المأساة السورية، وتحرير الشعب السوري من سلطة نظام الاستبداد والإجرام الأسدي، وبناء الجيش الوطني القادر على دحر الإرهاب واستئصاله، فإنها تطالب المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن بمضاعفة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف دائم للعمليات القتالية وتوفير المناخات الأمنية والإنسانية المناسبة لدعم مقومات نجاح المسار التفاوضي، عبر ضمان وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وبإطلاق سراح المعتقلين فورا، باعتبارها قضايا خارج سياق التفاوض.

وفي ظل تراخي المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف إجرام النظام، واستمرارها في منهج إدارة الصراع بدلا من حله، وفي ظل تنامي دور التنظيمات المسلحة التي ترفع الرايات والشعارات المتناقضة مع أهداف الثورة،و التي ساهمت في تشويه صورتها وإخراجها عن إطارها الوطني الجامع، فإن المعارضة السورية المتمثلة بالهيئة العليا للتفاوض مطالبة بالتحلي بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها عبر امتلاك ناصية القرار بعيدا عن أي تأثيرات إقليمية أو دولية، مدفوعة بالثقة ووضوح الرؤية والإرادة السياسية الصلبة، والانتقال إلى مرحلة التفاوض المباشر مع النظام، الكفيلة بإنهاء حالة تعدد المنصات، واختصار الوقت للبدء بإنشاء هيئة حكم انتقالي بمؤسساتها وهيئاتها القادرة على إيصال البلاد إلى بر الأمان.

عاشت سوريا وطنا حرا نهائيا لجميع أبنائها.

المكتب السياسي

الجمعية الوطنية السورية

26  أيار 2016

أخبار سوريا ميكرو سيريا