مجزرة مساكن صيدا… أول مسالخ نظام بشار الأسد في الثورة السورية


شوارع صيدا ومنازلها تشهد على مجزرة بحق المئات في فجر الثورة (1)

إياس العمر: المصدر

لم يكن مسلخ قائد قوات النظام في مدينة دير الزور العميد عصام زهر الدين هو الأول من نوعه في سوريا، بل إن قوات النظام اعتمدت على هذا النوع من الجرائم منذ أول أيام الثورة.

الحادثة الأولى من هذا النوع تعود لشهر نيسان/أبريل من عام 2011 عندما ارتكبت قوات النظام مجزرة مساكن صيدا والتي تعتبر من أضخم المجازر التي ارتكبتها قوات النظام في محافظة درعا، وكان أحد ضحاياها الطفل حمزة الخطيب الذي أبكت قصته الملايين.

“المصدر” وبعد خمس سنوات على مجزرة مساكن صيدا كان لها حديث مع عدد من الشهود على مجزرة مساكن صيدا، وكان أحدهم الناشط سيف الحوراني قال إن قوات النظام اقتحمت درعا البلد بتاريخ 25 نيسان / ابريل و فرضت حصاراً خانقاً على الأهالي، فقرر عندها اهالي ريف درعا الشرقي التحرك، وبتاريخ 27 نيسان / أبريل تم الاتفاق على الخروج بمظاهرة، وبعدها بيومين خرج الاهالي من معظم مدن وبلدات ريف درعا الشرقي وكانت نقطة اللقاء هي بلدة المسيفرة وبعدها توجهوا باتجاه بلدة صيدا، وعند اقترب المتظاهرين باتجاه المساكن العسكرية شرقي بلدة صيدا بدأت قوات النظام بإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة باتجاه المتظاهرين والذين تجاوز عددهم حينها العشرة الالاف متظاهر .

وأكد الحوراني أن قوات النظام أعدمت ميدانياً عدداً من الجرحى، كما أعدمت ميدانياً 15 متظاهراً احتموا بأحد الأقبية بجانب المساكن العسكرية، ومن ضمنهم ابن عمه، حيث اعتقلتهم قوات النظام وأعدمتهم.

وأضاف أيضاً أن معظم الشهداء كانوا في المزارع والحقول المحيطة بالمنطقة، بعد غروب الشمس استغل الأهالي الفرصة وسحبوا عدداً من جثث الشهداء، والقسم الأكبر لم يتمكن أحد من الوصول إليها لأن قوات النظام كانت تستهدف أي شخص يقترب من المنطقة.

وأشار الحوراني إلى أن عدد الشهداء والجرحى والمفقودين نتيجة المجزرة تجاوزت 300 شخص وكان من ضمن المفقودين من بلدته الجيزة الطفلين حمزة الخطيب وتامر الشرعي، وقد تبين فيما بعد أنهم من المعتقلين في القبو “المسلخ”.

تحركات استباقية

وفي شهادة مشابهة قال الناشط أحمد المصري لـ ” المصدر ” إن الأهالي في المنطقة شاهدوا صباح يوم المجزرة تحركات مريبة في محيط المساكن العسكرية شرقي بلدة صيدا، وجلبت قوات النظام تعزيزات من العاصمة دمشق، تبين فيما بعد أن العقيد سهيل الحسن هو من أشرف على العملية بالاشتراك مع رئيس فرع الامن العسكري في درعا العقيد قصي ميهوب لأنهم كانوا يريدوا منع الاهالي من الوصول نحو مدينة درعا وكسر حصار قوات النظام لأن وصول الأهالي يومها كان يعني إفشال حملة قوات النظام على مدينة درعا.

وأشار المصري إلى أن قوات النظام بعد تفريقها بالرصاص للمظاهرة اعتقلوا عدداً من المتظاهرين ومن ضمنهم عدد من المصابين، حولت بعدها المساكن لمسلخ بشري، حيث قضى عشرات من المعتقلين إثر عمليات التعذيب ومن ضمنهم الطفل حمزة الخطيب والطفل تامر الشرعي، وقطعت قوات النظام العضو الذكري للطفل حمزة، وأكد أيضاً أن جميع جثث الشهداء كانت قد تعرضت لعمليات تشويه وبعضها كانت مقطعة الأطراف، وكان هنالك علامات تعذيب وصعق بالكهرباء وآثار حرق نتيجة إطفاء السجائر بأجسام المعتقلين.

مقبرة جماعية

بعد سيطرة الثوار على المساكن العسكرية في صيدا مطلع عام 2013 وجدوا مقبرة داخل المساكن لعدد من المفقودين وإلى اليوم ما يزال هنالك عدد آخر من المفقودين.

إعلام النظام

وبعد المجزرة التي راح ضحيتها المئات، جاء دور الإعلام الرسمي بتبريرها، حين تحدث يومها أن المتظاهرين هاجموا مساكن الضباط في البلدة، علماً انه لم يكن وقتها أي تواجد للجيش الحر أو جبهة النصرة أو تنظيم داعش وبأن مجزرة صيدا كانت من أهم الدوافع لتوجه قسم من شباب المنطقة نحو التسليح بهدف حماية الأهالي، بحسب المصري.

وفي لقاء سابق لـ “المصدر” بالطبيب الزعبي الذي يلقب بـ “طبيب الثورة” في درعا قال إن أحد أعضاء الكادر الطبي أخبره بوجود جثة طفل مشوهة والطفل من بلدة “الجيزة” في براد المستشفى، وعلى الفور ذهب إلى المستشفى وقرر تصوير جثة الطفل داخل المستشفى لخوفهم أن يمنعهم أهل الطفل من التصوير في منزلهم، وذلك لأنهم يخافون من ملاحقات قوات النظام لهم.

وتابع الطبيب الزعبي شهادته: “قام صديقي بتصوير سيارة الإسعاف التي تحضر الجثث وسيارة تابعة لجيش النظام، كإثبات على تورط قوات النظام، وذلك لأن النظام كان ينفي أن يكون له أي دور بعمليات القتل، لكن للأسف تم كشف المصور واعتقاله في فرع “أمن الدولة” مع الكاميرا، واستمر العمل بالمستشفى بعد أقل من ساعة أخبرني أحد الزملاء أن قوات النظام تبحث عني داخل المستشفى فوجئت وإذ بقوات النظام تحاصر المكان وتطلب الهويات من الجميع فقررت مسح التصوير الذي يحتوي على جثة الطفل، بعدها تسللت خارج المستشفى وعلى الفور اتصلت بأحد أفراد الكادر، وقلت له على الهاتف عبارة (ابني تطهر ولم أصوره) وذلك لأن العضو الذكري للطفل كان مقطوعاً، لأننا كنا نخشى عمليات مراقبة المكالمات الهاتفية. وأخبرته بأنه سيصل إليكم بعد ساعة، أريد منك تصويره، وكان المصور حينها هو الشهيد “محمد الشلجي”، بعد وصول جثة الطفل الشهيد إلى بيت أهله في بلدة “الجيزة” قام الكادر بتصويره ورفع المقاطع على شبكات التواصل الاجتماعي”.

ويذكر أن الطبيب تيسير الزعبي هو من قام بمعاينة جثة الطفل حمزة الخطيب والطفل تامر الشرعي وعلى إثرها اعتقلته قوات النظام ووجهت له اتهامات بأنه هو من تصور جثث الأطفال وحوكم بالإعدام قبل ان يتم إطلاق سراحه بأمر من بشار الأسد بناء على طلب والد الطفل الشهيد حمزة الخطيب.

بشار الأسد يستدعي والد حمزة الخطيب

بعد قتل قوات النظام بقتل الطفل حمزة الخطيب كان ملاحظاً خروج والد حمزة الخطيب على وسائل إعلام النظام التي استغلته ل استغلال والد حمزة الخطيب، وقال الناشط عبدالرحمن الخطيب لـ ” المصدر ” انه وبعد مجزرة مساكن صيدا و بث مقاطع للطفل حمزة بدأت قوات النظام تعمل على تلفيق الاكاذيب و القيام بمجموعة من الألاعيب من اجل فبركة الامر وكان منها الضغط على اهالي المعتقلين من الذين كانوا في المجزرة بأن ابنائكم لم يخرجوا حتى يذهب والد حمزة لمقابلة رئيس النظام كما ان قوات النظام في هذه الاثناء وجهت التهمة بشكل مباشر للطبيب تيسير الزعبي بأنه هو من يقف وراء مقتل حمزة الخطيب و تشوية جثته.

يقول الخطيب بانه وبعد ضغط كبير من قبل الاهالي قرر والد الطفل حمزة الخطيب و خاله بالإضافة لعدد من وجهاء حوران الذهاب لمقابلة بشار الاسد حيث ان اللواء رستم غزالي هو من رتب الامر وكان يضغط على اهل الطفل حمزة واهالي المعتقلين ، وخلال الجلسة أخبر بشار الاسد والد حمزة بأن من قام بتشويه جثة الطفل هو الطبيب وبأنه هنالك اعترافات من الطبيب وقال له بان كل طلباته ستكون مجابة عندها طلب والد حمزة هو و الوجهاء إخراج المعتقلين الذين كانوا برفقة الطفل أثناء المجزرة و الإفراج عن الطبيب، وأكد الناشط الخطيب أن والد حمزة قبل الخروج على إعلام النظام من أجل خروج المعتقلين، كما أشار إلى انه بالفعل يومها خرج قسم من المعتقلين وتم تسليم قسم من الجثث ولكن بقي قسم آخر لم يخرج وقال بأن من ضمن الذين خرجوا يومها كان الطبيب تيسير الزعبي الذي كان قد صدر بحقة حكم اعدام.

حمزه_الخطيب_

شوارع صيدا ومنازلها تشهد على مجزرة بحق المئات في فجر الثورة (2)

في قبو هذا المنزل بدرعا كان أول مسلخ بشري في الثورة السورية (بلدة صيدا)

 

أخبار سوريا ميكرو سيريا