uFEFFحزب «البديل» الألماني يوحّد المسيحيين والمسلمين واليهود ضده
27 أيار (مايو - ماي)، 2016
اللقاء الفاشل منذ أيام الذي جمع بين المجلس الأعلى للمسلمين برئاسة أيمن مزيك، وفراوكة بتري رئيسة حزب البديل اليميني المتطرف، والذي انتهى سريعا بعد أن تبادل المجتمعون الاتهامات، لتعقبها مشادة كبرى بين الأطراف المجتمعة، نبّه المسلمين لخطورة الوضع القائم الجديد، خاصة بعد التقدم الذي بدأ الحزب يحرزه في بعض المدن الألمانية.
التطورات الأخيرة دفعت المسلمين في ألمانيا إلى إقامة حملة أعلامية كبرى، تقودها شخصيات إسلامية بارزة في ألمانيا مثل البروفيسور بيكيم أغاي رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة غوته الألمانية في مدينة فرانكفورت، والمحامي البارز مراد كيمان، وغيرهما من المنظمات والجمعيات الإسلامية.
ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية ومجلة «فوكوس» الألمانية الأسبوعية، فإن الحملة تعتبر عملا إسلاميا منظما من أجل مقاضاة حزب البديل، وكل من يدعم فكرة التعدي على الدستور الألماني والحقوق المدنية والدينية.
وفي تطور بارز للحالة المتوترة التي تشهدها الساحة السياسية الألمانية وجه حزب البديل من أجل ألمانيا ذو التوجه اليميني المعارض للأجانب انتقادات شديدة للكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية في ألمانيا. واتهم رئيس الحزب في ولاية بافاريا، بيتر بيسترون، الكنيستين بتحقيق مكاسب بالمليارات «تحت ستار أعمال البر» من وراء أزمة اللاجئين.
ويبدو أن الحزب الألماني والذي ينادي بمعاداة الأجانب ووقف أسلمة ألمانيا أصبح بارعا في جذب الأعداء إليه، فبعد الحملات التي قام بها ضد المسلمين والكنيسة في ألمانيا، اتهم المجلس المركزي ليهود ألمانيا حزب البديل بالتخلي عن الاستناد إلى القانون الأساسي (الدستور الألماني). وقال جوزيف شوستر رئيس المجلس مساء أمس إن «قرارات البرنامج أوضحت بصورة جلية موقف الحزب المعادي للأديان». ورأى شوستر في الفقرة التي تضمنها البرنامج بعنوان «الإسلام ليس جزءا من ألمانيا»، أنها تأتي في طليعة الأشياء التي تظهر عدم تسامح الحزب وعدم احترامه للأقليات الدينية في ألمانيا.
إلى ذلك، قام ناشطون من حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» المعروف باسم «بيغيدا» بحملة مضللة وعنصرية على «فيسبوك» وذلك بعد أن عرضت الشركة المنتجة لشكولاته «كيندر» صورا لأعضاء فريق المنتخب الألماني عندما كانوا أطفالا على غلاف المنتج الخاص بها.
ودأبت شركة فيريرو المنتجة لشكولاته تحمل اسم «كيندر شكولاته» منذ عقود على استخدام صورة فتى ألماني مبتسم على غلاف منتجاتها يبدو فيها ذا بشرة فاتحة وعيون زرقاء وأسنان ناصعة البياض، غير أن طبعة خاصة لغلاف هذه الشكولاته التي تنتجها شركة فيريرو أثارت الآن وقبل نحو أسبوعين من انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2016 في فرنسا جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي حيث تسبب في هذا الضجيج صور للاعبي المنتخب الألماني في طفولتهم والتي وضعتها الشركة على منتجها
وبدأت الحملة العنصرية لحركة «بيغيدا» وفقا لموقع الدويتشه فيله الألماني بعد أن قامت الشركة الشهيرة بحملة إعلانية على غلاف علب الشوكولاته «كيندر»، وذلك في إطار بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، حيث نشرت صورا لأعضاء المنتخب الألماني وهم أطفال، مثل غوتسه، وغوندغان، كرامر وبواتنغ، وغيرهم.
كما نشر موقع «شبيغل أونلاين» معلومات تفيد بأن أعضاء من حركة «بيغيدا»، لم يعجبهم عرض الصور التي نشرتها شكولاته كيندر، لأنها تضم لاعبين من أصول أجنبية، فنشروا صورا للاعب بايرن غيروم بواتينغ، ولاعب دورتموند ايلكاي غوندغان، بشكل منفرد، هاجموا الشركة المنتجة لـ»كيندر» بأنها تريد استبدال صور الأطفال الألمان بصور أجانب من أصول مهاجرة، وهو ما دفع البعض إلى التعليق بعنصرية على الموضوع.
علاء جمعة
المصدر: القدس العربي