ضباط (بشار الأسد) يقيمون معتقلات خاصة لابتزاز سكان مدينة درعا

28 أيار (مايو - ماي)، 2016

7 minutes

الخليج أونلاين-

تمارس قوات النظام السوري وعناصره الأمنية أينما وجدت تضييقاً على المواطنين السوريين بشتى الطرق والوسائل؛ ورغم مرور 5 سنوات على اندلاع الثورة، إلا أن هذه العناصر لا تترك فرصة للانتقام من المواطنين العزل إلا استغلتها.

ففي محافظة درعا، جنوب سوريا، يشير مواطنون إلى أن المضايقات الأمنية غالباً ما تظهر عند الحواجز الأمنية بين المدن أو داخلها، حيث يتعرض المواطن للإهانة، والاتهام بالتظاهر، ومعاونة المسلحين، وحمل السلاح، أو حتى الخيانة، فهو متهم في نظر قوات النظام مهما كان توجهه، حتى وإن أثبت براءته، كما يقولون.

بعض سكان المدينة قالو لـ”الخليج أونلاين”: إن “قوات النظام تشن حملات اعتقال مسعورة بحق المواطنين بعد كل فشل ميداني لها”، لافتين إلى أن “الظروف المعيشية تجبر الناس على التنقل عبر الحواجز، ولا سيما الشباب منهم”.

وتعمل قوات النظام -وفق المتحدثين- على ابتزاز العابرين بشتى الوسائل، وقد وقعت مئات الاعتقالات على هذه الحواجز الأمنية، ولا سيما خلال الأيام القليلة الماضية، رغم أن كثيرين ممن اعتقلوا مؤخراً كانوا يمرون عبر هذه الحواجز بشكل مستمر.

أحمد الذي يمر على حاجز خربة غزالة، على طريق الأوتستراد الدولي درعا-دمشق، مرة كل أسبوع، يقول: إن “هذا الحاجز -الذي يعد المنفذ الوحيد إلى مدينة درعا- هو واحد من أسوأ الحواجز الأمنية، وأكثرها تشدداً وتضييقاً على المواطنين”.

تضييق واعتقال

وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين” يضيف أحمد: “الذين يتنقلون من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق سيطرة قوات النظام، خصوصاً على هذا الحاجز، وحاجز منكت الحطب، بين درعا وريف دمشق، يتعرضون لشتى صنوف الإهانة اللفظية”.

أحمد ذو الـ47 عاماً أوضح أن الإهانة “تبدأ من سب العرض، وتمتد حتى التهديد بالاعتقال، والضرب أحياناً بدون أي سبب، وكأن إهانة المواطنين هي منهج موصى به من قبل القيادات الأعلى لعناصر الحواجز”.

كما لفت إلى أن “عناصر النظام يصبون جام غضبهم على الشباب وطلاب الجامعات؛ لأنهم لقمة سائغة” لهم، كما يقول، ومن ثم فهم يسعون بشتى الطرق لاعتقالهم.

وفي معرض حديثه عن سوء المعاملة قال المواطن السوري: إن “أحد عناصر النظام كسر هوية شخصية لطالب جامعي؛ لكي يجد مبرراً لاعتقاله، ومنذ أكثر من عامين لا يعرف شيء عن هذا الطالب الذي لم يشارك بأي نشاط ثوري”.

ابتزاز

أما أبو غسان فيقول إن ابنه (25 عاماً) كان يعمل موظفاً في مديرية تربية درعا، وذهب إلى المدينة لاستلام راتبه، لكنه لم يعد منذ أكثر من سنتين، ولا يعرف ما هي تهمته.

أبو غسان (60 عاماً) أكد أن أحد الوسطاء بين أجهزة النظام الأمنية وأهالي المعتقلين طلب نحو مليون ليرة سورية (الدولار يساوي أكثر من 600 ليرة) لمعرفة مكان اعتقال ابنه فقط، ثم عاد وطلب 8 ملايين ليرة أخرى للتوسط لإطلاق سراحه، مشيراً إلى أنه عجز عن تأمين هذا المبلغ، وأن ابنه ما زال في المعتقل منذ ذلك الحين.

وتابع: “لو بعت كل ممتلكاتي بما فيها باقي أولادي لن أحصل على المبلغ المطلوب (..) الله يفرجها على كل المعتقلين”.

الناشط الحقوقي أبو قيس الحوراني قال: “في غياب الوازع الديني والأخلاقي لدى ضباط النظام، وانتشار الفوضى بكل أشكالها، يسعى بعض الضباط الكبار إلى فتح معتقلات خاصة بهم لممارسة عمليات الابتزاز والإثراء على حساب المواطنين”.

وأوضح أن هناك “معتقلات سرية لبعض الضباط المتنفذين، يعتقلون فيها بعض الأشخاص دون الإعلان عنهم، ثم يبدأ الضابط المسؤول بابتزاز أهالي المعتقلين؛ من خلال وسطاء لإطلاق سراحهم”.

ولفت الناشط الحقوقي إلى أن “المبالغ التي تطلب لإطلاق سراح المعتقل تفوق إمكانيات أهله، وأحياناً تكون تعجيزية”، مشيراً إلى “وجود الآلاف من المواطنين في هذه المعتقلات السرية”.

ووفق الحوراني “هؤلاء غالباً ما تتم تصفيتهم، أو استخدامهم كدروع بشرية في المعارك والاشتباكات مع المعارضة، أو قتلهم وتصويرهم على أنهم إرهابيون شاركوا في الهجوم على مواقع النظام، وأحياناً يتم قتلهم ورميهم في ساحات الاشتباكات لتحقيق انتصارات كاذبة، بزعم أنهم من عناصر المعارضة المسلحة”.

إتاوة

وفي السياق يقول رضوان، وهو سائق أجرة: إن “على كل سائق أن يقدم عشرة لترات مازوت للحاجز في طريق عودته بشكل يومي”.

وأضاف رضوان (52 عاماً): “على السائق أن يسحب هذه الكمية من خزان السيارة، أو أن يدفع ثمنها لعناصر الحاجز”، لافتاً إلى أن “عدة براميل وأوان خاصة تملأ بالمواد النفطية كل يوم من سيارات المارة، حيث يتم بيعها وتقاسم ثمنها بين عناصر الأمن والضباط”.

أما عثمان، وهو موظف وأحد سكان مدينة درعا المحطة الواقعة تحت سيطرة النظام، فيشير إلى أن المواطن “مجبر على المرور على الحواجز، وهو معرض للابتزاز، والاعتقال، أو السوق إلى الخدمة العسكرية الإجبارية، أو الاحتياطية إذا كان أقل من 43 عاماً”.

وأشار إلى أن “النظام يفرض دورات الحماية الذاتية على جميع الموظفين فوق الخمسين عاماً في مناطق سيطرته”، موضحاً أن “هذه الدورات يتم خلالها التدرب على استخدام الأسلحة الفردية؛ ليكون الموظف مقاتلاً رديفاً لقوات النظام، أو جاهزاً لاستبدال قوات النظام على الحواجز”.

وفي اتصال مع “الخليج أونلاين” لفت عثمان (43 عاماً) إلى أن “الموظف الذي يرفض الخضوع لهذه الدورات يفصل من عمله، أو يتم اعتقاله لأجل غير مسمى”.

ويؤكد نضال، طالب في المرحلة الأخيرة من دراسته الجامعية، أن المواطنين داخل مناطق سيطرة قوات الأسد “يتعرضون لكل أشكال الاضطهاد، والترهيب، والابتزاز، من قبل قوات النظام وأجهزته الأمنية والشبيحة”.

وأوضح “أن هذه القوات تقوم باعتقال عشرات المواطنين من الشوارع فور سماع أي إطلاق نار، أو اشتباكات في المنطقة؛ لاستخداكهم كدروع بشرية، أو للقيام بأعمال سخرة في تعبئة أكياس الرمل والبحص لتحصين مواقعها”.

وأشار إلى أن “مواصلة دراسته تجبره على البقاء في مناطق سيطرة قوات النظام، وأنه يضطر للتنقل بين دمشق ودرعا، هذا بالإضافة إلى خوفه من أن يتعرض منزل أهله الذين غادروا المحافظة إلى الأردن للسرقة والنهب، أو للاستيلاء عليه من قبل قوات النظام والشبيحة”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا