الحقائق الـ5 في نجاح وفشل أوباما خارجيا

29 أيار (مايو - ماي)، 2016
7 minutes

مجلة “تايم” اﻷمريكية ترصد خمس حقائق تفسر لماذا نجحت مبادرات أوباما في بعض البلدان، وفشلت في أخرى.

فيتنام

لسنوات أكدت الولايات المتحدة أن رفع الحظر عن بيع الأسلحة يتوقف على تحسين فيتنام لسجلها في مجال حقوق الإنسان، ولكن ليس هناك أدلة دامغة على أنه قد تم إحراز تقدم ملموس هناك، ولكن التوازن الجيوسياسي والتحول الجاري في آسيا غير تفكير واشنطن، فالإصرار المتزايد من الصين على التواجد في بحر الصين الجنوبي وضع دول الجوار على حافة الهاوية.

الاهمية الاستراتيجية لبحر الصين الجنوبي لا يمكن أن يكون مبالغا فيها، فـ 1/3 التجارة البحرية العالمية تمر من خلال هذه المياه، وقد يكون هناك أيضا كميات هائلة من النفط والغاز تحت قاع البحر.

رسميا، فإن الولايات المتحدة تدعو إلى “حل سلمي” للنزاعات الحدودية في بحر الصين الجنوبي، ولكن في نهاية المطاف الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة اﻷيدي تجاه المخاطر التي تشكلها محاولات الصين للتواجد بقوة في كل آسيا.

انجاز اوباما في السياسة الخارجية تتوجه الانضمام لاتفاق الشراكة في التجارة عبر المحيط الهادئ ( وهو اتفاق تجارة حرة متعدد اﻷطراف يهدف لزيادة تحرر اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادي عبر 12 دولة) وتشكل 40 % من الناتج اﻹجمالي للعالم.

وأظهرت دراسة لمركز بيو للأبحاث عام 2014 أن نحو 95 % من المواطنين الفيتناميين تقول إن اتفاق التجارة جيد، و76 % لديهم آراء إيجابية تجاه الولايات المتحدة، فيتنام، البلد الذي يوفر فرصا لواشنطن لتحقيق مكاسب أمنية وتجارية.

كوبا

إعادة ارتباط الولايات المتحدة بكوبا قصة أخرى، أوباما يتمتع بشعبية في الجزيرة تقترب من شعبية البابا فرانسيس بـ 80 %، بالإضافة إلى ذلك 79 % من الكوبيين يقولون إنهم كانوا غير راضين عن النظام الاقتصادي في البلاد، ويتمنى 55 % من الكوبيين ترك الجزيرة، و97 % من الكوبيين يرون أن تحسن العلقات مع الولايات المتحدة يفيد بلادهم بشكل أفضل.

قادة كوبا لا يمكنهم الحفاظ على الوضع الراهن، منذ عقود تعتمد الحكومة الشيوعية في الجزيرة على الحكومات اليسارية، للحفاظ على البلاد قائمة على قدميها.

الاتحاد السوفياتي كان المستفيد الرئيسي حتى انهياره عام 1991، وفي السنوات الأخيرة، أرسلت كوبا الأطباء إلى فنزويلا مقابل 100 ألف برميل من النفط يوميا لمساعدة الاقتصاد في البلاد. كما تتلقى مساعدات من فنزويلا تتراوح قيمتها ما بين 5 مليارات دولار، و 15 سنويا، أي ما يعادل 15 % من الناتج المحلي الإجمالي في كوبا.

ولكن هذا لم يعد ممكنا نظرا للمشكلة الاقتصادية في فنزويلا، أوباما اعتبرها فرصة، وطلب من البابا فرنسيس تمهيد اﻷرض لمحادثات مبكرة مع الزعيم الكوبي راؤول كاسترو.

إيران

على مدى عقود، أدان النظام الإيراني الغرب واعتبره تهديدا وجوديا لاستمرار بقاء الجمهورية الإسلامية، وهذا يحمل قلقا كثيرا بشأن ركودها الاقتصادي، ايران تصدر 2.5 مليون برميل من النفط يوميا قبل تشديد العقوبات الاقتصادية عام 2012.

وبحلول عام 2014، كانت صادرات النفط انخفضت إلى ما يزيد قليلا عن مليون برميل يوميا، بالنسبة لبلد يعتمد على صادرات الطاقة بنحو ربع الناتج المحلي الإجمالي، يمثل هذا اﻷمر ضربة كبيرة لتدفقاتها النقدية.

الأمور تزداد سوءا، إيران اعتبرت لفترة طويلة من أفضل البلاد تعليما في الشرق الأوسط، ولكنه عندما يصبح شعب مثقف، ﻷنه سوف يواجه مشكلة عندما لا يكون هناك ما يكفي من فرص العمل، مما يدفعه في النهاية للرحيل من البلاد.

سنويا 1.2 مليون شاب يدخلون سوق العمل في بلد تبلغ نسبة البطالة بين الشباب أكثر من 50٪ بحسب تقديرات غير رسمية، ومن الصعب تبرير خنق الاقتصاد بحجة مواصلة البرنامج النووي الذي سوف يعطي على المدى الطويل فوائد أمنية واقتصادية ولكنها غامضة في أحسن الأحوال.

هذا اﻷمر أعطى أوباما ما يحتاجه، حيث وفر تشديد عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها الفرصة لجذب إيران إلى طاولة المفاوضات، ومواصلة التفاوض حتى عرضت ايران اتفاقا مقبولا، لن يكون هناك تحسن على المدى القريب في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن الاتفاق النووي يمهد الطريق ﻹحراز تقدم حقيقي على المدى الطويل.

كوريا الشمالية

بعض الأنظمة تأمل في الحفاظ على الاستقرار السياسي؛ بالنسبة لكوريا الشمالية الاستقرار السياسي يعتمد على العزل، وتحقيقا لهذه الغاية، أمضى كيم جونغ أون السنوات الخمس الماضية في ترسيخ سلطته دون تدخل من الخارج. 
وبطبيعة الحال، كوريا الشمالية فقط تمكنت وباقتدار من القيام بذلك لأن الصين توفر الغذاء والوقود، والغطاء السياسي، بكين مسؤولة عن 57 % من واردات كوريا الشمالية وهي الوجهة النهائية لـ 42 % من صادرات كوريا الشمالية، وهو ما يبقى كوريا الشمالية على واقفة قدميها لعدة عقود. كيم جونغ أون يعلم أن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة يعتمد على الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي من شأنها بالتأكيد زعزعة استقرار حكومته.

روسيا

روسيا والتعامل مع الأزمة أوكرانيا كان أكبر فشل لسياسة أوباما الخارجية حتى الآن، ويرجع ذلك جزئيا إلى نهج المواجهة، الذي يعطى بوتين حافز أكبر لتشويه صورة الغرب، وقد استخدم فلاديمير بوتين الصراع في الخارج لتعزيز شعبيته في الداخل طوال فترة ولايته.

وفي استطلاع لمركز “بيو” أجري الصيف الماضي، كان 88 % من الروس يثقون في أن بوتين يقوم بـ “الشيء الصحيح” فيما يتعلق بالشؤون العالمية، ووافق أكثر من 80 % من الروس على تعامل بوتين مع الولايات المتحدة وأوكرانيا، والاتحاد الأوروبي.

وبطبيعة الحال، تقلب أسعار النفط بجانب العقوبات الجارية ضربت الاقتصاد الروسي عام 2015، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي في روسيا بنسبة 3.7٪ في حين ارتفع معدل البطالة 7.4 %. ورغم ذلك شعبية بوتين لا يزال أعلى من 80 %.

بوتين نجح خلال ارتفاع أسعار النفط في توفير احتياطيات أجنبية وصلت لنحو 600 مليار دولار، كما أن لديه أكثر من 375 مليار دولار في صناديق الطوارئ تحت تصرفه، ومع استمرار ارتفاع شعبية بوتين، لا تبدو روسيا أنها تحتاج إلى علاقات أفضل مع واشنطن هذا العام، أو العام المقبل.